بعد اعتبار مستشفى القرنة بالأقصر نائية.. أهالي البر الغربي: "مش هو ده الحل"

محافظات



القشة التي قسمت ظهر البعير، مثل أطلقوه عليها، وتشبيه حالها بنادي الزمالك، هكذا وصفوها، لما يراه أهالي البر الغربي، من تعدد للمشكلات التي تعاني منها طوال الأعوام الماضية، والتي تسعى وزارة الصحة في حلها خلال الفترة الحالية. 

وعلمت "الفجر"، أنه من المحتمل قدوم الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة، خلال الأيام المقبلة إلى الأقصر، لتفقد عدد من المشروعات الصحية التي تجرى بالمحافظة، بجانب زيارة خاصة لمستشفى القرنة المركزي، التي تعاني من العديد من المشكلات. 

ويبدو أن وزيرة الصحة درست ملف مستشفى القرنة، قبل الزيارة المرتقبة، يتضح من خلال محاولة القضاء على المشكلة الأكبر والتي تتضمن نقص الأطباء، بالقرار الذي اتخذته باعتبار المستشفى ضمن مستشفيات المناطق النائية، ويترتب على ذلك مضاعفة أجر الأطباء إلى 300%، بالإضافة إلى تعليماتها برصد المنشئات الطبية الغير مرخصة بالبر الغربي، والتي أسفرت مؤخرًا عن غلق وتشميع 12 عيادة خاصة، وشن الحملات المستمرة من التفتيش المالي والإداري لمحافظة الأقصر ومديرية الصحة للكشف عن حالات التغيب وترك العمل، ولكن هل هذا هو الحل؟ 


فكشف مصدر مسئول بصحة الأقصر رفض ذكر اسمه، لـ"الفجر"، أن قرار الوزيرة باعتبار مستشفى القرنة المركزي، ضمن المستشفيات النائية، لزيادة المرتبات إلى 300 % يعتبر مسكن للمشكلة الأكبر التي تمر بها، مشيرًا إلى أن نقص الأطباء بالمستشفى يأتي لعدم التوزيع العادل للأطباء على مستشفيات المحافظة. 


وأوضح أن قوة مستشفى القرنة تحتوي على متوسط عدد أطباء من 50 إلى 60 طبيبًا، بينما تشهد بعض أقسام مستشفى الأقصر العام ما يقارب من هذا العدد في القسم الواحد، بالإضافة إلى أن قوة مستشفى البياضية التي يتم تطويرها منذ عامين، تم الدفع بها في وحدة صحية ليصبح العديد منهم بلا عمل، مما يؤكد عدم وجود عدالة توزيع للأطباء. 

وأشار بدوي محمد، من المهتمين بشأن القطاع الصحي في مدينة القرنة، أن الوساطة والمحسوبيات هي من أدت إلى وصول المستشفى إلى هذا الحال، لعدم رغبة الأطباء في العمل بها في ظل النقص العددي، لافتًا إلى صدور العديد من القرارات طوال السنوات الماضية بتحويل أطباء إليها وإلغاءها قبل استلام الطبيب للعمل، معتبرًا قرار ادراج المستشفى ضمن المستشفيات النائية، ضعف من الوزارة التغلب على المحسوبيات، وإغراء الأطباء بمقابل مادي لجذبهم إليها. 

وأضاف أنه عند تضخم المشكلات بعلو صوت المواطنين، نجد دائمًا يتم تقديم مدير المستشفى ككبش فداء لامتصاص غضب الأهالي، مع وعود المسئولين بحل الأزمة، دون جدوى من ذلك، ليعود الوضع كما هو عليه بعد فترة وجيزة، مؤكدًا أنه بعد تفهم العديد منهم حقيقة الوضع، أصبحوا يشبهونها بنادي الزمالك، حيث شهدت المستشفى تغيير 11 مديرًا في الخمس سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى اطلاق مثل "القشة التي قسمت ظهر البعير"، لإطاحتها بوكيلة وزارة الصحة سابقًا. 


وطالب محمد حسني، بضرورة وقوف وزيرة الصحة على مشكلة مستشفى القرنة، والدفع بقوة بشرية تزيد عن 100 طبيبًا كنواب ومساعدين أخصائيين في العديد من التخصصات، لرفع كفاءتها وتقديم خدمة طبيبة متميزة لأهالي مركز القرنة، وقرى مركز نقادة التابع لمحافظة قنا، لقرب مسافتهم من المستشفى.