بدأ معلم لغة إنجليزية وفشل في التجارة.. تعرف على وزير الخارجية البريطاني الجديد

عربي ودولي



بوصول جيرمي هانت إلى منصب وزير الخارجية في بريطانيا يكون الرجل قد انتقل إلى عالم السياسة الخارجية والعلاقات الدولية بعد ست سنوات أمضاها بين الأطباء والمستشفيات، حيث شغل منصب وزير الصحة والرعاية الاجتماعية منذ العام 2012 وحتى مساء الاثنين التاسع من يوليو 2018، عندما تم تعيينه وزيراً للخارجية خلفاً للوزير المستقيل بوريس جونسون.

 

وبهذه السنوات الست التي أمضاها بين الأطباء والمستشفيات والخدمات الصحية يكون هانت صاحب أطول فترة بهذا المنصب في التاريخ السياسي البريطاني، إذ لم يسبق في تاريخ البلاد أن استقر شخص لمدة ست سنوات متتالية في منصب وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، وهو منصب يعتبر الأكثر إثارة للجدل في الشارع البريطاني، بسبب المشاكل المتفاقمة التي تعاني منها الخدمات الصحية الحكومية وخدمات الرعاية الاجتماعية.

 

وهانت، الذي ينتمي لحزب المحافظين الحاكم ويقيم علاقات جيدة مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، رجل سياسة محنك، حيث واجه أطول سلسلة إضرابات ينفذها الأطباء في بريطانيا منذ أكثر من 40 عاماً، وذلك ضمن احتجاجات كبيرة ظلت تشغل البريطانيين لشهور حتى تمكن من التوصل معهم إلى اتفاق وأدار الأزمة ببراعة فائقة.

 

ولد هانت في 1 نوفمبر 1966 بمنطقة "سوري" القريبة من لندن، ودرس لاحقاً الفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد في جامعة "أكسفورد" التي حصل منها على درجة البكالوريوس بتقدير ممتاز.

 

وبحسب المعلومات التي جمعتها "العربية.نت" من مصادر متعددة في لندن فقد بدأ هانت سنوات عمله الأولى معلماً للغة الإنجليزية في اليابان التي عاش فيها لبعض الوقت، ثم عاد إلى بريطانيا التي حاول فيها دخول عالم "البزنس" ليفشل فشلاً ذريعاً، حيث حاول تصدير بعض المنتجات البريطانية إلى اليابان لكنه لم ينجح، إلى أن أسس في العام 1991 شركة للعلاقات العامة تهتم بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وهي الشركة التي يبدو أنها كانت بداية نجاحه.

 

في العام 2005 خاض هانت الذي كان ناشطاً في صفوف حزب المحافظين الانتخابات العامة ليفوز بمقعد في البرلمان عن منطقته الأصلية "ساوث ويست سوري"، وفي ذلك العام انتبه له الزعيم ديفيد كاميرون، فسرعان ما عينه وزيراً في حكومة الظل، ومن هناك بدأ مشواره السياسي ليشارك بعد ذلك في الحكومة التي شكلها كاميرون في العام 2010، وبعدها كان مسؤولاً عن الألعاب الأولمبية التي استضافتها بريطانيا، ثم تولى مسؤولية وزارة الصحة ليصبح مؤخراً صاحب أطول مدة في ذلك المنصب بتاريخ بريطانيا، وذلك بفضل نجاحه في تجاوز كل الأزمات والمطبات التي يشهدها القطاع الصحي العمومي في بريطانيا.

 

وبمراجعة العديد من المقابلات الصحافية مع هانت، فإن الرجل المحافظ يتفاخر في أنه استطاع خفض المدة المسموح فيها بالإجهاض من 24 أسبوعاً على بداية الحمل إلى 12 أسبوعاً. وفي يونيو من العام 2013 أعلن هانت لأول مرة في تاريخ البلاد عن خطته لفرض رسوم مالية على غير المواطنين من أجل أن يتمكنوا من الحصول على الخدمات الطبية والعلاج داخل بريطانيا، وقال إن هؤلاء يكلفون البلاد نحو 200 مليون جنيه إسترليني سنوياً، وإنه يريد توفير هذه التكاليف على دافعي الضرائب.

 

وبوصول هانت إلى منصب وزير الخارجية فإن الرجل يدخل إلى دائرة الضوء والتركيز في البلاد، كما أنه بذلك يستحوذ على أحد أهم المناصب وأكثرها حساسية في هذا الوقت بالذات، خاصة أن بريطانيا مقبلة على لحظة تاريخية تتمثل في الخروج من الاتحاد الأوروبي.