المخرج داود عبدالسيد: السبكى أشطر منتج فى مصر

العدد الأسبوعي

المخرج داود عبدالسيد
المخرج داود عبدالسيد


هو صانع أفلام عرف معنى الحياة وتعاطاها على مستويات متعددة فكون خبرات لم تصنع منه فقط مجرد مخرج سينمائى بقدر ما صنعت فيلسوفا ذا مشروع سينمائى، بدايته كمساعد مخرج إلا انه اختار أن يحمل كاميرا ويقدم مجموعة من الأفلام التسجيلية ولكن مع انتصاف عقد الثمانينيات كان فيلمه الأول «الصعاليك» معروضا بشكل رسمى، أبطاله دائما ينتمون لمصريتهم بتونعها وضد أى تطرف من أى شكل ونوع.

لا أتصور أن أقدم فيلما لكراسى فاضية وأكره الكآبة وزوجتى أول من يقرأ أعمالى

■ فى البداية كيف ترى تكريمك من مهرجان الجونة فى الدورة الثانية؟

- أكثر ما يهمنى فى التكريم هو الجهة التى تكرمنى ومهرجان الجونة هو شاب وجديد وقد حضرت الدورة الأولى وكان رأيى أننا أمام مهرجان تحول لأفضل وأحسن مهرجان فى مصر ليس فقط بسبب الإمكانيات المادية ولكن ما أعنيه أيضا هو التنظيم والرؤية ولذلك اعتبر أن تكريمى هو من مهرجان شديد الاحترام وبشكل شخصى احترمه كثيرا.

■ الشغف بدأ مع المخرج الكبير داود عبدالسيد منذ أول لحظة وقفت باستوديو جلال والآن بعد أن قدمت تسعة أفلام هل الشغف لا يزال موجودا رغم كل معوقات وأزمات السينما؟

- لا يزال موجودا ولكن بشكل مختلف فهذه اللحظة فى استوديو جلال كانت مبهرة لأنه كان نوعا من الاكتشاف الغامض وفى هذه الفترة لم أكن اعتبر أننى مخرج أو كاتب ولم اعتبر نفسى محترفا.

وأقصد هنا بأننى مثلا لا يأتى منتج ليطلب منى فيلما بوليسيا أو يطلب منى سيناريو، وذلك لا يعنى أننى أقلل من هذه الطريقة فى العمل بالعكس فقد أكون أنا من أفكر بشكل خاطئ وأقول «ياريت» وافقت على ذلك.

لكنى محترف بمعنى أن حرفتى ومهنتى هى السينما يدفعنى الشغف أن أنقل شيئا بداخلى وأشاركه مع الناس، صحيح يهمنى نجاح الفيلم لكننى أيضا استمتع بكل المراحل وهو ما يعوضنى عن رحلة التعب حتى يكتمل العمل.

■ السينما مؤخرا تمر بأزمات متعددة رقابة وإنتاج ومحاذير كثيرة كيف كان تأثير ذلك على الفن؟

- لا يوجد إبداع فى جو خانق كما أن الأزمة الحقيقية هى أن السينما أصبحت تجارية وأنا لست ضدها فهى قوام السينما برأيى وسينما مستقلة أو التى يطلق عليها سينما الشباب ولكن إذا كان هناك تطور ثقافى فى المجتمع من المفترض أن يكون النوع التجارى غير مبتذل ولكن السؤال المهم هل يصبح النوع الثانى المستقل سائدا جماهيريا؟ أشك.

أيضا تهميش جمهور كبير جدا فأغلب دور العرض أصبحت فى المولات التجارية وسعر تذاكر السينما أرقامها أصبحت غالية على المواطن العادى أى أنه لا يوجد جزء كبير من الجمهور الذى بإمكانه أن يوجه السينما إلى أين وهنا ليس شرطا أن يجعلها غير تجارية فقد يجعلها أكثر تجارية بالمناسبة ولكن المهم أن يصبح له دور.

ولا أرى الأزمة هنا فى أفلام السبكى فهو منتج شاطر وأشطر منتج فى هذه الفترة وأفلام السبكى تتماشى مع الجمهور ويقبل عليها وبرافو عليه وأنا باحترمه جدا.

■ بالرغم من الأصالة والقيمة الفنية فى أفلام داود عبدالسيد إلا أنه «مش مخاصم الجمهور»؟

- لا أتصور بأننى أقدم فيلما لكراسى فاضية وإلا سأكون «عبيطا» وبحاجة لبنك يمولنى ويخسر وأقدم أفلاما تخسر والمهم فى العمل الفنى هل المتعة هنا هى متعة فنية أم مجرد تسلية وإلهاء أم متعة مع درجة من الرقى الثقافى وهو أمر مرتبط بالتقدم.

■ الجمهور فى الآونة الأخيرة أصبح يقيم البطلة من طول فستانها فهل أثر ذلك على اختيارك لبطلات أفلامك؟

- بكل تأكيد وأرى أنه نوع من أنواع الإرهاب على السينما فهناك ممثلة قدمت دورا فى أحد أفلامى ولبست «مايوه» واضطرت للاعتذار عنه بعدها والتمست لها العذر فلم أزعل منها لأن هناك حالة ترهيب من المجتمع، فالممثلة التى تقدم هذه النوعية من الأدوار بالتأكيد هتفكر فى نظرة حارس العمارة لها والمحيطين بها وهو ما يجعلنى أضع اعتبارات لكن المهم هو عدم الهزيمة فى الحرب فقد ننهزم فى معركة.

■ من هو الفنان الذى فوجئت به فى أعمالك؟

- محمود عبدالعزيز بتعبير بسيط للغاية فاجأنى فى «الصعاليك» خاصة أنه وقتها كان الواد الحليوة لكن مجتهد جدا وفاهم الشخصية واختيار نور الشريف وموافقته على فيلم البحث عن سيد مرزوق كان مفاجأة لى، وفى فيلم مواطن ومخبر وحرامى المفاجأة كانت صلاح عبدالله بدور المخبر فاجأنى بأدائه وأيضا شعبان عبدالرحيم اختياره يعتبر مفاجأة.

وهند صبرى كانت مفاجأة هايلة وهى فنانة شديدة الموهبة وشديدة الثقافة ورأيى أنها معجونة بمية عفاريت.

آسر ياسين فى رسائل بحر كنت أشعر بشكوك ومخاوف لكن بعد أن شاهدت الفيلم بعد تجميعه فاجأنى بتقديمه للشخصية بدون أن تفلت منه فى أى مشهد.

أما بسمة فكنت مرعوبا منها فكنت أسميها «كابتن بسمة» على اعتبار أنها رئيس فريق الفولى فهى بنت رياضية سبور لكن فكرة الأنوثة كانت تقلقنى ولكنها كانت مفاجأة لى.

أحمد كمال فى الكيت كات وعلى حسنين كان مفاجأة لأننى كنت أبحث عن ممثل مثله فى «البحث عن سيد مرزوق» ونجاح الموجى فى «الكيت كات» وحسن حسنى ولوسى وحنان ترك فى «سارق الفرح».

المفاجأة أحيانا تكون من خلال مشهد كأنك تختبر عمق البير أو المحيط والمشهد هنا هو العمق فهناك من ينزل الحبل بعد متر ونصف المتر وهناك الأعمق على حسب الموهبة.

■ من أول شخص يقرأ نسخة السيناريو الأولى؟

- الآن زوجتى كريمة كمال وإن كنت لا أثق فى رأيها لأنها من الممكن أن تجاملنى كى تريحنى وأيضا أنسى أبوسيف.

■ ما رأيك فى وجهة النظر التى ترى بأنك شخص شديد الجدية طوال الوقت بعكس أفلامك التى تحمل الكثير من البهجة؟

- أنا لا أحب الكآبة إطلاقا، فممكن الإنسان يحزن لكن لا يكتئب فبطبيعتى لا أحب الكآبة وأحيانا أبحث فى التليفزيون عن كوميديا لكن للأسف أصبحت كلها كئيبة.

■ كيف تقضى يومك؟

- أصحى الصبح أفطر وبعدها أبدأ فى قراءة الجرائد وافتح الفيس بوك وأدخل غرفة أخرى لقراءة رواية وبعدها اجلس مع زوجتى لمشاهدة التليفزيون فهى حياة يومية عادية ولكن أحلى وقت حينما أجلس أمام البحر باشعر كأننى فى الجنة.