بعد اتساع دائرة الاحتجاجات.. إيران تعيش مأزقها الداخلي ومعضلتها الدولية

عربي ودولي



أكدت نشرة أخبار الساعة، اليوم السبت، أن الحلقة الإقليمية والدولية على إيران تضيق يومًا بعد يوم نتيجة استمرارها في نهج التصعيد المباشر ضد مصالح دول وشعوب المنطقة وهو ما بدأ ينعكس فعلًا على الداخل الإيراني منذ فترة.

وقالت النشرة في افتتاحيتها تحت عنوان "إيران تعيش مأزقها الداخلي ومعضلتها الدولية"، إن "اتساع دائرة الاحتجاجات الداخلية في مختلف المدن الإيرانية وتنامي موجة الاستياء من السياسات الاقتصادية للنظام وتدهور قيمة العملة المحلية والعزلة التي يعيشها خارجيًا كلها أمور تزيد من عزلة طهران وتضع مصالحها ومصالح الشبكات الإرهابية المرتبطة بها في مأزق حقيقي يصعب الفكاك منه".

وأشارت"النشرة" إلى أن "تطورات الأحداث المتلاحقة على مستوى المنطقة والعالم باتت تشي بمواصلة الجهود لوضع حد نهائي لسياسات النظام الإيراني التي لم تعد فقط تهدد دول الجوار بشكل غير مباشر وإنما باتت تشكل خطرًا على أمن الملاحة الدولية في المضايق عبر البحار وتهدد حركة التجارة العالمية وزعزعة الاقتصاد العالمي".

مشروع طائفي
ولفتت النشرة الصادرة اليوم السبت عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إلى أنه "خلال الجلسة المفتوحة التي عقدت في مجلس الأمن الدولي مؤخرًا أشار مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة أحمد عوض بن مبارك إلى أن الهجوم الأخير ‏على ناقلتي النفط التابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري وزراعة المئات من الألغام ‏البحرية ما هما إلا مثال من ‏أمثلة لا حصر لها تتعمد فيها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران الإضرار بمصالح اليمن ‏ودول المنطقة والعالم أجمع في سلوك تنتهجه لفرض مشروعها الطائفي برعاية ودعم إيران، كما طالبت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن نيكي هيلي خلال الجلسة دول العالم بإلقاء اللوم على إيران لتسليحها ميليشيات الحوثي الانقلابية".

ونوهت إلى أن "الأمر الذي لا تدركه طهران أو ربما تتجاهله عمدا هو أن مدها للمتمردين الحوثيين بالسلاح لاستهداف السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب وتلويحها المستمر بمنع تصدير شحنات النفط بالمنطقة وإجراءها مناورات في عرض البحر لن تفضي إلى أي نتيجة في ظل حزم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن ووقوفها في وجه كل سلوكيات طهران".

كارثة بيئية واقتصادية

ولفتت "أخبار الساعة" إلى إعلان قيادة قوات التحالف العربي بالتنسيق مع المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات كافة لاستمرار حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار (2216) كما حذر الناطق باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي من أن استمرار ميليشيا الحوثي الإيرانية في نهجها الإرهابي واعتدائها على حرية الملاحة البحرية سيتسبب في كارثة بيئية واقتصادية وهو ما لاقى تجاوبًا سريعًا من طرف القيادة الأمريكية الوسطى التي أعلنت أنها تراقب الوضع عن كثب وتعمل مع شركائها لتأمين حرية الملاحة والمرور وتدفق حركة التجارة في المياه الدولية.

ونبهت إلى أن "زيادة النشاطات البحرية الإيرانية في مياه الخلـيج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان وأخيرا باب المندب عن طريق الحوثيين باتت الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام نظام طهران لتصدير أزماته الداخلية ومحاولة ابتزاز مكشوفة للحصول على مكاسب دولية للتخفيف من الأزمات التي يتخبط فيها وليست المناورات الكبرى التي يخطط النظام الإيراني للقيام بها في مياه الخليج سوى خطوة استفزازية تدخل في إطار تلويحها بإغلاق مضيق هرمز حيث أكدت القيادة المركزية الأمريكية أنها رصدت خلال الأيام الأخيرة زيادة في نشاطات القطع البحرية الإيرانية في مضيق هرمز الاستراتيجي وخليج عمان فبرغم كون تلك المناورات تهدف بحسب كل المعطيات إلى توصيل رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فإنها لن تثني الجهود الإقليمية والدولية عن التصدي لإيران ووكلائها".

وخلصت نشرة أخبار الساعة في ختام افتتاحيتها، إلى أن "إيران انتقلت خلال الأشهر الأخيرة من دولة تستخدم أساليب المراوغة والخلايا النائمة لزعزعة أمن واستقرار جيرانها إلى دولة تهدد أمن دول العالم وذلك بعد أن ووجهت بحزم وصرامة من طرف دول الجوار لكنها اليوم تواجه تحديا أكبر سيعزلها تمامًا عن العالم إذا ظل نظامها يتصرف بمنطق العصابة ويدوس على كل القوانين التي تحكم عالم الملاحة الدولية وذلك لأن كل القوانين الدولية تحدد بشكل واضح وصريح طبيعة السيادة المحلية والإقليمية والدولية على الحدود المائية ولن تسمح دول العالم لإيران أن تدوس على تلك القوانين لمجرد أنها ترفض كبح سياستها التوسعية واستراتيجيتها في تصدير الثورة إلى جيرانها والعالم فمعايير الزمن الحاضر ومنطق الأشياء ومعايير التقدم لم تعد تتيح الفرصة أمام دولة ما تزال تدار بقوانين الحق الإلهي التي كانت تتحكم في حياة العصور الوسطى".