"المنيرة" تتلطخ بدماء قاتلة.. قصة مريض إيدز أرعب مستشفى في نصف ساعة.. ورد "الصحة"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


"طيب، انا هحكى عن واقعة هى كارثة طبية وجريمة انسانية وفضيحة أخلاقية حصلت امبارح ومستمرة النهاردة.. وغالبا لو لم أدفع الثمن بالاستقالة هنقطع او اتسجن مش فارقة"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور ثروت بدوي أبوزيد، أحد الأطباء بمستشفى المنيرة العام بالسيدة زينب، فى سرد وقائع كارثية تحدث الآن داخل أروقة مستشفى المنيرة دون جدوى من وزارة الصحة.

وأضاف "بدوي"، في تدوينة على حسابه الشخصي على "فيس بوك": "دخل الطوارئ شاب على كرسي بنزيف حاد بانفجار ما بعد تمدد فى الشريان الفخذى وباختصار مغرق المستشفى كلها دم.. العيان ده مريض ايدز، أنا أول حد اتعامل معاه وعملتله الإسعافات الأولية تمهيدا لتحويله، مراته حلفت ما هى ماشية من المستشفى وطلعتلى جواب تحويل رسمى من الوزارة للمستشفى عندي مع العلم انى معنديش لا عزل ولا جراحة أوعية دموية.. حاولت أفهمها ده محتاج يروح الحميات او معهد ناصر اكتشفت انه كان عندنا أول امبارح واتحول بالفعل للحميات والحميات حولته لمعهد ناصر ومعهد ناصر كرفله فراح الوزارة بينزف والإداري اللى شافه بعتهولنا".

وأضاف: "دخل من الباب الخلفي للمستشفى ومشي ينقط دم لحد الطوارئ ولوّث معظم أرضيات وجدران المستشفى من المطعم للأشعة للمعامل مخلاش.. قفلنا الاستقبال وبلغنا طوارئ الوزارة يبعتوا إسعاف ينقله ردوا انه مش اختصاصهم وقرروا بعد ساعتين يجهزوا عربية إسعاف، كان العيان لوحده بيخرخر فى الاستقبال وكله متكهرب وخايف يقرب منه.. لدرجة أن الحالات اللى فى الطوارئ جريت.. وحادثة كانت جاية واحد واقع من الدور الرابع ال 10 مرافقين اللى معاه اول ما شافوا بركة الدم وعرفوا القصة أخدوه وطاروا بيه على اى مستشفى تانى".

واستطرد قائلًا: "الموضوع سمع بسرعة حتى القهوة قدام المستشفى اللى مبتفضاش للفجر فى لحظة بقت صحرا.. الطوارئ مدخلهاش من الرعب مريض جراحة لحد النهاردة الصبح فى سابقة تاريخية".

وتابع الدكتور: "العيان إرهابي وبيرهب كل الناس بمرضه وبيتعمد ينشر سوائله ويبعت شاورز فى كل حتة وعمل بيبى فى باسكيت الجراحة ولعب فى الدواليب والآلات وبيفرض إرادرته بالأسلوب ده وسيطر فعلا على المستشفى كلها فى نص ساعة.. وقال هو ومراته فى نفس واحد مش ماشيين من هنا وهيتحجز وهتجيبوله دكتور أوعية دموية".

وأردف قائلًا: "الكلام اللى انا كنت شايفه لحد وقتها جريمة مستحيلة الحدوث، طلعت فى النهاية ساذج.. فضلنا على الوضع ده لحد الساعة 10 مساءً، كلمنا الجماعة بتوع الانفكشن كنترول كانوا فى المريوطية تقريبا معزومين على العشا هناك وقالوا رشوا كلور وخلاص وبكرة نجيلكم، نفس اللى قاله المدير لما قفلنا الطوارئ علشان عاوز الشغل يمشي وخلاص.. جات اسعاف واخدوا ساعتين يعقموها ولبسوا حاجة اسمها PPE بدلة كدة زى بتاعة رواد الفضاء، وعاوزين دكتور يطلع مع الحالة طلبوا منى ورفضت، مش خوف من العيان انا اقدر اتعامل معاه كويس وانا تقريبا الوحيد اللى اتعاملت معاه فعلا بس علشان رافض اتعامل على انى الحلقة الأضعف فاكتفيت بالرد الساخر: و"الله أنا بدل العدوى بتاعى 19 ج مش هطلع الطلعة دى قبل ما يبقى 25ج".

وأكمل الدكتور ثروت بدوي أبوزيد: "الحميات قالوا مش هيستقبلوه معندهمش جراحة ومعهد ناصر معندهمش أماكن، بلغوا كل الناس لحد الوزيرة قالت احجزوا الحالة عندكم وده أسوأ سيناريو ممكن حد يتخيله.. لا لسه فى أسوأ.. وتم حجز الحالة بالأمر فى قسم الحروق ورئيس قسم الحروق قال مليش دعوة، وطلع القسم فى أسانسير حالات النسا الحوامل وحتى متعقمش لسه لحد دلوقتى.. قسم الحروق ده فيه 6 حالات محجوزة منهم 3 أطفال تحت 3 سنوات، وجنبه قسم ال Septic يعنى الخراريج والأقدام السكرية والصديد والغرغرينا وكل ده فى دور واحد".

وأشار إلى "مريض الحروق أول سبب لوفاته هو العدوى فالمستشفى حطتله أشد الفيروسات فتكا جنبه وإرهابى بيعمل كل ما فى وسعه للتأكد من نشر العدوى دي.. حتى مريض الإيدز أول سبب فى وفاته العدوى حطوه جنب قسم الجروح الملوثة.. والمريض بيتحرك حتى مش مربوط ولا مقفول عليه باب وبيسيب برك من الدم الملوث فى كل خطوة والأطفال اللى جنبه وارد جدا انهم يتلطوا فى لحظة خاصة انهم بيتحركوا كتير، واللى زاد وغطى أن التمريض اللى ماسك التلاتة واحد بيتحرك بينهم دون أولى مبادئ التحكم فى العدوى.. وعمال النضافة لا حول لهم ولا قوة بيمسحوا وراه برجلين حافية علشان ال 300 ج اللى بياخدوهم يسدوا جوعهم، فبيرشوا ميه على الدم ويسيقوا الأرض فبيزودوا الطين بلة".

وأضاف: "العيان ده دخل عمليات ربطوله ال External iliac artery، العمليات اللى فيها كل أسبوع 3 لست ثابتة بمتوسط 30 عملية جراحية كبيرة، ووارد يحتاج رعاية فيدخل بمرضه كمان وسط عيانين الرعاية اللى لو كحيت فى وشهم بيموتوا.. انت متخيل المأساة ؟!.. الكلام ده بيحصل فى مستشفى المنيرة العام بالسيدة زينب احدى أكثر المناطق كثافة سكانية وأدناها فى مستوى المعيشة وأقلها فى النظافة العامة".

واستطرد قائلًا: "كنت كتبت من فترة مقال عن مريض ايدز اكتشفته هو ومراته وعياله صدفة مكانوش يعرفوا وتم احتواء الموقف، الوضع هنا مختلف كتير، المريض يعرف وأهله والوزارة ووسط البلد كلها تعرف ومع ذلك بيحصل تفشي متعمد للعدوى والمخاطرة بحياة وصحة كتير اوى قد يكون مصيرهم أسوأ من الموت".

وناشد المواطنين فى لهجة تحذيرية قائلًا: "كل الناس واللى له مريض فى المستشفى يطلعه منها لحد ما المهزلة دى تقف والجماعة اللى مسئولة عنها تتسأل وتجاوب ويعملوا Screening لكل اللى كانوا فى المستشفى ويعيدوا تعقيمها بالكامل حسب ال Guidelines بتاعة الانفكشن كونترول".

ومن جانبها نفت وزارة الصحة على لسان الدكتور أحمد محي القاصد، مساعد وزير الصحة للطب العلاجي والمشرف على أمانة المراكز الطبية المتخصصة، حدوث إهمال واستياء من استقبال المريض وتركه دون تدخل لوقف النزيف بدعوى عدم جاهزية المستشفى لاستقباله.

وأوضح في تصريحات صحفية، أن مستشفى المنيرة العام فور استقبال المريض اتخذت جميع الإجراءات والاحتياطات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات.

وأضاف أنه تم السيطرة على النزيف واستئصال التمدد وإنقاذ حياة المريض وحجزه في غرفة عزل بمفرده وكل هذه العمليات تمت تحت إشراف من الطب الوقائي بالوزارة، مشيرًا إلى أن كل المستشفيات تستقبل مرضى الإيدز مع اتباع الإجراءات اللازمة.