العراق في "وحل" الفوضى الأمنية.. اغتيالات بالجملة والفاعل مجهول (تقرير)

عربي ودولي

بوابة الفجر


يعيش العراق حاليا أحلك فترات تاريخه، إذ يرزح تحت حكم المليشيات التي باتت تسيطر على كل شئ، بعد أن استبدلت بالقوات الأمنية الحكومية، والجيش العراقي، فيما ترتع تلك المليشيات في جميع أصقاع العراق، حيث الجرائم وعمليات الاغتيالات التي لا تتوقف.

البكاء خوفا من القتل
كان هذا ما فعلته الناشطة والإعلامية شيماء قاسم، التي أغرقت "أنستجرام" بدموعها خوفا من قتلها، بعد تلقيها تهديدات بالقتل عقب اغتيال عارضة الازياء تارة فارس في بغداد.

ونشرت "قاسم" الشابة الحاصلة على لقب ملكة جمال العراق عام 2015، السبت، مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على "إنستغرام"، في حالة انهيار شديد، قائلة "هل ذنبنا أننا خرجنا على الإعلام وأصبحنا مشهورين أن يتم ذبحنا مثل الدجاج؟".

قتل الياسري
ليست المرة الأولى أن يحدث تهديدات بالقتل، بل ليست المرة الأولى التي يقع فيها اغتيالات، إذ كانت البداية مع في 16 أغسطس الماضي، التي قتل فيها الطبيبة رفيف الياسري، وهي خبيرة تجميل وصاحبة مركز "باربي" للتجميل في العاصمة بغداد، التي توفيت في ظروف ما زالت غامضة حتى الآن.

مقتل رشا الحسن
لم تمر أيام قليلة، من مقتل رفيف الياسري، وأعلن عن وفاة خبيرة التجميل الأخرى، رشا الحسن، بعد أشهر قليلة من افتتاحها مقهى خاصا بالنساء في العاصمة بغداد.

وكانت الحسن، تملك مركز فيولا للتجميل، في الثلاثينيات من عمرها وأم لثلاثة أطفال، تعمل في مجال الإعلام قبل أن تتجه إلى عالم التجميل.
وذكر شاهد عيان تواجد وقتما دخلت "الياسري" المستشفى،"إن رشا كانت مصابة بما يشبه الاختناق الحاد وتوقع تعرضها لنوع من المواد السامة".

اغتيال سعاد العلي
كما اغتيلت الناشطة العراقية سعاد العلي البالغة من العمر 46 عاما، في منطقة العباسية، التي تعد أحد أبرز المراكز التجارية في البصرة، حيث أطلق عليها شخص مجهول الرصاص أثناء تواجدها في سيارتها، حسب ما ظهر في مقطع فيديو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت " العلي" ناشطة في حركة احتجاج قام خلالها شبان غاضبون بإحراق مقار أحزاب دينية في المدينة، بالإضافة إلى القنصلية الإيرانية.
ووبرغم تأكيد شرطة البصرة في بيان أن "العلي" اغتيلت على يد طليقها بسبب خلافات عائلية، إلا أن "شبكة صوتها للمدافعات عن حقوق الإنسان" حملت السلطات الرسمية مسؤولية حادثة الاغتيال، محذرة من اتساع "محاولات التهديد والترهيب والتسقيط بشكل كبير ضد الناشطين بعد تظاهرات البصرة".

اغتيال تارة فارس
وبينما لم تهدأ أجواء العراق من كارثة الاغتيالات السابقة، سرعان ما أعلن عن مقتل الناشطة و ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس، بثلاث رصاصات أثناء قيادتها سيارتها في أحد شوارع العاصمة بغداد، لتودي بحياتها على الفور.

وأثارت الحادثة ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت تنشط عليها فارس، بمنشوراتها التي اعتبرها البعض أنها جريئة في المجتمع المحافظ.

ابتزاز مالي وانفلات أمني
وفي محاولة لتفسير ما يحدث، رجح قانونيون أن تكون الحوادث مرتبطة بابتزاز مالي ولا علاقة لها بالتجاذبات السياسية في العراق، فيما أشار الخبير الأمنى العراقى هشام الهاشمى، أن موجة الاغتيالات التى أعقبت سكون التظاهرات السلمية فى محافظة البصرة وبغداد، سببها الانفلات الأمنى وانتشار السلاح بشكل كبير خاصة وان عمليات الاغتيالات تجرى باستخدام كاتم الصوت.
وأرجع "الهاشمى" أن تكون هذه الاغتيالات لأسباب عشائرية أو من قبل الفصائل المسلحة، أو الجريمة المنظمة.

مندسون وجهات سياسية
فيما أكد عضو مجلس محافظة البصرة العراقية حميد المياحى، أن حملة الاغتيالات الأخيرة ينفذها المندسين الذين استغلوا التظاهرات فى المحافظة، بينما أوضح المحلل الأمنى العراقى أحمد الشريفى، أن جهات سياسية هي من تقف وراء الاغتيالات، مشيرا إلى أن تقارب الأوقات الزمنية التى تجري فيه عمليات الاغتيالات يدل على أنها ليست جنائية وانما لها أبعاد سياسية.