رامي المتولي يكتب: "قلب أمه" الأفضل فنيا فى الموسم

مقالات الرأي



السر فى استايل شيكو وماجد والمرونة فى التعاون مع نجوم كوميديا مختلفين


هناك العديد من الأوقات التى حمل الفيلم فيها الصفتين الأول فى الإيرادات والأفضل فنيًا، لكن فى موسم عيد الفطر 2018 «رقم 1» فى شباك التذاكر ليس «رقم 1» فنيًا.

«قلب أمه» هو الفيلم الأفضل فنيًا بين الأفلام الخمسة المتنافسة فى موسم عيد الفطر 2018 والذى تحول بسبب شهر رمضان والمواعيد المتغيرة إلى أهم موسم سينمائى فى العام وهو موسم الصيف، وبالتالى طبيعة الأفلام التى أصبحت تحتل موسم الصيف مختلفة وجمهورها مختلف وهذا أيضًا أحد أسباب تفوق فيلم المركز الأول فى شباك التذاكر، لكن تفوق فيلم الثنائى هشام ماجد وشيكو وتعاونهما مع المخرج لأول مرة عمرو صلاح والمؤلفين أحمد محيى ومحمد محمدى هو تفوق من نوع آخر، تفوق فنى نابع من محاولتى التطوير والتجديد المستمر اللتين تعدان منهجًا عند الثنائى مهما تغيرت مواقعهما فى العمل الفنى أمام وخلف الكاميرا.

على الرغم من كون هشام وشيكو فى موقع الممثلين فى فيلم «قلب أمه» لكنه يحمل روحهما وأفكارهما كصناع أفلام، استخدام البيئة المصرية ومزجها بأفكار خارجة عن المألوف وهذا المزج يتحول لكوميديا صارخة تعتمد بشكل كبير على المفارقات والموقف أكثر من الاعتماد على الإفيه، استخدامهما لنقل الأعضاء كموضوع حداثى ومزجه مع طبيعة الأم المصرية المبالغة فى الحماية والسيطرة، فما بين الأم «دلال عبد العزيز» التى تضيق الخناق على ابنها يونس «هشام ماجد» وحبيبته عليا «نور قدرى» وبين المجرم مجدى تختوخ «شيكو» ترتبط شخصياتهم بشكل محكم بعد وفاة والدة يونس ونقل قلبها لتختوخ الذى أصيب قلبه بعد مواجهة بينه وبين عدوه الأزلى بوهيمى «محمد ثروت»، حتى هذه اللحظة تبدو الأمور عادية عملية نقل قلب من سيدة توفيت لرجل يحتضر، لكن استغلال هذا الحدث على طريقة الثنائى جعلت من عاطفة الأمومة تتغلب على قسوة المجرم ليتحول مجدى بعد العملية لشخص ضعيف أمام يونس لا يستطيع أن يؤذيه على العكس يدافع عنه وينتصر له، من هذه الحبكة البسيطة تتولد العشرات من المواقف الكوميدية استغلالا للمفارقة بين الشخصيتين المتنافرتين المختلفتين والمرتبطتين معًا بشكل دائم لسبب لا يمكن تفسيره سوى بـ «قلب الأم» فى العامية المصرية كدلالة على الحنان ومن هذا المصطلح يأتى عنوان الفيلم المتسق مع مضمونه.

إلى جانب أسلوبهما المميز فى التعامل مع الكوميديا يتميز الثنائى بالمرونة الشديدة خاصة فيما يتعلق بتعاونهما من نجوم كوميديا مختلفين سواء فى طريقة الأداء أو الخبرة، ففى هذا الفيلم تعاونا مع نجوم برنامج SNL بالعربى محمود الليثى ونور قدرى واحمد سلطان ودعما الفيلم بعدد من ضيوف الشرف كبيومى فؤاد وحسن الرداد وأس أس ومحمود الليثى المطرب ومنهم من هو غير متوقع كالشيف شربينى الأب واستغلا كل اسم من هذه الأسماء بشكل كوميدى مترابط مع الدراما ومتسق معها دون أن يبدو أيا منهم كأنه مقحم، فى المجمل هناك ذكاء شديد فى التعامل مع الأفكار عندما يقرر الثنائى العمل فبأبسط التفاصيل والتكاليف يصنعان أفلاماً متماسكة مميزة جدًا فى التعامل مع الأفكار ومتفوقة فيما يتعلق بالسيناريو ومتوازنة فى باقى العناصر الفنية دون إفراط فى التباهى أو تقليل منها لصالح النجومية.