دعوة أوروبية لإغلاق سفارات إيران وطرد عناصر مخابراتها

عربي ودولي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية



اعتبرت شخصيات أوروبية بارزة، أن الإرهاب هو واحد من أدوات السياسة الخارجية الإيرانية، وحملت صمت الدول الأوروبية عن هذه السياسة مسؤولية اتساع العمليات الارهابية الإيرانية... داعية إلى سياسات صارمة ضد ممارسات النظام الارهابية وطرد الكوادر الإيرانية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك خلال مؤتمر اختتم أعماله في بروكسل، وانعقد مساء أمس تحت عنوان "موجة جديدة لإرهاب النظام الإيراني - ردود أوروبا وأمريكا"، شاركت فيه شخصيات بارزة بمبادرة من "اللجنة الدولية للبحث عن العدالة" في وقت طفت فيه سلوكيات النظام الإيراني الارهابية على السطح بعد تحميل فرنسا للمخابرات الإيرانية مسؤولية التخطيط لاعتداء ضد التجمع العام للمعارضة الإيرانية بضواحي باريس في 30 يونيو الماضي، وكذلك تجميد أصول إدارة الأمن الداخلي في وزارة المخابرات الإيرانية ومسؤولين إيرانيين في وقت وافقت المحكمة العليا الألمانية على تسليم أسد الله أسدي مسؤول المخابرات الإيرانية في أوروبا إلى بلجيكا. 

وتحدثت في المؤتمر شخصيات دولية بارزة منها أليخو فيدال كوادراس، رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة؛ نائب رئيس البرلمان الأوروبي (1999-2014) واللورد كارلايل من بيريو، مرجع مستقل في بريطانيا بشأن أول تشريع الإرهاب (2001-2011) ؛ مؤلف كتاب "منع الإرهاب والتطرف العنيف" وجوليو تيرتزي، وزير خارجية إيطاليا (2011-2013) ؛ سفير لدى الأمم المتحدة (2008-2009) ؛ سفير لدى الولايات المتحدة (2009-2011) والبروفيسور اريك ديفيد استاذ القانون الدولي وروبرت توريسلي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي (1997-2003) ؛ عضو مجلس النواب (1983-1997) إضافة إلى محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. 

الصمت الأوروبي عن "الارهاب" الإيراني يشجعه

وفي كلمة فيديوية الى المؤتمر اشارت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الى ان "الملالي الحاكمين في إيران يريدون أن يجعلوا بالإرهاب، العالم صامتًا ومتخاذلًا فيما الرد عليهم هو بإبداء الحزم والصرامة". 

وقالت إن الملالي لديهم دوافع كثيرة لارتكاب الإرهاب : فلمدة تسعة أشهر تستمر الانتفاضات وحركة الاحتجاج في إيران وهم عاجزون عن إيقافها ووفقا لأعلى المسؤولين في نظام طهران فإن منظمة مجاهدي خلق المعارضد لعبت وتلعب دورًا فعّالًا في تنظيم وقيادة هذه الانتفاضات كما أنهم عاجزون عن الحد من انهيار اقتصاد البلاد في وقت فقدت العملة الرسمية للبلاد خلال الأشهر الاثني عشر الماضية ربع قيمتها.

وأضافت : على الصعيد الدولي، هناك تحولان مهمّان، جعلا نظام ولاية الفقيه بين فكّي الكمّاشة: أحدهما نهاية سياسة الاسترضاء مع النظام الاستبدادي الحاكم باسم الدين، والآخر تشديد العقوبات وفي مواجهة كل هذه الأزمات، صعّد الملالي القمع داخل إيران وكثفوا النشاط الإرهابي في الخارج لانهم يريدون ابتزاز المجتمع الدولي بالإرهاب. بحيث لم يرضخوا لخفض برنامجهم الصاروخي؛ بل يسعون الى الإرهاب بدلاً من ذلك. 

واضافت "ان الملالي قالوا مراراً وتكراراً إن الانتصار يكمن في الترويع ونتيجة لذلك يشكل صمت حكومات الغرب عن ممارساتهم إنجازًا مهمًا بالنسبة لهم. إن أكثر أنواع سياسة المساومة مع نظام الملالي ضررًا، هو الصمت عن إرهاب هذا النظام. ولكن للأسف، هذه هي السياسة المهيمنة في أوروبا اليوم وهذا خطأ يُدفع ثمنه ليس فقط من أرواح اللاجئين الإيرانيين، ولكن أيضا من أمن أوروبا".

وخاطبت رجوي باسم الشعب الإيراني للدول الأوروبية قائلة " اتخذوا سياسة صارمة وحاسمة تجاه هذا النظام واكشفوا عن سجلات نشاطه الإرهابي واغلقوا سفارات النظام وهي مراكز معروفة للتجسس والإرهاب ولا تتعاملوا مع شركات قوات الحرس واللجنة التنفيذية لخامنئي لان كل صفقة مع هذه المؤسسات هي مساهمة في تمويل الإرهاب ولا تسكتوا عن إعدام وتعذيب السجناء الإيرانيين والانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان للشعب الإيراني وقدّموا للعدالة، المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في إيران على مدى الأربعين سنة الماضية".

وشددت رجوي في الختام على انه لمنع إرهاب حكام إيران في الدول الأوروبية يجب تنفيذ إعلان الاتحاد الأوروبي الصادر في 29 أبريل 1997 في التعامل مع موظفي مخابرات النظام ووكلائهم و تعليق الزيارات الرسمية الثنائية للوزراء من إيران أو اليها في ظل الظروف الراهنة والتأكيد على السياسة الثابتة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعدم تزويد إيران بالأسلحة ثم التعاون لضمان عدم منح التأشيرات للإيرانيين المرتبطين بأجهزة المخابرات والأمن، اضافة الى التركيز على طرد كوادر المخابرات الإيرانية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

"الارهاب" الإيراني رد فعل للعجز عن قمع الانتفاضات ضده

ومن جهته، اشار روبرت توريسلي عضو مجلس الشيوخ الأميركي ومجلس النواب السابق في كلمته الى ان هناك الان وتيرة متصاعدة من الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في الغرب في رد فعل للنظام ناجم عن ضعفه أمام الاحتجاجات الشعبية ولذلك فإن إرهاب النظام الإيراني يتعدى ذلك ليشمل أبناء وطنه فيعتقل من يتظاهرون للمطالبة بالحرية.

وأكد ان العمليات الإرهابية الإيرانية ليست صدفة لكنها شيء طبيعي في ظل هذا النظام الخبيث. واوضح ان السلطات الإيرانية تستغل سياسة السكوت التي تنتهجها الدول الأوروبية تجاه ارهابها محذرا من ان هذه السياسة تشجعها على الارهاب.
 
دعوة لاغلاق مؤسسات النظام الإيراني في أوروبا

 اما محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد اشار الى ان سبب الارتفاع المفاجئ للعمليات الإرهابية للنظام الإيراني هو انتفاضة الشعب الإيراني حيث يحاول النظام إنقاذ نفسه بقمع معارضته. 

وأضاف ان المتفجرات المستخدمة من قبل دبلوماسيي النظام، والتي استهدفت مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية كانت هي المواد نفسها التي استخدمها تنظيم داعش خلال السنوات القليلة الماضية في هجمات باريس. وشدد على ضرورة طرد جميع جواسيس وعملاء النظام الإيراني من أوروبا وادراج وزارة المخابرات الإيرانية ضمن قائمة الارهاب الدولية وتجميد ارصدتها في أوروبا واغلاق مؤسسات النظام الإيراني في دولها ووضع أي كيان يتعامل مع المخابرات الإيرانية على القائمة السوداء وايقاف الدول الاوربية زياراتها على المستويات العليا لإيران.

واشار الى ان الإيرانيين اميري واسدي كانا ضالعين في العمليات الارهابية في العراق بين عامي 2003 و 2008 خاصة ضد مخيم اشرف لعناصر منظمة مجاهدي خلق شمال شرق بغداد، وكذلك ضد الاميركيين وقوات التحالف الدولية. 
 
ومن جانبه، اشاراللورد البريطاني كارلايل في كلمته الى ان الارهاب الحكومي الإيراني اعتمد اساسا علي حملة التشهير ضد المعارضة الإيرانية حيث ان الشبكة الارهابية المدعومة من قبل النظام الإيراني كان لها دور كبير في العمليات الارهابية التي شهدتها بريطانيا بعد تفجيرات نيويورك في 11 سبتمبر عام 2001.

واضاف انه قد آن الأوان لكي يرفع الاتحاد الأوروبي صوته ضد إرهاب النظام الإيراني وهجماته السيبرانية في أوروبا. وبين ان أعضاء منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا كانوا أيضا ضحايا للإرهاب الإيراني .

النظام الإيراني اخطر من داعش

السفير جوليو ترزي وزير خارجية إيطاليا السابق قال من جهته إن الإرهاب الرسمي الإيراني هو أمر ضد وحدة وكيان الإتحاد الأوربي منوها الى ان النظام الإيراني يمثل خطرًا أكبر من خطر داعش . ودعا الى موقف أوروبي أكثر صرامة وتوحدا تجاه ارهاب النظام الإيراني.

وحذر من وجود العديد من المنظمات الممولة إيرانيا في أوروبا المماثلة لمركز الزهراء الذي اغلقته فرنسا قبل ايام، وذلك في دول مثل ألمانيا ، وإيطاليا ، والتي تنشط في نشر التطرف الشيعي. 
أليخو فيدال كوادراس رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة قال في كلمته في المؤتمر إن الخطة الإيرانية الإرهابية لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس كانت مدبرة من قبل اعلى مستويات في وزارة مخابرات النظام الإيراني
 
"الارهاب" إحدى ادوات السياسية الخارجية لإيران

وقال كلود مونيكيه الرئيس التنفيذي للمركز الأوروبي للاستخبارات والأمن "لدينا أدلة حقيقية على تورط النظام الإيراني في العمليات الإرهابية في أوروبا فالإرهاب هو واحد من أدوات السياسة الخارجية الإيرانية.

واشار الى ان النظام الإيراني قام باختطاف واحتجار رهائن فرنسيين وبين عامي 1995 و1996 قام بـ 12 عملية تفجير راح ضحيتها اكثر من 40 شخصا لكن سفاراته لم تعترف الى الان بضلوعها في هذه العمليات.

وأكد انه في عام 1980 قام انيس النقاش بقتل شابور بختيار بفتوى من خميني في فيينا... وكان هناك تفجير في بيونيس ايرس للمركز اليهودي في الارجنتين .. وكل هذه العمليات الارهابية لم تنفذ صدفة وانما مدبرة من قبل شبكات النظام الإيراني التي اسست لهذا الغرض.

 اريك ديفيد أستاذ في جامعة بروكسل وخبير في القانون الجنائي الدولي هو الآخر تحدث في المؤتمر قائلا "من وجهة النظر القانونية يمكن وصف النظام الإيراني في القرارات المستقبلية بأنه حكومة إرهابية.