محمد زائيري: استشراف وبناء المستقبل بأفكار ملهمة يحتاج إلى تفكير خلاق

الاقتصاد




أكد البروفسور محمد زائيري الرئيس التنفيذي للمركز الأوروبي لإدارة أفضل الممارسات ومقره المملكة المتحدة، أن مفهوم "التميز" بمعناه الإداري يحتاج عملية مراجعة مستمرة ليبقى متوائماً مع العصر الجديد، والذي يحتاج الانتقال من مفهوم التميز العادي ونتائجه المتوقعة، إلى نموذج جديد وتفكير تحولي خلاق لتحقيق الرؤى بشكل أسرع، وصولاً إلى استشراف وبناء المستقبل بأفكار ملهمة.

وتطرق زائيري خلال جلسة "أهمية التميز وأثره العالمي في مستقبل الدول" ضمن الجلسات الافتتاحية لمؤتمر مصر للتميز الحكومي ، إلى أصل وأهمية مفهوم التميز المؤسسي، حيث تناول الموضوعات المتعلقة بكيفية تبني التميز في أنحاء العالم المختلفة وفائدته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأثره على جودة الحياة، وعلاقته مع الجودة والإنتاجية والقدرة التنافسية، وكيف يمكن أن يساعد في تشكيل مستقبل الأمم.

كما تطرق أيضاً إلى التميز وعلاقته بالناتج المحلي الإجمالي، وبعناصر اقتصادية متنوعة من تحديد القيمة إلى تأثيره على البضائع والخدمات، وعلاقته بالأداء الاقتصادي وارتباطه بالمقاييس، والأداء الاقتصادي.

وقدم البروفسور زائيري رؤيته للتميز وتأثيره على النمو الاقتصادي والتنافسية، مستعرضاً تصنيف عدد من الدول حالياً وتوقعاتها المستقبلية، معتمداً على معلومات معيارية مقارنة من مركز الأبحاث الاقتصادية والتجارية “cebr” ومجلة “CEOWORLD” . كما تحدث عن دعم التميز لتنافسية الدول، وتطرق إلى مؤشرات الجودة والتميز المؤثرة على القدرة التنافسية، من خلال العلاقة بين الجودة والسرعة والكفاءة وانعكاسها على التكلفة.

وخلال الجلسة قام محمد زائيري باستعراض دراسة حالة على اليابان والتي قامت باختيار الجودة كأساس لبناء المستقبل منذ سنة 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث قامت قوات الاحتلال الأميركية لليابان، بإحياء وإعادة هيكلة قطاع معدات الاتصالات، وتأسيس مختبر لفحص المعدات ووضع معايير صارمة لجودة المنتجات.

وتطرق أيضا إلى مجموعة جوائز مرتبطة بهذا المجال مثل جائزة ديمينج، وجائزة التميز في اليابان، وانتقل منها إلى حركة الجودة في الولايات المتحدة.

كما ركز على أهمية التميز في المجال السياسي وبالذات في رئاسة الولايات المتحدة، لينتقل في حديثه إلى جائزة مالكولم بالدريج" الوطنية للجودة وقيمها ومفاهيمها الأساسية، ليستعرض بعدها حركة الجودة في أوروبا، والتي بدأت مع الآباء المؤسسين للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة سنة 1988 من قبل رؤساء 14 دولة أوروبية رئيسية، وبتأييد من المفوضية الأوروبية، لينتقل المحاضر بعدها للحديث عن الجائرة الأوروبية للجودة، تلاها التطرق إلى تجارب أخرى مثل الصينية والهندية والسنغافورية.

وتحدث محمد زائيري عن الأثر العالمي المتولد عن التميز والمتمثل في فرص العمل الناتجة عنه، والأرواح التي تم إنقاذها، والزيادة في المبيعات والأرباح والحصة السوقية، وتحسين التعليم والعائد على الاستثمار، ونقل المعرفة، ومشاركة أفضل الممارسات.

وأشار إلى الدراسات العالمية التي أثبتت تأثيرات وفوائد التميز، ومنها دراسة اتحاد العلماء والمهندسين اليابانيين، ودراسة برادفورد، ودراسة المعهد الوطني للمعايير والتقنية، ودراسة سنغهال وهندريكس، لينتقل منها إلى دور الجودة والتميز في رسم ملامح المستقبل، والانتقال من التركيز على المنتج والخدمة إلى مفهوم خلق القيمة، ليصل منه إلى سيرورة التميز المؤسسي من ثورة الجودة الأولى إلى ثورة الجودة 4.0، وكيف انتقل المفهوم من "الجودة في حياتنا" إلى "جودة الحياة"، وعلاقة ذلك بمستويات مختلفة من الاحتياجات المادية والنفسية والعاطفية والروحية.
كما استعرض تاريخ تطورات الجودة وعلاقتها بالثورات الصناعية، وفق ما أسماه "ثورة الجودة" والذي ابتدأ مع استخدام الآلات والطاقة المائية والبخارية، ومن ثم تأثرها بالإنتاج الشامل وخطوط التجميع والطاقة الكهربائية، وفي مرحلة أخرى الأثر الذي أحدثته الحواسيب والأتمتة، وصولاً إلى يومنا الحالي، حيث بتنا نملك أنظمة الكترونية ورقمية.

واختتم البروفيسور زائيري الجلسة مذكراً بمقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جاء فيها: "وظيفة الحكومات خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم.. نعم وظيفة الحكومات هي تحقيق السعادة".

ويشغل البروفسور محمد زائيري مناصب عدة منها: مستشار أول في مكتب رئاسة مجلس الوزراء في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس لجنة التحكيم في برنامج أبوظبي للتميز الحكومي وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز وبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، وهو أحد أهم الرواد والخبراء العالميين في مجال الجودة الشاملة وإدارة التميز وأهم المؤثرين في فكر إدارة الجودة بخبرة تزيد عن 35 عاماً