ليس الركاب فقط.. معاناة إغلاق "المرج الجديدة" تطال البائعين

تقارير وحوارات



بينما يحتشد ركاب المترو أمام محطة "المرج المؤقتة" التي تقع بين منطقتي المرج وعزبة النخل، بحثًا عن وسيلة مواصلات تقلهم إلى محطتي "المرج القديمة" أو "الجديدة"؛ تخلو المحلات وعربات الباعة الجائلين من الزبائن أمام كلا المحطتين، منذ صدور قرار رسمي بإغلاق المحطة "الجديدة" واقتصار "القديمة" على الدخول فقط، نظرًا لإجراء بعض الإصلاحات والتجديدات التي قد تستغرق قرابة خمسة أشهر.

 

فأمام محطة "المرج القديمة" تقف سيدة في العقد الرابع من العمر، تدعى "سمية"، تجول بعينيها يمينًا ويسارًا، بين المقبلين على محطة المترو، ثم تلقي نظرة على بضاعتها من الفاكهة التي يقف صغارها أمامها، داعية الله أن يرزقها بقوت يومها لسد رمق أطفالها الخمسة، ممن لم يتخطى أكبرهم السابعة عشر من العمر، ولتوفير علاج زوجها المريض بالإيدز.

 



"حالي وقف وكل البياعين اللي حواليا مشيوا"، بهذه العبارة وصفت السيدة الأربعينية، حال الباعة في المنطقة المحيطة بالمحطة "القديمة"، منذ بدء تطبيق القرار، حيث بات المارة يكتفون بتوفير ثمن المواصلات التي ستنقلهم إلى وجهتهم بدلًا من المترو، متجنبين حمل أكياس الفاكهة الثقيلة، التي تزيد عبء حركتهم.

 

على بعد أمتار من "بائعة الفاكهة"، يجلس الحاج "إسماعيل" متأثرًا بعذوبة صوت الشيخ على إذاعة القرآن الكريم التي اعتاد تشغيلها كل صباح أمام محل عصير القصب الذي يملكه، حيث يمضي وقته بين الاستماع إليها وتقطيع الفاكهة بتمهل، بعدما انتابه الملل بسبب الركود الذي ساد المحل، جراء توقف محطة المترو عن العمل.




"محدش بقا يدخل يشرب كوباية العصير اللي تنفعه في الجو دا.. لأن الناس بقت تركب الأتوبيس من وإلى المحطة والمحل بتاعي في نص الطريق"، هذا ما يراه "إسماعيل"، فبالرغم من أن محلات العصير لاتخلوا في كل المواسم من الزبائن، خاصة في فصل الصيف، إلا أن الهدوء الذي ساد الشارع تسبب في انقطاع أقدام المارة عن المحل.

 

ولم يختلف الوضع كثيرًا أمام محطة "المرج الجديدة"، حيث تحول مقر شباك التذاكر إلى فرشة "أم محمود" التي تستظل بها من أشعة الشمس الحارقة لفرز فاكهة المانجو بلامبالاة، بعدما انتابها الإحباط لعدم مرور زبون واحد عليها منذ الصباح:"الناس ممكن تعدي تسألني الكيلو بكام وبعدين تقول هشوف الأول في المرج القديمة".