رئيس شركة "علي بابا" يستقيل من منصبة ويتفرغ للتعليم

الاقتصاد

بوابة الفجر


استقال رجل الأعمال الصيني، جاك ما، من رئاسة مجلس إدارة “علي بابا”، شركة التجارة الإلكترونية التي أسسها منذ 20 عاما تقريبا، وأصبحت أكبر شركة صينية من حيث القيمة، إذ تبلغ قيمتها السوقية 420 مليار دولار.

وأوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن “على بابا” ومنافستها “تينسيت” غيرتا الطريقة التي يعمل ويدفع ويلعب الناس بها في الصين، وخلقتا خلال هذه العملية بعضا من أغنى النساء والرجال في العالم، ويبلغ صافي ثروة “جاك ما” أكثر من 40 مليار دولار وفقا لمؤشر “بلومبرج” للمليارديرات.

ومثلها مثل شركات التكنولوجية العالمية الأخرى، كان لدى “علي بابا” بداية متواضعة ولكن بطموحات هائلة، وطرحت الشركة أسهمها للجمهور عام 2014، فيما كان أكبر طرح عام على الإطلاق.

وتتوقع الشركة أن تعادل قيمة البضائع المباعة من على منصتها أكبر خامس اقتصاد في العالم بحلول 2036.

وقال”جاك ما” لـ”نيويورك تايمز”، أول صحيفة تنشر خبر الاستقالة، إن استقالته ليست نهاية عصر وإنما هي “بداية عهد جديد”.
وأضاف أنه سيركز طاقاته على الأعمال الخيرية والتعليم، قائلا “أنا احب التعليم”.

وسيؤدي رحيل “جاك ما”، على الأرجح، إلى زلزلة قطاع التكنولولجي الصيني الذي لم يتعاف بعد من صدمة القبض على “ليو كيانج دونج” الملياردير مؤسس موقع التجزئة الالكتروني “جاي دي دوت كوم”، بسبب إدعاءات اغتصاب في مدينة مينيابوليس الأمريكية خلال رحلة عمل.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء “بلومبرج” الأسبوع الماضي، أوضح”جاك ما” أنه كان يفكر في التركيز أكثر على الأعمال الخيرية، واستشهد بالمؤسسس المشترك لشركة “ميكروسوفت” ومحب الأعمال الخيرية، بيل جايتس، كمثال.

وقال إنه قد لن يكون غنيا بقدر “جيتس”، ولكنه قد يتقاعد في سن أصغر من “جيتس” الذي تقاعد في 2014 عند سن 58 عاما.


 
ويأتي قرار “جاك ما” بالاستقالة، في الوقت الذي يتراجع فيه الإقبال على قطاع التكنولوجيا الصيني وسط المخاوف بشأن الاقتصاد الكلي، بما في ذلك الحرب التجارية الأمريكية الصينية، والحملة التنظيمية على شركات التجزئة عبر الإنترنت من قبل بكين.

ومع ذلك، تأثرت “على بابا” بقدر أقل من “تينسينت” التي فقدت ثلث قيمتها منذ أعلى مستوى وصلت إليه أسهمها في يناير الماضي.

وأطلق، “جاك ما”، وهو مدرس إنجليزي سابقا، “علي بابا” في غرفة واحدة، وأدى نموها إلى دفع “إي باي”، منافستها الرئيسية حينذاك، إلى خارج البلاد، وأصبحت شركة التجزئة الإلكترونية منذ ذلك الحين آلة لطبع الأموال وتمويل أفلام وعمليات في الحوسبة السحابية والدفع الإلكتروني، بالإضافة إلى مجموعة من الاستثمارات العالمية.

ولم يكن صعود “علي بابا” سلسا، فقد أغضب “ياهو” التي كانت مساهماً رئيسياً في الشركة الصينية حينها، عندما أطلق عمليات الدفع عبر شركة “أنت فاينانشيال” دون التشاور معها، والتي وصلت قيمتها في أحدث جولة تمويل إلى 150 مليار دولار.

كما كان هناك خلاف علني نادر مع المشرعين الصينيين بعد إدراج “علي بابا” في البورصة في 2014 بسبب البضائع المزيفة التي تباع على منصتها.

ويختلف “جاك ما”، البالغ من العمر 54 عاما، عن زملائه من رواد ومؤسسي قطاع التكنولوجيا الصيني في أنه ليست لديه خلفية هندسية، ويقضي معظم وقته يجوب العالم لخوض مغامرات تجارية وخيرية.

وغيرت “علي بابا” مثل نظيراتها الطريقة التي يعمل بها الناس، ويدير الملايين من الناس حاليا متاجرهم ويبيعون البضائع على منصة “تاو باو” للتجارة الإلكترونية التابعة لـ”علي بابا”، ويبثون فيديوهاتهم على منصات الترفيه الخاصة بها.

ومن المعروف أن “تاو باو” خلقت 37 مليون وظيفة في الصين، وفقا لدراسة من كلية العمالة والموارد البشرية في جامعة “رينمين” في بكين.

وتنازل “جاك ما” عن الدور الإداري الأكبر في الشركة، وسلم العمليات اليومية إلى “دانيبال زانج، المدير التنفيذي، وجوي تساي، نائب رئيس مجلس الإدارة، وسيبقى في مجلس إدارة الشركة ويواصل مراقبة إدارة الشركة.