مشايخ التنقيب عن الآثار الفرعونية

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


رحاب عبدالله - عادل خشبة - هادي سراج الدين - نهى وجيه


أزهرى يحدد 100 ألف جنيه لفتح مقبرة الكاهن بالشرقية.. والشيخ «جعفر» تخصص فى «عدة الكهنة» و"المومياء"


تحدث أحد سماسرة التنقيب عن الآثار التائبين، لـ «الفجر» قائلاً أنه فوجئ خلال عمله بتفتيش المقابر الفرعونية بمحافظات الصعيد، بأن معظم شيوخ فتح المقابر من خريجى الأزهر الشريف، ومنهم موظفون تابعون للأزهر، ومن تخرج فى كليته نفسها الدراسات الإسلامية، ويجيدون ما يعرف بفن تسخير الجن. وأضاف أن من بينهم الشيخ محمود، وهو شاب فى منتصف الثلاثينات، والذى يعمل موظفاً بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، ومتعمق فى كتب تسخير الجن، ويحصن نفسه بالقرآن الكريم.


وكشف أحد ضحايا عمليات النصب على يد مجموعة من المنقبين عن الآثار، تلك الحقيقة، عندما تعامل مع أحد العاملين بالأزهر من محافظة الشرقية، فى الكشف عن مقبرة أسفل منزله، وقال إنه جلس يقرأ القرآن نحو 5 ساعات، ثم أخرج من جلبابه بعض الأعشاب قال إنها تستخدم فى تسخير الجن، ومعرفة ما يدور داخل المقبرة، وبعد ذلك أخبره بوجود مقبرة لكاهن من العصر الفرعونى، أسفل المنزل، وطلب 100 ألف جنيه لشراء أعشاب أخرى سيستخدمها فى إخراج محتويات المقبرة بالكامل، وبعد تلقيه المبلغ اختفى.

القصة الثانية كانت من نصيب الشيخ الألفى من بنى مزار بالمنيا، وكان قد اشتهر أيام ثورة 25 يناير بنجاحه فى فتح عشرات المقابر الأثرية، وأنه يملى شروطه أولا على صاحب الأرض قبل العمل، ومنها أن يكون نصف المقبرة لعماله، وأن يتولى بنفسه الإنفاق على أدوات الحفر، وفى أحد الاتفاقات رأى صاحب الأرض كما يروى المقبرة بأم عينه عن طريق تسخير الجن، وسط ذهول أهل بيته، وكانت عبارة عن مومياء وزير فرعونى، وعدة تماثيل، وبعد الاتفاق تمكن الشيخ الألفى من الوصول للمقبرة بالفعل، ثم استولى عليها واختفى مع عماله، وعندما حاول صاحب الأرض العثور عليه فى مسقط رأسه، أخبره الجيران بأنه كان يستأجر شقة إيجار جديد منذ عام تقريباً، وكان ينتمى لإحدى  الطرق الصوفية، ويعمل بمجال تجارة العطارة بالجمالية.

وفى واقعة مشابهة بطلها أيضاً شيخ من شيوخ قنوات بير السلم، يمتلك محل عطارة بوسط القاهرة، وظهرت إعلاناته على إحدى قنوات الأفلام على النايل سات، بأنه معالج روحانى كبير، يفك الأعمال ويعالج بالرقية الشرعية، وكان آخر ضحاياه سيدة فى منتصف الأربعين من عمرها تدعى مالكة. س، بعد أن أوهمها أحد سماسرة تجارة الآثار بمنطقة الجمالية، إبان ثورة يناير أن أسفل منزلها القديم المنقوش على جدرانه تاريخ العصر الفاطمى، بشارع المعز، كنز أثرى، واتفقت معه على استدعاء الشيخ سيد، الذى سخر عليها الجن حسب ما قالت، وصُدمت مما رأته أثناء نومها، حيث قامت بفتح باب المقبرة الأثرية، وشاهدت ما بها، وبعد ذلك أخبرها الشيخ بضرورة الاتفاق قبل بدء عملية الحفر، وبعد أيام طلب منها هاتفياً إقامة علاقة غير شرعية، مقابل إخراج الكنز، وبعد رفضها وتوبيخها له بأفظع الشتائم، فوجئت به يتصل بها مرة أخرى ليهددها بسقوط الكوارث عليها تباعاً إذا لم تنفذ ما طلبه، وبعد ذلك فوجئت بظهوره على الشاشة للتسويق لمنتجات العطارة، والحديث عن نفسه بأنه معالج روحانى درجة أولى.

 وقبل أسبوع انتهت حياة عامل بالفيوم بمنطقة الكنز الأثرية، بقرية هوارة المقطع، بسبب عمله مع شيخ أقنع الأهالى أن المنطقة بها كنز سوف ينقل حياتهم نقلة نوعية يودعون من خلالها الفقر، وأخبرهم أنه بعد الحفر بعمق 5 أمتار سيجدون كسر فخار، وهو ما اعتبروه دليلاً على صحة كلامه، وبعد ظهور الدليل بدأوا الخطوات التالية كما أخبرهم، حيث سيجدون سلماً حجريا، من خلاله سيصلون لباب المقبرة، لكن عليهم قبل فتحه استدعاؤه لقراءة تعاويذ طرد الجن الحارس، وستكون نسبته ثلث محتويات المقبرة.

وفى الليل ذهب العمال للعمل، وبعد قليل فوجئوا بخفيرين أطلقوا عليهما النار بمجرد ظهورهما، ما دفع الخفيرين للرد وسقوط ربيع على 35 عاما، صريعاً برصاصة استقرت فى صدره، وهرب العمال، وبعد ذلك تم إلقاء القبض على اثنين منهم.

فى الفيوم يوجد الشيخ جعفر محمود، 56 عاماً، وقد نجح بالفعل فى الكشف عن أماكن كثيرة بحسب أهالى، بمنطقة العجميين بمركز إبشواى، وأسفل منازل بقرية بيهمو، بالقرب من منطقة دمو بعزبة سعد أبو دياب، بجوار هرم هوارة.

الشيخ جعفر يملى شروطه أولاً، ومنها ترك اسم المكان قبل أن يجيب بالرفض أو القبول بعد 3 أيام، ونجح 6 مرات فى استخرج ما أسماه «عدة الكهنة»، وبعض التماثيل الصغيرة، ثم قام ببيع العدة وتوزيع ثمنها عليه وعلى صاحب المكان والمشاركين فى الحفر، وذلك بعد تجنيب الثلث له ثمناً للكشف عن مكان الأثر.

وتلقى حوادث جرائم اختطاف وقتل وذبح الأطفال، بظلال أخرى تتعلق بالتنقيب عن الآثار، وكان آخرها حادث أطفال المريوطية الذى اتهمت فيه الأم، ومنذ أيام حادث طفلى الدقهلية التى أثارت جدلاً واسعاً ورغم اعترافات الأب بقتلهما، إلا أن قطاعاً كبيراً من المواطنين لم يصدق، وصولاً إلى حادثة اختطاف 3 أطفال ووالدتهم من مركز ومدينة إسنا، جنوب محافظة الأقصر، فى ظروف غامضة السبت الماضي.