منال لاشين تكتب: أحوال بهية من الرئاسة لمصروف البيت

مقالات الرأي



17% وافقن على الزواج الثانى

38% من الرجال رفضوا استكمال المرأة للتعليم الجامعى

31% من الرجال والسيدات وافقوا على أن تكون المرأة رئيس جمهورية

80% من الرجال ضد ضرب الزوجة

50٪ من سيدات مصر لا يحصلن على الميراث بسهولة و92٪ وافقن على المساهمة فى مصروف البيت


أشهر وأطول وأكثر معركة سخونة هى المعركة بين الرجال والسيدات.. الرجل المصرى يرى أن المرأة حصلت على كل حقوقها وأزيد من حقوقها وجارت على حقوقه. وأن المرأة فى عهد السيسى لم تعد نصف المجتمع بل أصبحت المجتمع كله. والمرأة ترى أنه عهد التقدم فى وضعها فلايزال الطريق طويلا للوصول إلى المساواة الكاملة فى الحقوق. قررنا فى «الفجر» وضع حد علمى حاسم لهذه الخناقة المزمنة.. بالاتفاق مع مركز معلومات مركز الوزراء نقدم أول استطلاع علمى عن أحوال المرأة المصرية من وجهة نظر كل من المرأة والرجل. أسئلة حائرة كثيرة ستجد لها إجابات شافية وحاسمة فقط على صفحات «الفجر». أسئلة تتعلق بعمل المرأة داخل وخارج المنزل وفى العمل وفى المناصب العليا.. إجابات تكشف عن مصير راتب المرأة والمتحمسين لتعليمها والرافضين لحصولها على شهادة جامعية. كل ذلك وأكثر من خلال عينة علمية وخطوات استطلاع عملى من الألف إلى الياء.

1- بهية فى العمل

أول رقم مزعج ولكنه حقيقى جدا أن نسبة 84% من النساء يرين أن المرأة لم تحصل على كل حقوقها فى المجتمع مقابل 60% من النساء يرين أن المرأة حصلت على حقوق كثيرة.

ثانى رقم مزعج أن 80% من النساء فى العينة يرين أن مشاكل المرأة فى العمل أكثر من مشاكل الرجل فى العمل، ويؤيد 66% من الرجال هذه الفكرة. إذن لا تزال النساء يعانين أكثر من الرجال ولذلك يجب على المرأة أن تبذل جهدا مضاعفا فى العمل للوصول لنفس مواقع الرجال. ولاشك أن تهيئة بيئة العمل تتطلب تغييرا مجتمعيا يحتاج إلى وقت أطول من القرارات الحكومية والرئاسية بدفع المرأة. ومع ذلك فإن -الدفعة القوية فى عهد السيسى للنساء فى العمل قد أثرت بحسب بعض الإجابات- فى استطلاع الرأى.

من ضمن الأسئلة سؤال مهم عن قبول المجتمع لتقلد المرأة بعض المناصب القيادية العليا.. والإجابات أو بالأحرى النسب تكشف عن تطور مهم فى نظرة المجتمع للمرأة فى مناصب الكبار. رفض 69% من العينة تولى المرأة منصب رئيس الجمهورية، وبمفهوم المخالفة فإن 31% يوافقون ويؤمنون بقدرة المرأة على تولى المناصب القيادية العليا. ووافق نحو 53% على تولى المرأة القضاء. و57% منصب رئيس الوزراء. وبنسبة 62% موافقة على تولى منصب رئيس مجلس النواب، ونسبة 68% منصب المحافظ. ولاشك أن هذه النسبة تكشف عن تطور مهم فى نظرة المجتمع لكفاءة المرأة.

ولكن على الجانب الآخر فإن ثمة مقاومة اجتماعية راسخة فى المجتمع تجاه عمل المرأة. من ضمن الأسئلة الذكية.. سؤال عن أحقية أو أولوية النساء أو الرجال فى العمل.. فلو كانت هناك وظيفة واحدة فمن أحق بها المرأة أم الرجل.. مع شديد الأسف أجابت نسبة 85% من النساء و92% من الرجال فى العينة بأن الرجل أحق من المرأة.. مرة أخرى أمامنا وقت وجهد طويل لنزع الأفكار التقليدية الخاصة بعمل المرأة.

وبالنسبة لفرص الترقى يرى 54% من النساء والرجال أنها متساوية وأجاب 56% من الرجال بأنهم يفضلون أن تكون الزوجة تعمل. ويرى 66% من النساء و58% من الرجال فى العينة أن كون المديرة رجلًا أو امرأة لا يشكل فرقا. وهذه الإجابة من الظواهر الاجتماعية الإيجابية فى الثقة فى المرأة بسوق العمل. أما عن الهدف من عمل المرأة يرى 49% من النساء و43% من الرجال أن المرأة تعمل لتكون مستقلة وتبنى شخصيتها. وذلك مقابل 40% من النساء و46% من الرجال أنها تعمل لحاجتها لدخل.


2- التحرش والخوف

على الرغم من الجهود المبذولة من الدولة لمكافحة التحرش يكشف الاستطلاع أن 44% من النساء و39% من الرجال يرون أن ظاهرة التحرش فى ازدياد وهذه هى النسب الأعلى عمن يرون أنها لم تزد أو لا تزال على نفس المستوى.

وترى 58% من النساء و53% من الرجال أن المرأة لا يجب أن تتعرض للمعاكسات بصرف النظر عن حالتها أو ملابسها وهذا التوجه المحترم هو الأكبر.

أما عن مخاوف المرأة فقد احتل الخوف على أبنائها والمستقبل المرتبة الأولى من المخاوف بنسبة 13% يليها الخوف من غياب الأمن وانتشار الإرهاب بنسبة 11%، وتساوى الخوف من التحرش والمعاكسات مع الخوف من الفقر بنسية 7%. وتراجعت مخاوف المرأة من زواج زوجها بأخرى بنسبة 4%. أما الخوف على سمعتها فتراجع إلى نسبة 2% وهذه النسب تعكس مدى إحساس المرأة بمسئولياتها فى المجتمع سواء مجتمع الأسرة أو الوطن بأكمله. كما تعكس نسبة الخوف من السمعة قوة المرأة المصرية فى مواجهة الشائعات وثقتها فى نفسها.


3- البيت والزواج

بالنسبة للسن المناسبة لزواج البنت ترى 27% من النساء أن السن المناسبة من 21 إلى 25، فى المقابل يرى 20% من الرجال أن السن المناسبة هو 20، ويرى 29 % منهم أن السن المناسبة لزواج البنت من 18 إلى أقل من 20 سنة. وهذه نسب مخيفة لأنها تعطل الفتاة عن التعليم الجامعى والعمل قبل الزواج والإنجاب.

بالنسبة للشبكة فإن 62% من النساء و49% من الرجال لا يوافقون أن الشبكة ضرورة عند زواج البنت. ولاشك أن نسبة النساء تعكس وعيا بمشاكل الزواج والأزمة الاقتصادية.

وترى 83% من النساء و82% من الرجال أن الرجل يجب أن يساعد زوجته فى شغل البيت وهذه نسب حاسمة فى أهمية مشاركة الرجل للمرأة فى أعمال المنزل. وبنفس منطق المشاركة ترى 92% من النساء و70% من الرجال أن المرأة العاملة يجب أن تساهم فى مصروف البيت. وهذه النسب ترد على كل ادعاءات أعداء عمل المرأة وعلى رأسها الادعاء بأن المرأة العاملة تنفق راتبها على المكياج والمواصلات. حيث تؤكد هذه النسب أن دخل المرأة أصبح ضروريا حتى يسير المركب وتواجه الأسرة التزاماتها. ورفض 91% من النساء و81% من الرجال ضرب الرجل لزوجته. ورفضت 82% من النساء و53% من الرجال زواج الرجل على زوجته حتى لو تحسنت أحواله المالية وكان ثريا.

ومن أسوأ النسب أو بالأحرى الأفكار فكرة أو نظرة المجتمع للمرأة المطلقة حيث ترى 78% من النساء و74% من الرجال أن نظرة المجتمع للمطلقة لا تزال نظرة سلبية. ولذلك اعتقد أن ملف المرأة المطلقة يتطلب مجهودا أكبر من المجلس القومى للمرأة ومن كل الجهات المعنية. وبالمثل قضية الميراث فنسبة 50% من النساء و49% من الرجال يرون أن المرأة تحصل على ميراثها بصعوبة.


4- تعليم البنات

من النسب أو بالأحرى التوجهات الإيجابية التى كشف عنها استطلاع الرأى تأتى قضية تعليم المرأة فى المقدمة. يرى 55% من النساء و43% من الرجال أن الأسرة لا تفرق بين تعليم البنت والولد، ومع ذلك تظل نسبة من يرون أن الاهتمام بالولد أكثر فى التعليم مقلقة حيث تصل إلى 26% من النساء أو 34% من الرجال. وهذه نسبة أو توجهات تحتاج إلى جهد فكرى واجتماعى. وترى 94% من النساء و88% من الرجال أن البنت يجب أن تتم تعليمها الجامعى. وهذه نسب جديدة. وبالنسبة لسؤال أيهما أهم الزواج أو الجامعة رفضت 83% من النساء و63% من الرجال أن تترك البنت الجامعة من أجل عيون الزواج.


5- التغيير الصعب

ربما لا تعجب بعض النساء بنسب أو إجابات أو توجهات كشف عنها الاستطلاع.. ربما ينزعج بعض المسئولين من بعض النسب أو التوجهات. ولكن بالنسبة لى أرى أن المرأة فى طريقها للأفضل بشرط ألا نتعجل النتائج ولا يظن البعض أننا لمسنا القمر بأيدينا وأن قضية المرأة انتهت. لأن قضية المرأة والمساواة بينها وبين الرجل وإتاحة فرص التعليم أو العمل لكل بنت وامرأة على أرض مصر عمل مجتمعى طويل. والتغيير المجتمعى هو التغيير الصعب والأطول. صحيح أن هذا التغيير يتأثر بتوجهات الرئاسة والحكومة، وتوجهات الرئيس إيجابية جدا تجاه النساء إلا أن هذا التوجه أو الإرادة السياسية تحتاج إلى عمل دءوب طويل خطير وصعب. والخبر السار فى استطلاع الرأى أننا قد قطعنا أكثر من منتصف الطريق.. وأننا فى الطريق الصحيح وإن كانت بعض الأرقام مزعجة فهى حافز للجميع للوصول إلى تحقيق أهدافنا فى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة أو بتعبير الشاعر الكبير صلاح جاهين أن تصبح البنت زى الولد ماهش كمالة عدد.