أبو الغيط يشدد على أهمية زيادة التكامل والترابط الإقليمي بين الشركاء الأورومتوسطين

عربي ودولي

أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط



ألقى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الإثنين، كلمة في المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة.

وتوجه أبو الغيط في بداية كلمته، بخالص الشكر والتقدير للمملكة الإسبانية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة واحتضان أعمال هذا الاجتماع الوزاري المهم، مهنئا السفير ناصر كامل، على توليه منصب أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط.

وقال أبو الغيط، إن "اجتماعنا في مدينة برشلونة العريقة بالمملكة الإسبانية، دولة الأندلس التاريخية، ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لإنشاء الاتحاد من أجل المتوسط، هو بمثابة رسالة تأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط جنوب البحر المتوسط بشماله، والتي امتزجت لما يزيد عن ثمانية قرون".

وأضاف قائلا: إن "الماضي والحاضر معًا يفرضان تعاونًا وتقاربًا بين ضفتي هذا البحر العريق.. أما الماضي ففيه من المشتركات الحضارية والثقافية ما يُمثل أرضية صلبة لتقارب على مستوى الشعوب والحكومات على حدٍ سواء.. وأما الحاضر ففيه من المخاطر والمصالح والفرص ما يُحتم استمرار الحوار والتعاون البناء من أجل المنفعة المشتركة لسكان هذه المنطقة الذين يتجاوز عددهم الـ 500 مليون نسمة.. وينتجون نحو 10% من الناتج الإجمالي العالمي.. إنها منطقة، كانت وستظل، محورية في الاستراتيجية العالمية".

وأوضح خلال كلمته: "ها نحن بعد مرور عشر سنوات من إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط نجد فرصة لمراجعة إنجازاتنا، وتبادل الآراء حول سبل المضي قدمًا، ومناقشة إمكانيات تلك المنظمة التي تعد منصة فريدة للحوار والتعاون في المنطقة الأورو- متوسطية.. ونأمل أن تشكل الدورة الثالثة فرصة لوضع أولويات التعاون الإقليمي في المنطقة الأورو- متوسطية وآفاقها.. ونأمل كذلك أن يكون هذا الاجتماع فرصة مناسبة لإعادة الزخم للشراكة الأورو- متوسطية عندما تم اعتماد “خارطة الطريق الجديدة للاتحاد من أجل المتوسط” خلال الدورة الثانية للمنتدى الإقليمي الذي عقد في يناير2017".

وتابع: "الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تشارك في جميع الاجتماعات وعلى كل المستويات، منذ إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط في قمة باريس 2008.. ومؤخرًا، ارتقى التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي إلى مستويات أعلى من التنسيق.. إننا، كما تعلمون، بصدد الإعداد لعقد أول قمة عربية أوروبية في جمهورية مصر العربية في عام 2019.. وهي القمة التي نتطلع إليها جميعًا لمناقشة كل القضايا التي تهم ضفتي المتوسط، وكذا الفرص المتاحة في المستقبل والتي لا يمكن اغتنامها إلا من خلال قدر أعلى من التنسيق والتعاون المشترك".

وفي هذا الإطار، أشار إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين جامعة الدول العربية والاتحاد من أجل المتوسط في أكتوبر العام الماضي، والتي تؤكد جدية الطرفين للمضي قدمًا في تعزيز سبل التعاون، وزيادة إمكانيات التكامل والترابط الإقليمي بين الشركاء الأورو-متوسطين.

وقال: "لقد رأينا في السنوات الأخيرة كيف انعكست الحرب الأهلية السورية، والأزمة الليبية، على الجوار الأوروبي.. بل وعلى السياسة الداخلية للدول الأوروبية.. ويقيني أن المسائل المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين، التي نتفهم تبعاتها وآثارها على الدول المُستقبلة والمضيفة، لا يُمكن التعاطي معها إلا في إطار جماعي يُحقق المصلحة المشتركة للجميع – أي دول الإرسال ودول العبور والاستقبال- وفي سياق شامل يأخذ في الاعتبار الأبعاد المعقدة، السياسية والاقتصادية والديموغرافية، لظاهرتي الهجرة واللجوء.. إن التوصل إلى حلول تُحقق مصلحة الجميع هو أمر ممكن إن وُضعت له أطر التعاون والتنسيق المناسبة، بعيدًا عن تسييس القضية أو استخدامها كوسيلة لجلب الشعبية".

وبين أن دول المتوسط تحتاج إلى العمل معًا أكثر من أي وقتٍ مضى لمواجهة التبعات الخطيرة التي خلفتها أزمات سوريا وليبيا.. وبرغم أن الحل المستدام لهذه الأزمات لا يُمكن أن ينبع إلا من داخل الدول نفسها.. إلا أن في استطاعة جيراننا في المتوسط القيام بدور إيجابي من أجل استعادة الاستقرار المنشود في هذه الدول، واحتواء الآثار السلبية الخطيرة للأزمات التي تخطت الحدود.

وأخيرًا قال إن منطقة المتوسط كانت حاضنة الحضارة العالمية في طور شبابها، وما زالت عامرة بالأمل، مفعمة بالشباب، واعدة بالفرص في المستقبل.. فدعونا نعمل معًا من أجل ضمان مستقبل أفضل للمتوسط بضفتيه.