د. حماد عبدالله يكتب: "إعادة هيكلة إدارة الدولة"!!

مقالات الرأي




نحن فى أشد الإحتياج لتغيير النظام الإدارى فى الدولة دون خوف ودون ترقيع لقوانين ودون الإستعانة بأساليب بالية جربناها على مدى عصور سياسية سابقة وحالية ولكنها لم تجدى ولم "تشبع من جوع " !
أساليب الإدارة فى "مصر" إعتمدت على أهل الثقة مرة وعلى نظام إبتدعه الرئيس السادات (رحمه الله) بأن يكون المحافظ من أهل المحافظة نفسها وذلك بالتعيين ومع ذلك لم يصلح هذا النظام بدعوى أنه " غلب العصبيات" داخل المحافظات وعاد مرة أخرى النظام لإختيار المحافظون من الموظفون الكبار السابقون فى مؤسسات الدولة المختلفة وإعتبرت كمكافأة نهاية خدمة ويسعى كبار موظفى الدولة قبل الإنتقال لسن المعاش لكى يحوزوا رضاء سياسي لترشيحهم لتولى منصب محافظ (مدير إقليم) !!
ومن هنا ظهرت سوءات هذا النظام بأن إختلت الإدارة وتميز البعض بالصدفة البحتة وتحدثت فى ذلك مرات كثيرة جداً –سواء على صفحات الجرائد -أو فى الإجتماعات الحزبية –وعلى أعلى مستوى !
إلا أننا نسوق هذا الموضوع مرة أخرى ونحن أمام حلم بأن يصدر قانون للمحليات ينتظره المصريون لأكثر من عشرون عاماً والإتجاه إلى اللامركزية فى الإدارة بالأقاليم المختلفة !
لذا أرى أن أضع أمام المشرع المصرى والمنوط به صياغة التعديلات الدستورية على أن يراعى ويهتم بأن لا مجال لتقدم هذا الوطن إلا عن طريق الإدارة المحترمة المالكة لأدوات العصر فى الإدارة الحديثة !!
-ومن هنا أحلم أن أرى مصر مقسمة إلى عدة أقاليم تعتمد فى التقسيم على ما يمتلكه الإقليم من ثروات تحت الأرض وفوق الأرض بما فيها من ثروة بشرية ونوعياتها !
-أحلم أن أرى الأقاليم فى مصر لها عائد من الناتج الإجمالى المحلى لها حتى يسعى المتنافسون بين بعضهم البعض لتنمية موارد الإقليم وجذب الإستثمارات الجديدة وإستغلال الطاقة القصوى لإبنائه وثرواته !!
-أحلم أن أرى مدير للإقليم لا علاقه له بالسياسة ولكن له علاقة بإدارة موارد الإقليم حيث للسياسة أحزابها وأمناء الأحزاب وأعضاء الأحزاب !!
-أحلم بأن أرى مدير الإقليم لا علاقة له بالأمن فالأمن له مدير إقليم ومساعدى وزير الداخلية ودور الشعب ونوابه البرلمانيين الساعين لإستقراره وتنميته والحفاظ على ثرواته !
-أحلم أن أرى مدير للإقليم يعفى من وظيفته حينما يتقاعس عن تنفيذ البرنامج المعين من أجله دون تأجيل ودون تشهير !!
-أحلم أن أرى وزير أو أكثر كمسئولين سياسيين عن أقاليم مصر( الشمالى –والجنوبى –والشرقى –والغربى )!
-أحلم أن أرى مصر مؤسسة إقتصادية كبرى أسوة بما يحدث فى دول العالم الأول (الولايات المتحدة الأمريكية ) أو إحدى الدول العربية المتواضعة سابقاً (الإمارات العربية المتحدة)!

وبالعودة لبداية هذا المقال أرى بأن الإقتصاد الكلى لدولة لن ينمو ولن يقفز قفزات تؤثر فى الشارع المصرى إلا بإشتراك  الإقاليم فى ناتجها الإجمالى والعودة إلى رجل الشارع فى الإقليم من ناتجه ، وجهده ،وثرواته !
لا يمكن لمصر أن تتقدم فى ظل مركزية عقيمة فاشلة ولا يمكن أن تتقدم فى ظل لا مركزية عاجزة أو تسند فيها المناصب الإدارية كمكافأة أو (كوسة) على رأى المصريين !!
هذا هو العدل وهذه هى روشتة التنمية الشاملة ! والوقت الأن يسمح بأن نعدل فى إسلوب إدارة الدولة خاصة ونحن بصدد تطبيق لدستورنا الأخير وتلك المؤسسة الوطنية (رئاسة الجمهورية) والتى تعمل بكد لكى تعيد بناء الدولة المصرية الحديثة ولا شك بأن ما نتحدث عنه من إدارة جديدة حديثة لكل مرافق الحياة فى مصر "تمس عصب الوطن" بجد!!