في ذكرى اليوم العالمي لها.. كيف قضت ثورة العبيد على تجارة الرقيق؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


شهد يوم الثالث والعشرين من عام 1791، بداية ثورة لعبت دورًا محوريًا في القضاء على تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، ليصبح هذا اليوم احتفالا دوليًا  لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه سنويًا،.ويهدف هذا اليوم إلى ترسيخ ذكرى مأساة الإتجار بالرقيق الأسود في ذاكرة الشعوب.

 

وجاء اختيار اليوم لإحياء ذكرى تجارة الرقيق والقضاء عليه لتكريم ثورة العبيد التي بدأت فى جزيرة سانتو دومينجو الفرنسية، فى أغسطس من عام 1791. والثورة الهايتية أو ثورة العبيد الهايتيين هى ثورة للعبيد فى المستعمرة الفرنسية فى سان دومينجو وقعت ما بين 4 أغسطس 1791 و1 يناير 1804، وهي الثورة الوحيدة في التاريخ التي أدت نتيجتها إلى تأسيس دولة، فيكف قامت تلك الثورة وكيف خطط أهل الجزيرة للقضاء على الاستعمار الفرنسي.

 

وكانت سان دومينجو مستعمرة عبيد سيئة السمعة لذلك غضب العبيد انفجر باندفاع غير مسبوق، طوال ثلاثة أسابيع عاث العبيد في المزارع فسادا، وأحرقوها، وقتلوا ماليكها، واغتصبوا النساء، فكان رد السلطات الفرنسية بمنتهى القسوة والوحشية، وتقول الروايات أن جماجم العبيد القتلى علقت فى الشوارع، وقتلوا المولدين المحررين، الذين كانوا فى العادة يكرهون العبيد بدعوى إثارتهم للتمرد. وكان أثر القمع إثارة عواطف العبيد، فبلغ عدد المتمردين أكثر من 100 ألف، زادوا مع استمرار الثورة، حتى انتصر فى الأول من شهر يناير سنة 1804 أعلن الجنرال جان جاك ديسالين، قائد الثوار، استقلال البلاد وإقامة دولة تحمل اسم هايتى، وتشير التقديرات إلى أن ثورة العبيد خلفت 100 ألف قتيل من السود، و24 ألفًا من البيض.

 

وتشير التقديرات إلى أنه تم ترحيل بين 15 و20 مليون شخص من الرجال والنساء والأطفال من منازلهم وبيعهم كرقيق في منظومات تجارة الرقيق المختلفة، وتعتبر الاحتفالية التذكارية فرصة للتفكير فيمن عانوا وماتوا تحت وطأة العبودية، وهي أيضا مناسبة لرفع مستوى الوعي لدى الشباب في العالم حول مخاطر العنصرية والتحيز.

 

 وما زال صدى صوت المطالبين بالحرية يتردد حتى يومنا هذا، حيث تسعى منظومة اليونسكو، من خلال اليوم الدولي لذكرى الاتّجار بالرقيق الأسود وإلغائه، إلى التذكير بالأهمية الحاسمة لنشر المعرفة بالتاريخ من أجل الاسترشاد بالعِبر المستخلصة منه في المساعي الرامية إلى مكافحة جميع أشكال الاضطهاد والعنصرية في الوقت الحاضر.

 

 وقد حددت ثورة عام 1791، نظراً للصدمة العظيمة التي أحدثتها، مسار حركات الكفاح والنضال من أجل تحرير الشعوب ومسار المساعي المتعلقة بحقوق الإنسان والحقوق المدنية منذ أكثر من مائتي عام، وبلورت تلك الثورة قضايا ومفاهيم ومبادئ لا بدّ من معرفتها للتمكن الآن من مكافحة الأشكال الحديثة للعبودية والاتّجار بالبشر، عسي أن يكون هذا اليوم  مصدرًا للاحترام ونداء عالميًا من أجل الحرية لأجيال المستقبل.