بريطانيا تعد خطة جديدة لبريكست.. وشركة جاغوار توجه تحذيراً شديداً

عربي ودولي



انضمت شركة تصنيع السيارات الشهيرة جاغوار لاند روفر الخميس إلى المحذرين من أن إقامة حواجز جمركية جديدة مع أوروبا من شأنه أن يعرض آلاف الوظائف واستثمارات بالمليارات للخطر، في وقت تبدأ الحكومة البريطانية اجتماعاً حاسماً لاتخاذ قرار بشأن العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست.

وقبل يوم على ترؤس تيريزا ماي اجتماعاً لحكومتها المنقسمة للخروج بموقف مشترك، قال مساعدوها إنها وضعت خطة تسوية جمركية لتخفيف إجراءات التجارة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست في مارس 2019.

وخلال لقائها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين قالت ماي إن "الاجتماع الحكومي سيتخذ القرار بشأن طريقة أساسية للمضي قدماً ستسمح بتسريع خطوات المفاوضات"، ولكن الخطة الجمركية سرعان ما واجهت مشكلات، ولفتت تقارير إلى أن وزير بريكست ديفيد ديفيس أبلغ ماي أن المقترح غير عملي ولن تقبله بروكسل.

وفيما تشهد الحكومة انقسامات والاتحاد الأوروبي ينتظر بقلق، حذرت مجموعات إيرباص وبي.إم.دبليو وسيمنز في الأسابيع الأخيرة من أنها قد تنقل استثماراتها من بريطانيا ما لم يضمن الاتفاق النهائي لبريكست استمرار حرية التجارة عبر القناة الإنكليزية.

وقال المدير التنفيذي لشركة جاغوار لاند روفر المملوكة من شركة تاتا موتورز الهندية إن "قلبها وروحها في المملكة المتحدة"، وأضاف رالف سبيث في بيان "لكننا مع شركائنا الموردين، نواجه مستقبلاً مجهولاً، ما لم تحافظ مفاوضات بريكست على تجارة حرة وبدون عقبات مع الاتحاد الأوروبي والوصول بلا قيود إلى السوق الموحدة".

وتابع "نحن بحاجة في شكل عاجل لضمان أكبر لمواصلة الاستثمار بقوة في المملكة المتحدة وحماية مزودينا وزبائننا وموظفينا البالغ عددهم 40 ألفاً في بريطانيا".

ومنذ تصويت البريطانيين في استفتاء في يونيو 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي، تواجه الحكومة مشكلة شائكة تتعلق بالخيار المفضل للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وكانت ماي قد تعهدت بانفصال تام والانسحاب من الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، واللذين قيدا بريطانيا بقوانين وضعت في بروكسل.

وفيما يمنح ذلك الانفصال الجذري بريطانيا حرية وضع سياستها التجارية، يهدد في الوقت نفسه بعرقلة قطاع الأعمال ويعارضه العديد من النواب المحافظين في حزب ماي، ولم ترد بعد تفاصيل ما تسميه ماي "ترتيبات جمركية تسهيلية" لكنها تستمد عناصر من خطتين جمركيتين قائمتين رفضت بروكسل كليهما.

وأشار المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الذي تولت بلاده مؤخراً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اليوم إلى إمكان تمديد المفاوضات حول بريكست لمنع بريطانيا من مغادرة الاتحاد قبل التوصل إلى اتفاق.

ويزداد القلق حول احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق وهذا يعود أولاً إلى مسألة إيرلندا الشمالية الشائكة وكيفية تجنب عمليات التدقيق على الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.

وقال كورتز خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية في فيينا "آمل في أن نتوصل إلى تسوية ملف إيرلندا الشمالية والحدود، في حال لم نجد حلاً فإنني أدعو إلى مواصلة المفاوضات لتفادي بريكست قاس".

ومن جهته قال كونسورسيوم تجار التجزئة إن "نصف المواد الغذائية لبريطانيا مستورد، ومعظمها من الاتحاد الأوروبي، وتلك السلع تعتمد على علاقات تجارية معقدة وحساسة"، وعدم التوصل لاتفاق حول بريكست سيكون له تداعيات مؤلمة على المستهلكين في المملكة المتحدة وكذلك على المنتجين في الاتحاد الأوروبي، بحسب ما كتب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لبريكست ميشال بارنييه في رسالة لماي.

وقال سبيث إن "اتفاقاً سيئاً للخروج من الاتحاد الأوروبي يعيد إقامة حواجز بين بريطانيا وأكبر شركائها التجاريين سيكلف جاغوار لاند روفر خسارة أكثر من 1.2 مليار جنيه (1.6 مليار دولار، 1.3 مليار يورو) من الأرباح سنوياً"، وحذر أنه "نتيجة ذلك، علينا أن نقوم بتعديل سياستنا الإنفاقية بشكل كبير"، لافتاً إلى أن جاغوار لاند روفر تعتزم استثمار 80 مليار جنيه إسترليني في السنوات الخمس المقبلة.

وأضاف "وسيكون ذلك في خطر في حال واجهنا نتيجة سلبية"، ووصف وزير الأعمال التجارية غريغ كلارك الذي حض زملاءه الوزراء في الحكومة على أخذ مخاوف الشركات بجدية، شركة جاغوار لاند روفر بأنها "قصة نجاح بريطاني عظيمة"، وكتب على تويتر "نحن مصممون على ضمان تمكنها من مواصلة الازدهار والاستثمار في بريطانيا".

وكشفت الشركة الشهر الماضي إنها ستنقل جزءاً من إنتاجها لطراز لاند روفر ديسكوفري إلى سلوفاكيا، ما قد يؤدي إلى خفض عدد الموظفين المؤقتين، وقالت المتحدثة باسم حزب العمال المعارض لشؤون الشركات، ريبيكا لونغ بايلي "هذا التحذير الشديد من إحدى جواهر تاج صناعة السيارات البريطانية يجب أن يكون جرس إنذار لتيريزا ماي وحكومتها".