نادية صالح تكتب: كل سنة وأنت طيب

مقالات الرأي



«كل سنة وأنت طيب» كم مرة قلناها هذه الأيام وفى الأعياد خصوصا - وإن كان لها استخدام آخر طوال السنة لأسباب أخرى لا علاقة لها بالطيب- وقد تأملت هذه العبارة الجميلة «الطيب» التى اعتدناها فى الأعياد، ووجدت الآتي:

- تأملت وبحثت فى قاموس المنجد فوجدت أنهم وصفوا الطيب وكتبوا «الأفضل فى كل شيء»، كذلك «طيب العرق» أو «نبل الأصل والسلالة«، و«طيوب» أى «كل ما هو ذى رائحة عطرة»، وكذلك «الطيب» هو خلاف الخبيث كما أنه يقول «كلمة طيبة» إذا لم يكن فيها مكروه، ويقال «بلدة طيبة» أى أمة كثيرة الخير، و«طيب الخلق» أى «حسن الطبع»، وطيب العرق: من سلالة نبيلة كريمة، «وطيب النفس»: أى حسن المزاج كما يقال: «فعلت ذلك بطيبة أى عن رضى لم يكرهنى عليه أحد.. عن طيب خاطر، عن رضى دون إكراه».

وبعد كل هذا الايضاح والتفسير لعبارة سريعة بسيطة نقولها دون جهد ولاندرك كثيرا أو غالبا أبعادها، والآن ألا تجد نفسك عزيزى القارئ أنك تستحق عن جدارة هذه العبارة.. لأنك طيب العرق ومن سلالة عريقة وأصل طيب لابد أن تعرفه ونعرفه جميعا. فالعالم كله يتحدث عن حضارتنا ويعرفها أحيانا اكثر مما نعرفها نحن ونقدرها..، فلتكن مناسبة العيد فرصة لإعداة النظر والاعتداد دون غرور طبعا بأصلنا وعرقنا الطيب، وإذا وصلنا إلى التعريف الذى يقول إنه الأفضل فى كل شيء، فلابد أن نحرص على ذلك إذا كنا حقا طيبين ونستحق هذه الصفة أو نتمناها، وأظنه أن من أفضل التعريفات التى حددها القاموس هو تعريف بأن الطيب خلاف الخبيث، فلننبذ الخبث أو الشر الذى يؤدى إلى الخبث وللحق لقد زاد بيننا هذه الأيام، فلنحاربه من كل نفوسنا، ولنجاهد أنفسنا لنعود ويعود كل منا إلى سابق طيبة قلبه وكرم أخلاقه..

عزيزى القارئ- انس الأسية وصالح من خاصمت، انس الحرص وكن كريما مع من سألك مساعدة، انس كل ما يبعدك عن أفضل الاعمال وعد إلى سابق أصولنا وسلالاتنا الطيبة- و«كل سنة وأنت طيب» وكل سنة ونحن جميعا طيبون وبخير».