تعرف على المصالح المشتركة القطرية الإسرائيلية

العدو الصهيوني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



كان من الطبيعى بعد أن تم تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، أن تتقرب قطر من الكيان الإرهابى الأول فى العالم إسرائيل، حيث شهدت العلاقة بين البلدين، دفئًا غير مسبوق طوال الأشهر الأخيرة، على مستوى كبار مسئولى الدولة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات خاصة وأن معظم اللقاءات كانت تتم بشكل سرى.

بدأت العلاقات بين قطر وإسرائيل، عندما قررت تل أبيب، فتح مكتب تمثيل إقتصادى دائم فى الدوحة عام 1996، وأُجريت وقتها بعض المفاوضات، من أجل بيع الغاز الطبيعى القطرى لإسرائيل. 

وكللت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتذاك "شمعون بيريز"، للدوحة هذا التعاون، وأضفت عليه الصبغة الرسمية، على الرغم من عدم إرتباط البلدين بإتفاقية سلام مُلزمة للطرفين.

أعقبت زيارة بيريز للدوحة، زيارات متتالية من الجانب الإسرائيلى، على مستوى رفيع، حيث قامت وزيرة الخارجية "تسيبى ليفنى" بالسفر إلى الدوحة، أتبعها سلفان شالوم"، الذى شغل المنصب ذاته، وقاما بالمشاركة فى لقاءات إعلامية مكشوفة، ثم كرر شمعون بيريز زيارته مرة أخرى للدوحة، وقت أن كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، وغيرهم من المسئولين ورجال الأعمال الكبار.

فى العام الماضى، استعان اللوبى القطرى الذى يعمل فى الولايات المتحدة الامريكية لدفع المصالح ودعم الموقف القطرى فى المنطقة، والذى تنفق عليه قطر مليارات الدولارات، لأجل مساعدتها فى مواجهة العزلة الدولية، التى فرضتها عليها دول الخليج، برأى السكرتير العسكرى لبنيامين نتنياهو العميد " شمعون شبيرا"، من أجل دحض شبهة مساعدة التنظيمات الجهادية التى تعمل فى المنطقة.

وقال "شبيرا" نصًا: بناء على معرفتى وخبراتى السابقة بإمكانى أن أقول ان قطر لم تزود حركة حماس بالسلاح وهى تسهم فقط فى المشروعات الإنسانية داخل القطاع مثل بناء المساكن والاحياء الجديدة، كما أن المواد التى ترسلها قطر لغزة يتم الإشراف عليها من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية وتحت قيادة ومتابعة اللواء "يوئاف مردخاى".

لماذا تحتاج إسرائيل لقطر؟
على الرغم من اعتبار قطر بالنسبة لإسرائيل دولة معادية من النوع الأول، وذلك لدعمها لكل من إيران وجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، إلا أنها تلعب دورًا بارزا لمصلحة لإسرائيل، كوسيط للتسوية الدائمة فى قطاع غزة، وتحملها نفقات إعادة إعمار غزة، ومن المقرر لها أيضًا أن تلعب دورًا حيويا فى خطة السلام الشاملة، التى يسعى الرئيس الامريكى ترامب فى التوصل إليها قبل إنقضاء فترة ولايته الأولى.

هذا الأمر دفع المسؤلين الإسرائيلين أيضًا، لتوطيد علاقتهم بقطر بشكل سرى بعيدأ عن أعين وسائل الإعلام التى كشفت مؤخرًا عن لقاء تم فى الخفاء جمع بين وزير الدفاع الإسرائيلى "أفيجدور ليبرمان"، ووزير الخارجية القطرى "محمد بن عبد الرحمن الثانى" فى قبرص وتحديدًا فى مدينة "لارنكا" نهاية شهر يونيو الماضى.

ولماذا تحتاج قطر لإسرائيل؟

وفى المقابل تستغل قطر علاقتها بإسرائيل للخروج من العزلة، التى فرضتها عليها السعودية ودول الخليج، من خلال اللوبى الأمريكى اليهودى، الذى "استأجرته قطر بملايين الدولارات، من أجل فتح أبواب البيت الأبيض لها وللخروج من أزمتها الأخيرة.

فالاستراتيجية التى تتبعها قطر فى الوقت الحالى هى التقرب من الشخصيات القريبة والمؤثرة على إدارة ترامب وإقناع بعض الزعماء اليهود، أن قطر دولة صديقة لإسرائيل وحليفة لها فى مواجهة الإرهاب وأنها حريصة على إيجاد الحلول لعودة المفقودين والأسرى الإسرائيليين.

وهذه السياسة آتت بثمارها بشكل كبير، ودفعت مؤخرا مجموعة من الزعماء اليهود الكبار فى الولايات المتحدة من ضمنهم المحامى "الن دارشوفيتش" المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، و"مارتن كلاين" رئيس المنظمة الصهيوينة الأمريكية ZOA، إلى السفر للدوحة لمقابلة أمير قطر، للتوسط لإعادة رفات الجنديين الإسرائيليين "هدار جولدين" و"أورون شاؤول"، الذان قُتلا خلال حرب الجرف الصامد فى قطاع غزة عام 2014.