كيف دعمت الدول الشقيقة مصر في حرب 6 أكتوبر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهدت مصر فترة عصيبة إبان حرب السادس من أكتوبر عام 1973م، والتي نجحت مصر خلالها في استعادة أراضيها المنهوبة والانتصار على العدو الإسرائيلي، وبالرغم من الدور العظيم الذي قدمه الجيش المصري خلال هذه الحرب الهامة، إلا أن الدول العربية الشقيقة كانت عونًا لمصر في هذا النصر الذي شاركت فيه حينما سطرت برجالها وأبنائها الذين قدمتهم إلى مصر، ملحمة بطولية حفرها التاريخ على جدرانه.

 

وبالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة والأربعون لانتصار أكتوبر العظيم؛ تستعرض "الفجر" دول الدول العربية المُشرف في مساندة مصر خلال حربها ضد العدو الصهيوني، وهو ما نوضحه في السطور التالية.

 

سوريا

قدمت سوريا دورًا كبيرًا وبارزًا في حرب 6 أكتوبر بين مصر وإسرائيل، فكانت تحارب على الجبهة الأخرى لتحرير منطقة الجولان من يد العدو الصهيوني، وذلك بعدما اندلعت الحرب في هضبة الجولان بين سوريا وإسرائيل بالتزامن مع الهجوم المزعوم والمتفق عليه بين سوريا ومصر.

 

وشن الطيران السوري حينها غاراته الجوية على مواقع الإسرائيليين في نفس يوم الحرب، حيث شارك في الهجوم نحو 100 طائرة مقاتلة سورية، وفتحت 1000 فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف، لتنطلق وحدات الجيش السوري وقطاعاته عبر الجولان، وتخترق خط آلون الدفاعي وصولًا إلى مشارف بحرية طبرية لتكبد القوات الإسرائيلية خسائرًا فادحة.

 

ليبيا

في الوقت الذي واجهت القيادة المصرية فيه مشكلة تفوق القوة الجوية الإسرائيلية، حرصت ليبيا على نقل الكلية البحرية المصرية إلى أراضيها، وقامت بعقد صفقة طائرات مع فرنسا، ثم استخرجت جوازات سفر تحمل اسم ليبيا للطيارين المصريين ليتم تدريبهم داخل فرنسا.

 

وتدخلت ليبيا مرة أخرى عندما واجهت مصر مشكلة الدبابات من طراز "تي 62"، فقامت ليبيا بدفع الأموال وأرسلت سربين من الطائرات حينما بدأت الحرب؛ واحد مكون من قادة مصريين وليبيين، ولكن تم سحبهم إثر خلاف بين القيادة المصرية والليبية.

 

ووفقًا لتصريحات الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، فإن ليبيا منحت مصر مليار دولار من المساعدات لشراء الأسلحة العاجلة خلال حرب 1973م.

 

الجزائر

وقدمت الجزائر جهودًا كبيرة في حرب مصر ضد إسرائيل، حيث حرص الرئيس بومدين على إرسال سرب من طائرات "سوخوي -7" وسرب "ميج-17" وسرب "ميج -21"، وصلت إلى الجبهة المصرية خلال أيام 9 و10 و11 من أكتوبر.

 

كما وصل لواء جزائري مدرع إلى مصر يوم 17 أكتوبر عام 1973م، وزار بعدها الرئيس الجزائري بومدين، موسكو في الاتحاد السوفيتي خلال نوفمبر، وقام بوضع مبلغ 200 مليون دولارًا داخل حساب مصر وسوريا بالاتحاد السوفيتي، كثمن لأي أسلحة أو ذخائر تحتاج لها الدولتين في حربهما.

 

الإمارات

وحظيت الإمارات بنصيب من المشاركة في هذه الملحمة التاريخية العظيمة، حيث توجه الشيه زايد خلال الحرب بطلب إلى سفير الإمارات في لندن، ليحجز كافة غرف العمليات الجرحة المتنقلة، ويشتري هذا النوع من كافة دول أوروبا لمعالجة الجنود المصريين والسوريين المُصابين جراء الحروب.

 

وحرص "زايد" مرارًا وتكرارًا حينها على الإعلان أن دولته تقف بكافة إمكانياتها بجوار مصر وسوريا خلال الحرب التي أطلق عليها "حرب الشرف" لاستعادة أراضي مصر المغتصبة، وساهم كثيرًا في دعم المعركة إعلاميًا بعدما لاحظ إنحياز أجنبي واضح للجانب الإسرائيلي، حيث قام بجمع 40 صحفيًا من دور الصحف المختلفة بإنجلترا وأوروبا الغربية، وقدم كافة التسهيلات لهم للسفر إلى جبهات القتال العربية لتصبح نفقاتهم على حسابه الخاص، بما يتيح للعالم الاستماع لأخبار المعركة وتفاصيلها دون تحيز وبالتزام للمصداقية.

 

وكان الشيخ زايد، هو أول حاكم يعلن تبرعه بمائة مليون جنيه إسترليني، للمعارك على الجبهتين، وكان ذلك بالرغم من الضائقة المالية التي تمر بها أبو ظبي، وهو ما دفعه لجمع رجال البنوك والمال في لندن والاستدانة منهم للمبلغ بضمان البترول، ثم أرسل الدعم إلى الأشقاء دون تردد.

 

المملكة العربية السعودية

وبدورها لم تترد السعودية في دعم الأمة العربية من خلال دعم أشقائها مصر وسوريا، حيث سرعان ما اتخذت قرارًا عاجلًا بحظر تصدير النفط إلى الدول التي تدعم الجانب الإسرائيلي، وتخفيض إنتاج النفط إلى حوالي 340 مليون برميلًا اعتبارا من أكتوبر وحتى ديسمبر عام 1973م، لتقفز أسعار النفط بذلك إلى 11 دولارًا للبرميل بعدما كانت 3 دولارات فقط.

 

وأرسلت المملكة العربية السعودية المساعدات اللازمة إلى مصر وسوريا دون تردد، وقامت بإنشاء جسر جوي لإرسال 20 ألف جنديًا إلى الجبهة السورية، حيث تألفت القوات السعودية في سوريا من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي، وفوج مدفعية ميدان من عيار 105 ملم، وفوج المظلات الرابع، إلى جانب بطاريتين مدفعية عيار 155 ملم ذاتية الحركة وبطارية مضادة للطائرات، وفصيلة صيانة مدرعات وعدد آخر من الذخائر والأسلحة المطلوبة لإمدادها بها.

 

العراق

وضعت العراق كافة وحداتها العسكرية تحت أمر القيادة المصرية والسورية، وبعد اندلاع الحرب بين الجبهتين، حرصت العراق على إرسال قوات جوية إلى سوريا والبعث بأكبر قدر من القطاعات العسكرية البرية، لتتمركز العراق على الجبهة السورية، بوضعها نحو 600 دبابة و3 فرق مشاه، بينما وضعت على الجبهة المصرية فرقة مدرعة ومشاه.

 

ولم يتوقف دور العراق عند هذه النقطة، حيث أرسلت سربين "هوكر هنتر" قبل بدء الحرب، وأرسلت إلى الجبهة السورية 3 ألوية مشاة وعدة أسراب طائرات وفرقتين مدرعتين، لتبلغ المشاركة العراقية في هذه الحرب بنحو 30 ألف جندي و250 إلى 500 دبابة، و500 مدرعة، وسربين من طائرات "ميج 21"، إلى جانب 3 أسراب من طائرات بطراز "سوخوي 17".