"محمود" ترك الدراسة من أجل الجزارة: "أكل عيشي أولى بيا" (صور)

محافظات

بوابة الفجر


في منطقة محطة مصر وبالقرب من مبني القطارات الرئيسي بالإسكندرية، يتواجد الشاب العشريني ذات الملامح القمحاوية الهادئة "محمود خميس"، ممسكًا بيديه ساطورًا لسلخ وتنظيف الأضاحي قبل بيعها للمواطنين المتزاحمون عليه لبراعته في هذه المهنة التي كانت سببًا في ترك دراسته، معللًا: "أكل عيشي أولى بيا".

وقال محمود خميس، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، إن الظروف التي حاوطت أسرتي أستدعت تركي للدراسة في الصف الثالث الإعدادي، ولجوئي إلى مجال الجزارة حيث بدأت العمل والتعلم في أماكن كثيرة من أجل إكتساب خبرة، وهي التي جعلتني بعد 15 عامًا من أمهر الأشخاص في تقطيع وسلخ وتنظيف اللحوم.

وأضاف لـ"الفجر"، أنه واجه معاناة كبيرة في بداية عمله نظرًا للظروف التي تتواجد من حوله، إلا أنه اتخذ قرار صعب وترك دراسته، والتحق بعدها في العمل بمجال الجزارة لمساعدة أسرته من أجل توفير احتياجاته، وظل يعمل من مكان إلى آخر على مدار الـ10 سنوات الماضية، حتى التحق بالعمل في منفذ وزارة الزراعة بميدان محطة مصر، ويعمل به منذ 5 سنوات حتى الآن، وحصل على ثقة من مسؤولي المنفذ.

وأكد أن ثقة مسؤولي المنفذ به جعلتهم بعتمدون عليه كثيرًا، متابعًا: "أنا شايل شغل 3 أو 4 صنايعية هنا"، موجهًا رسالته للشباب أنه لابد عليهم العمل في أي شيء وعدم اليأس أبدًا مهما كلفهم ذلك.

وعن الفرق بين أسعار اللحوم هذه الأيام ومن قبل، قال: "العيد مصدر رزقي وفي السنوات الماضية كان مكسبي جيد، إلا أنه بعد الظروف الاقتصادية الحالية، أثر ذلك في دخله من هذه المهنة، حيث قل إقبال المواطنين على الشراء مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار".

وعن أسعار اللحوم أوضح الشاب السكندري، أن سعر اللحوم الضأن كان خلال العام الماضي 100 جنيه أما اليوم فأصبح بـ 110 جنيه، وسعر اللحوم الشمبري أصبح بـ85 جنيهًا بدلا من 65 جنيهًا، قائلا: "زي الأيام دي السنين اللي فاتت مكنش فيه حد فينا بيروح بيته من زحمة الناس".