الرياض - السعودية | سلطان بن سلمان: قوة المملكة بأبنائها.. والنساء أكبر داعم للتنمية

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على قوة الدولة السعودية بأبنائها، مشيرا إلى أن المواطن السعودي هو الشريك الأساسي في بناء التاريخ لهذه الدولة منذ بداياتها في عهد الدولة السعودية الأولى.

وتحدث الأمير سلطان بن سلمان في ليلة امتدت لثلاث ساعات نظمتها غرفة الشرقية بمقرها الرئيس، ضمن برنامج "تجربتي" أحد برامج مجلس شباب الأعمال في الغرفة، وحضرها نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، والأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله، والأمير سعود بن سلطان بن عبدالله.

وقال بأن الدولة السعودية كانت ومازالت حريصة على تطوير قدرات المواطن السعودي وصقل مواهبهم، مؤكدا حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعم المواطن السعودي من خلال العديد من البرامج التي تقدمها الدولة من خلال مؤسساتها، مبينا أهمية الحرص على التعرف على تراث هذا الوطن وتاريخ المواقع التي شهدت التاريخ وسطر أجدادنا أهم الملاحم فيها، مشيرا في ذات السياق، أن الدولة تسير نحو الريادة والتفوق بقيادة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين.

ولفت خلال اللقاء الذي شهد حضورا أعضاء مجلس إدارة الغرفة وعدد من رجال وسيدات الأعمال والأكاديميين والمهتمين، بأن الهيئة العامة للسياحة قامت على سواعد أبناء هذا الوطن واستطاعت من خلالهم النهوض وصناعة الإنجاز رغم أنها بدأت بموارد وطاقات محدودة جدا، وهذا خير دليل على إصرار المواطن السعودي على صناعة المجد.

وأشار إلى أهمية معرفة تاريخ هذا الوطن الغالي، فهو غني بالحضارة والتاريخ وكان ولازال وطنا شامخا بكل المقاييس، لافتا إلى أهمية أن يعرف أبناء اليوم ما قدمه أجدادهم والقاعدة الصلبة التي بنوها لكي ينهض هذا الوطن ويتطور، مشددا على ضرورة أن يعرف المواطن ماذا قدم المواطن الأخر من تضحيات وانجازات، فما يقدم اليوم ليس بجديد أو مستجد وإنما هو امتداد لتاريخ صنعه أبطال هذا الوطن.

وحول تجربته قال بإنه عاش الحياة الواقعية المليئة بالتراث كونه من جيل لم يعرف بعد الحياة الافتراضية التي فرضتها الثورة التكنولوجية، متنقلا بين أنشطة متنوعة مثل ركوب الخيل وممارسة الصيد وتربية الصقور، وهذا ما أكسب سموه الخلفية التاريخية والقاعدة التراثية الغنية، والتي أهلته تدريجيا لقيادة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مشددا على سلسلة من الأحداث والإنجازات والتعليم في حياته الشخصية سبقت توليه هذه المنصب، مؤكدا على أن قطاع السياحة أصبح من اهم الموارد الاقتصادية للدول.

وأشاد بدور النساء في نهضة الوطن، مؤكداً أن النساء في المملكة كن ولا زلن عنصراً مهماً داعم لمسيرة المملكة ونهصتها وتقدمها على مختلف المجالات، وتطرق سموه إلى حياته الخاصة، ودور والدته الأميرة سلطانه السديري إلى جانب والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في بناء شخصيته وجعله إنساناً عصامياً، فقد كان والده يطلب منه استقبال الضيوف من وجهاء وأعيان القبائل ورجال الدولة وهو في سن العاشرة من العمر، كما تحدث عن عمله في وزارة الإعلام إبان وزيرها السابق محمد عبده يماني وكيف أثرت هذه الفترة والمرحلة في حياته وأسهمت في نضجه واحتكاكه بالمجتمع.

وحول رحلة الفضاء تحدث سموه عن بعض المحطات التي ساهمت في وصوله إلى هذه الرحلة المهمة من خلال دراسته تخصص الطيران، وتبني خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز هذا الحلم وسعى لتحقيقه، وكان داعما قويا لهذا المشروع، فبعد تنفيذ اتفاقيّة مشروع إطلاق القمر العربيّ الصناعيّ الثاني بين وكالة ناسا، وعربسات المعروفة بإسم المؤسسة العربيّة للاتصالات الفضائيّة في عام 1982م، طلبت عربسات من المملكة ترشيح من يمثلها في الرحلة الفضائيّة لإطلاق هذا القمر؛ بصفتها من أهمّ المساهمين في مشروع إطلاقه، ففتحت وزارة الدفاع والطيران السعوديّة في عام 1985م باب الترشح لهذه الرحلة الفضائيّة للطيارين السعوديين، وانتهت النتائج بترشيح ثلاثة طيارين كان الأمير سلطان بن سلمان واحداً منهم.

وبعد حصول وكالة ناسا على النتائج من وزارة الدفاع والطيران السعوديّة، اختارت الأمير سلطان بن سلمان ليكون المرشح الأساسيّ للرحلة، وخضع لتدريبات مكثفة وفي 17 (يونيو) عام 1985م انطلق المكوك ديسكفري وعلى متنه الأمير سلطان بن سلمان وستة رواد فضاء، واستمرت هذه الرحلة لمدة ثمانية أيام احتوت على العديد من التجارب العلميّة المهمة، وفي اليوم الثامن عاد المكوك الفضائيّ إلى قاعدة إدواردز بكاليفورنيا.

وبقي الأمير سلطان في الولايات المتحدة الأمريكيّة لمدة أسبوعين بعد الرحلة، ومنحته وكالة ناسا ميداليّة الريادة، وعاد والفريق السعوديّ العلميّ لأرض الوطن بطائرة خاصة أمر بها باذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إلى الطائف، وتمّ استقبالهم بحفل بهيج.

وحول تجربة جمعية الأطفال المعاقين التي أصبحت رائدة في المملكة والعالم، قال بإن الجمعية اليوم تملك 14 مركزا، ومشاريعها الخيرية والاستثمارية تبلغ مليار ريال، تطبق أنظمة الحوكمة.

وبين سموه خلال اللقاء بأن الإنجازات التي حققتها الهيئة وأخرها كان نيل الهيئة على شهادة الإنجاز العالمية من شركة مايكروسوفت تقديرا لجهودها في مشروع "رحلة الهولوجرام الإلكترونية" الفريدة من نوعها في معرض جايتكس دبي بالتعاون مع مايكروسوفت.

وتعتبر رحله الهولوجرام إنجاز عالمي غير مسبوق للهيئة في مجال التحول الرقمي، وهذا يثبت بأننا مواطنين جاهزون على تقبل التحديات وتخطيها، مضيفاً أن الهيئة العامة للسياحة الوطني حققت إلى جانب إنجازتها الإلكترونية إنجازات لا حصر لها على أرض الواقع لعل أقلها تغيير الفكر االموجود لدى الناس لتقبل السياحة والمشاركة في صناعتها وتطويرها وتحقيق نتائج مرضية للجميع.

وقدم سموه نصيحة لشباب وشابات الأعمال بأن يحرصوا أن يكون الموظف هو المؤسسة وأن يقدموا برامجا متنوعة تعنى بالموظف وتطور قدراته، وتقفز بإنتاجه لأعلى مستويات، وقال زوروا مناطق وطنكم وتعرفوا على أهلها وستتعلمون ما لاتجدوه في البرامج التدريبية المختلفة.

من جهته أوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم العمار الخالدي بأن صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والـتـراث الوطني، يقود دورًا وطنياً رائدًا في النهوض بصناعة السياحة والتـراث الحضاري الوطني، ويُقدم نموذجًا قياسيًا في قيادة وإدارة قطاعٍ إنتاجي مُتشعب المسارات، يزحف إلى مُقدمة القطاعات الاقتصادية في العالم، ويأتي على رأس مُستهدفات رؤيتنا، بأن يكون دُعامة قوية لاقتصادنا الوطني.

من جهته قال رئيس مجلس شباب الأعمال بالغرفة عبدالله البريكان، إن لمجلس شباب أعمال الشرقية، دورٌ مُتنامي في تطوير رواد أعمال المستقبل من أبناء المنطقة، برصد خبراتهم وأفكارهم وابتكاراتهم ليُجسدها في مشروعات استثمارية ذات قيمة مُضافة في الاقتصاد الوطني.

وفي الختام تسلم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير احمد بن فهد بن سلمان هدية تذكارية قدمها رئيس غرفة الشرقية عبدالحكيم العمار الخالدي بحضور رئيس مجلس شباب الاعمال عبدالله البريكان ونائبيه عبدالله الضبيب و فهد الفراج.