الرئيس التركي ونظيره الروسي يتوصلان لاتفاق بشأن إدلب

عربي ودولي

طريق إدلب
طريق إدلب


 
توصل كلًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إلى اتفاق بشأن "معضلة إدلب"، تلك المدينة السورية التي تقف حجر عثرة أمام الرئيس بشار الأسد، لإعلان استعادته البلاد بالكامل.

ولكن يبدو أن الوضع في المدينة الواقعة شمال غربي سوريا سيظل معلقا لفترة أطول مما كان الأسد وحلفاؤه يعتقدون، بعد الاتفاق الذي أبرمه بوتن وأردوغان في مدينة سوتشي الروسية، ولاقى ترحابا بشكل يثير الحيرة من الأطراف، التي تتقاتل على الأرض.

وبالنظر إلى ردود الفعل بعد ساعات من الاتفاق، الذي يقضي بإنشاء منطقة عازلة، يتبين أن كلا من حكومة الأسد والمعارضة قرآه بشكل مختلف، بدليل أن الطرفين، ومعهما إيران أكبر داعم إقليمي لدمشق، أبدوا رضاهم عنه.

وبحسب الاتفاق، فسوف يتم إنشاء منطقة منزوعة السلاح على الخط الفاصل بين قوات الحكومة السورية والقوات المعارضة في إدلب، على أن يكون تحت سيطرة روسية تركية.

ويؤجل الاتفاق ولو بشكل مؤقت هجومًا برياً اعتبر وشيكًا على إدلب، حذر المجتمع الدولي مرارا من أن يضع المدينة بين أنياب كارثة إنسانية حقيقية.

وقرأت الحكومة السورية الاتفاق على أنه "انتصار"، وأن "مؤسسات الدولة ستعود إلى إدلب" بموجبه، بعد أن يسلم مسلحو المعارضة أسلحتهم الثقيلة ويبتعدوا عن المناطق المدنية.

وفي الوقت ذاته، اعتبرت المعارضة أن الاتفاق "قضى على آمال الأسد في استعادة سيطرته الكاملة على سوريا".

وبين ثنايا هذا الترحاب المتبادل بالاتفاق، يبرز فهم متناقض بين الحكومة والمعارضة تدعمه إشادة إيرانية، وصفت الصفقة الروسية التركية بـ "الدبلوماسية المسؤولة".

لكن تفسير هذا الترحاب من الفرقاء العسكريين على الأرض والسياسيين في الكواليس، هو أن الاتفاق وفر فرصة لتأجيل معركة إدلب إن لم يكن لإلغائها، حسب رأي الخبير في العلاقات الدولية ميشال أبو نجم.

وقال أبو نجم: إن "الإشادة السورية الرسمية بالاتفاق نابعة على ما يبدو من كون روسيا طرفا رئيسيا به، حيث النظام السوري هو أبعد الأطراف (عن اتخاذ قرار بشأن إدلب)، لأنه لا يستطيع التحرك دون ضوء أخضر روسي، بل دون مشاركة عسكرية فاعلة من سلاح الجو الروسي" الذي غير موازين الحرب لصالح دمشق منذ مشاركته عام 2015"، أما بالنسبة للمعارضة السورية، ومعها تركيا، فترى أن الاتفاق يعد إنجازا سياسيا ودبلوماسيا.

وأضاف: "بالنسبة للمعارضة السورية التي لم يعد لها مكان في سوريا إلا إدلب، فتعتبر أنها قد تشكل فرصة لأن تبقى في الساحة، وتطلق مجددا العملية السياسية".

لكن في المقابل، يرى "أبو نجم" أن موسكو بإمكانها التنصل من الاتفاق في أي وقت، بحجة وجود مسلحي جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام في إدلب، اللتين تعتبرهما روسيا منظمات إرهابية وتجيز التعامل معها عسكريا.