بعد خروجها من المعتقل.. كيف استقبلت قرية النبي صالح "عهد التميمي"؟ (صور)

تقارير وحوارات



مضى ما يقرب من ثمانية أشهر على اعتقال الصبية الفلسطينية عهد التميمي- رمزا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فيما يعدها الكثير من الإسرائيليين شخصية عنيفة ومثيرة للشغب-  وهي تصرّ على شرعيّة احتجاجها، حتى أفرجت السلطات الإسرائيلية عنها اليوم الأحد، وسط احتفاء من أهالي قرية النبي صالح، الذين ظلوا يتأهبون لهذه اللحظة منذ أن جاء قرار الافراج عنها.

 

وأفرجت السلطات الإسرائيلية عن الشابة الفلسطينية، عهد التميمي، بعد أن قضت ثمانية أشهر في السجن، لصفع وركل جندي إسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة، حتى أصبحت الصبية أيقونة وطنية بالنسبة للفلسطينيين، الذين رأوا في وقوفها في وجه جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح شجاعة كبيرة، وأصبح وجه عهد في كل مكان وفي كل شارع وانتشرت اللوحات الجدارية لصورتها كما بدأ الفلسطينيون يحملون صورها في المظاهرات.

 

واعتقلت السلطات الإسرائيلية التميمي ووالدتها في مداهمة ليلية لمنزل العائلة بعد أيام من انتشار مقطع الفيديو. وتواجه والدة عهد أيضا تهما بالاعتداء والتحريض على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما وجهت تهما بالاعتداء لابنة عم عهد، نور التميمي، التي شاركت في الحادثة.

 

وكانت عهد قالت في جلسة أمام المحكمة تسبق محاكمتها إنها صاحت في الجنود الاسرائيليين لأنها رأتهم يطلقون الرصاص المطاطي على أبن عمومتها محمد في الرأس في اليوم ذاته.

 

وقال الجيش الاسرائيلي إنه أرسل الجنود إلى منزل التميمي، حيث كان شباب فلسطينيون يلقون الحجارة على قوات إسرائيلية، لتفريق المتظاهرين.كما أبدى الجيش الاسرائيلي أمام القضاء تشككه في أسباب إصابة رأس محمد، حيث قالت إن الصبي قال للمحققين إن إصابة رأسه ناجمة عن السقوط من على الدراجة.



أبومازن يستقبل عهد


كان في استقبالها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي أكد خلال استقبالها أن المقاومة الشعبية السلمية هي السلاح الأمثل لمواجهة غطرسة إسرائيل.


ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية عن عباس قوله لدى استقباله التميمي بعد الإفراج عنها،"نموذج المقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته عهد وأهالي قرية النبي صالح، وجميع القرى والمدن الفلسطينية، يثبت للعالم بأن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه ومتمسكا بثوابته، ومدافعا عنها مهما بلغ حجم التضحيات"، مضيفًا "المقاومة الشعبية السلمية هي السلاح الأمثل لمواجهة غطرسة الاحتلال، وإظهار همجيته أمام العالم أجمع".

 



عهد التميمي تزور قبر عرفات عقب الإفراج عنها


زارت الفتاة الفلسطينية، التي أطلق الاحتلال سراحها اليوم الأحد، قبر الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، حيث ذكرت الإذاعة العبرية "كان"، عبر صفحتها على "تويتر" أنه فور إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية، اليوم، زارت عهد التميمي قبر عرفات في مقر المقاطعة في رام الله.


وأضافت أن عهد التميمي زارت القبر بصحبة محمود العالول، نائب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن"، في حركة فتح.



أهالي القرية يستقبلون عهد


كما كان لاستقبال قرية النبي صالح، استعدادًا أخرى، حيث ظل الجميع من أهالي القرية ينتظرون خروج الصبية الفلسطينية، منذ أن علموا بنبأ خروجها من المعتقل، فعلى مدار أسبوعًا تتزين القرية لاستقبالها، وظلت العديد من الأسر، لاسيما شباب القرية سهرون منتظرين هذا اليوم، للاحتفاء بمن كانت رمزًا وأيقونة للمقاومة، حتى أن أفرج عنها.



زيارة منزل الشهيد عز الدين التميمي


كما زارت كلاً من عهد ووالدتها ناريمان، منزل الشهيد عز الدين التميمي، (21 عاما)، الذي أعدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، في مطلع يونيو المنصرم، والذي عتبرت وزارة الإعلام اعدامه  جريمة "فصلا دمويا جديدا يضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالإرهاب والعدوان واستباحة الدم الفلسطيني".



الكشف عن معنويات الأسيرات


من جانبها أكدت الشابة الفلسطينية، عهد التميمي، أن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي حتى زواله، كاشفة عن أنها تحمل رسالة من الأسيرات في سجون الاحتلال ستكشف عنها مساء اليوم.


وقالت عهد التميمي في أول تصريح لها بعد إفراج سلطات الاحتلال عنها "الاحتلال إلى زوال، والاعتقال لن يكسرنا"، مضيفة عهد التميمي في تصريحها المقتضب لوسائل الإعلام فور وصولها قريتها النبي صالح غرب رام الله أن "الأسيرات بمعنويات قوية، وأحمل رسائل منهن سأكشفها مساء اليوم"، ووجهت "التميمي"، الشكر لكل من ساندها وعائلتها أثناء اعتقالها من قبل السلطات الإسرائيلية.