من هو فاتح جزيرة صقلية ومعلومات عنها؟

منوعات

بوابة الفجر


يعد المجاهد أسد بن الفرات هو القائد الي تمكن من فتح جزيرة صقلية، ويرجع سبب الفتح لما كان يفعله الروم من هجوم على سواحل تونس من قواعدهم في جزيرة صقلية.

وهذا الأمر أربك وأزعج المسلمين، حيث تسبَّب لهم بخسائر كبيرة في الأرواح والأموال والسبي، وكانت ردة فعل المسلمين الرد عليهم بغارات مماثلة، وينزلون إلى جهة البر الصقلي، ويقتُلون ويأسرون ويعودون بالغنائم، ولم يخطر على بالهم الإقامة فيها، وإنّما اعتبروا غاراتهم بأنها تأديبية للروم، وفي عام 212هـ أصبح زيادة الله بن الأغلب والياً على تونس، وجهز نفسه لغزو جزيرة صقلية، فأعد جيشًا وأسطولًا، وأعطى قيادة هذا الجيش والأسطول لأسد بن الفرات، وتوجه لغزو الأسطول الروميّ.

وتمكّن المسلمون من فتح جزيرة صقليّة، واستطاعوا تخليص أهالي صقليّة من الإقطاعيات الكبرى التي كانت تُشكل الجرح العميق للصقليين في فترة ما قبل الإسلام، حيث قضى نظام الإرث الإسلاميّ على إقطاع الملكية الكبيرة، وشهد القرن الثاني عشر وجود أسماء عربيّة كثيرة في ولاية مازر، ولكن يُشار إلى أنَّ النظم الإسلاميّة لم تستطع إنقاذ صقلية من الإقطاعية الكبيرة؛ إذ عادت هذه الإقطاعيات بعد سقوط المسلمين في الفتح النورمانيّ.

وتقع جزيرة صقلية على مقربة من إيطاليا، وتبدو على الخريطة ذات شكل مثلث، ولقد وصفها ياقوت الحموي، وقال عنها: إنَّها جزيرة ذات أرض خصبة، وذات بلدان وقرى وأمصار كثيرة، حيث ذُكر أنَّها تحتوي على ثلاث وعشرين مدينة، وثلاثة عشر حصن، هذا فضلاً عما هو مفقود منها.

وكان الموقع الجغرافيّ لجزيرة صقليّة أحد المواقع التي شهدت احتكاك بين الدولة الإسلاميّة والدولة البيزنطيّة، وهذا أدّى إلى حدوث العديد من الصدمات والمعارك بينهما.

تُعتبر جزيرة صقلّية أكبر الجزر الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، وهي أكبر أقاليم إيطاليا مساحة، وتنفصل عن شبه الجزيرة الإيطالية عبر مضيق بحري رفيع.

وتقع هذه الجزيرة بين شبه جزيرة كالابريا - قلورية الواقعة في أقصى الجنوب الإيطاليّ، وبين شبه جزيرة الرأس الطيّب في تونس، وتقسم جزيرة صقلية البحر المتوسط إلى قسمين اثنين: الشرقي، والغربي، وهي بمثابة حلقات الوصل الكبرى بين قارة أفريقيا وقارة أوروبا، ولقد أكسبها هذا الموقع أهمية سياسيّة، واقتصاديّة، وعلمية كبرى، وفي الوقت الحالي تتبع لسياسة إيطاليا وتتمتع بنوع من الحكم الذاتي.