انتهاء شهر العسل بين قطر وتركيا.. كيف غدرت الدوحة بأنقرة ودعمت واشنطن؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بالرغم من وقوف تركيا مع قطر بأزمتها، وحرص جنود تركيا على حماية الأخيرة، إلا أن الدوحة كعادتها تنجذب صوب مصالحها فقط، فدعمت الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلانها فرض عقوبات على أنقرة.

قبل أكثر من عام، دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطر، رغم الأدلة المقدمة من الرباعي العربي "المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر" عن تورط قطر في أعمال دعم للإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى والعلاقات "غير الطبيعية" مع إيران، لتمر الأيام وتتجرع أنقرة من نفس الكأس القطرية بـ"نكرانها للجميل"- حسب رؤية أردوغان.

وفي هذا الصدد تستعرض "الفجر"، كيف غدرت قطر بتركيا، ودعمت واشنطن، عقب تعرض الأخيرة  لتهديدات اقتصادية، فيما يلي.

أنقرة تتهم الدوحة بنكران الجميل
ورغم الاتصالات التي يجريها الجانبا لتركي مع الدوحة كي تتدخل مع الولايات المتحدة الأمريكية لوقف العقوبات الأخيرة خاصة أنها أثرت بشكل كبير على الاقتصاد التركي الذي يشهد تهاوي بشكل كبير خلال الفترة الحالية، مع انخفاض عملة الليرة التركية.

صحيفة "تقويم" التركية، كشفت عن المخاوف التركية من تخاذل قطر في أزمتها، موضحة أن هناك حالة من الإحباط تسود المجتمع التركي حاليا بسبب الصمت القطري تجاه الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي جراء قرار العقوبات الأمريكية ضد تركيا على خلفية احتجاز القس الأمريكي، موضحة أن الصدمة غير متوقعة كانت من طرف قطر التي بدلا من أن تدعم تركيا في أزمتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، اختارت أن تبقى صامتة تجاه ما يحدث في تركيا، رغم أن تركيا كانت من أوائل الداعمين لقطر خلال المقاطعة العربية، وإعلان الرباعي العربي قطع العلاقات مع الدوحة في 5 يونيو قبل الماضي.

وأوضحت الصحيفة التركية، أنه كان هناك دعم تركي كبير قدمته أنقرة للدوحة على مختلف الأصعدة على خلفية مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب للدوحة بسبب دعمها الإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأخرى وعلاقاتها مع إيران، حيث سيرت تركيا عشرات رحلات الشحن الجوية إلى قطر ووقفت معها جنبا إلى جنب خلال المقاطعة العربية لها، إلا أنه يجب الاعتراف أن حكومة قطر تتجاهل الوضع في تركيا الآن ولم تقدم الدعم السياسي اللازم، متسائلة: "هل هذه هي الصداقة؟".

تمويل المؤسسات البحثية بأمريكا
بينما كشفت تقارير أمريكية عن دفع قطر لملايين الدولارات لشركات استشارية ومراكز أبحاث أمريكية لتساعدها في تدعيم علاقتها بإدارة ترامب لمواجهة دول المقاطعة الأربع المكافحة للإرهاب الذي تدعمه وتموله.

فبعد تعهد الدوحة بتوسعة قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية التي تستضيفها الإمارة، عبر بناء مجمعات سكنية لأسر الضباط الإمريكيين العاملين في القاعدة وغير ذلك من الامتيازات، خلال لقاء وزير دفاعها خالد العطية، مع نظيره الأمريكي بواشنطن الأسبوع الماضي، أكدت التقارير أن المساعى القطرية وصلت لذروتها خلال الاجتماع السنوى الذي عقد بين مسئولين قطريين وأمريكيين مؤخرا، تحت مسمى "الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي"، وهو الاجتماع الذي يشهد عدة لقاءات بين مسئولين رفيعى المستوى من الجانبين سنويا حضره وزراء الخارجية والدفاع من البلدين.

وكان قد أعلن وزير الدفاع القطري، في بيان رسمي صادر عن وزارته ونشرته على صفحتها بموقع "تويتر"، أن بلاده تسعى لتوسيع قاعدة "العديد" الأمريكية، واستضافة البحرية الأمريكية إلى جانب سلاح الجو الموجود فيها، وهو الإعلان الذى لقى ترحاب من جانب القيادة العسكرية الأمريكية، لأن ذلك يشكل تواجد دائم للولايات المتحدة بمنطقة الخليج العربى للأبد.

التعاقد مع شركات استشارية أمريكية
وكشفت التقارير أن الدوحة تعاقدت مع شركات استشارة أمريكية فى مسعى منها للخروج من أزمتها الدبلوماسية وغسل سجلها المحتشد بدعم وتمويل الإرهاب.

وأبرمت الدوحة تعاقدا بقيمة 25 ألف دولار شهرياً دون سقف زمنى، تم تسجيله فى سجل وزارة العدل الأمريكية، بين السفارة القطرية فى واشنطن و شركة "استراتيجيات هاش بلاكويل".