قبلي: مخاوف من إمكانية توسّع رقعة مرض تيبّس سعف النخيل إثر توقف حملة مداواته

تونس 365

بوابة الفجر


أثارت عملية توقف مداواة مرض تيبّس سعف النخيل التي انطلقت بعدد من واحات ولاية قبلي، مطلع شهر جويلية المنقضي، مخاوف أغلب فلاحي الجهة من إمكانية مزيد توسّع رقعة هذا المرض الذي تمّ التفطّن إليه ببعض الواحات مع انطلاق موسم حماية صابة التمور في السنة الماضية (على غرار هنشير القذافي بواحة نويل من معتمدية دوز الجنوبية) خاصة وأن هذه العملية تتطلّب قصّ الجريد المتيبّس من أجل الوصول للعراجين المزمع تغليفها بمادتي الناموسية والبلاستيك.

وقد انتشر هذا المرض بسرعة، خلال الموسم الفلاحي الحالي، بأغلب واحات الولاية في ظل الظروف الطبيعية الرطبة التي ساعدت في امتداد هذا المرض الناجم عن بعض الفطريات التي تتسبب في تيبّس جريد النخيل بشكل تصاعدي وحادّ.

ويرى الكثير من الفلاحين، الذين استجوبهم مراسل (وات) في الجهة، انه ورغم التوقف النسبي لانتشار المرض بالواحات في ظل ما سجلته الجهة من ارتفاع لدرجات الحرارة فإن ذلك لا يمنع من تواصل المخاوف من إمكانية أن ينتشر هذا المرض وبشدة في كافة اشجار النخيل مع التحول الذي بات يسجل في العوامل المناخية، مؤخرا، واتجاه الطقس نحو الرطوبة التي تؤكد الابحاث العلمية انها السبب الرئيسي في تكاثر هذه الافة.

ودعوا السلط الجهوية وخاصة مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية الى الاسراع باتخاذ كافة الاحتياطات التي تمكن من القضاء على هذا المرض الذي يهدد العمود الفقري للاقتصاد بالجهة القائم على منظومة انتاج التمور، حسب تقديرهم.

وفي رده على هذه المخاوف، أكد المهندس الاول بدائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، محمد بن عبد اللطيف) ، اليوم الخميس، لمراسل (وات)، أنه وفي إطار الخطة الوطنية لمقاومة مرض تيبّس سعف النخيل فقط تم توفير 2500 لتر من الدواء والشروع، منذ مطلع شهر جويلية الفارط، في انجاز حملة مداواة بكافة واحات الجهة من اجل التصدي لهذا المرض الا انه وامام محدودية امكانيات المندوبية الجهوية فقد تم التوجّه نحو إنجاز أيام حقلية بعدد من الواحات بكافة معتمديات الولاية تمثّل  تجارب ميدانية لعملية المداواة وتساعد في الوقوف على ابرز الصعوبات اللوجستية والفنية التي تعترض هذه العملية قصد تذليلها.

وأضاف أنه تم تمكين كل معتمدية من 350 لترا من الدواء في انتظار وصول كافة الكميات المبرمجة للولاية في اطار الخطة الوطنية لمقاومة المرض، كما تم الاتفاق على تأجيل عملية المداواة الشاملة الى ما بعد الفروغ من جني صابة الموسم الحالي نظرا لكونه لا ينصح بالقيام بهذه العملية مع توجه الثمار نحو النضج.

وأكّد أن المرض محل متابعة مستمرة من قبل المصالح الفلاحية على المستويين الجهوي والمركزي، كما يتم تدارس الالية الناجعة للقيام بعملية المداواة الشاملة لكافة مناطق الانتاج بالولاية من اجل وضع حد جذري لانتشار المرض، حسب قوله.