صلاة «المسلمية» آخر افتكاسات «الصوفية».. المجلس الأعلى يتنصل.. ومتابعون: «متظلموهمش أكيد واكلين بط وبيهضموا»

تقارير وحوارات



مجموعة أشخاص، بقرية طناح التابعة لمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، يتبعون طريقة المسلمية الصوفية، يتراقصون في حلقة ذكر، يمينا وشمالًا، على أنغام صوفية، يتمتمون كلمات يتعارفون عليها فيما بينهم، يشكلون «مربع ناقص ضلع»، وفجأة يجلسون، ويردد قائدهم تكبيرة الصلاة، ويتبعونه وأجسادهم ما زالت تتمايل، يركعون ويسجدون، ويحيط بهم الأهالي يشاهدون ما يبتدعه هؤلاء ويسجلون لهم المقاطع المصورة، كأنهم بهلوانات في السيرك.

الصلاة أحدثت صدمة كبيرة لمن شاهد هؤلاء الأشخاص، والذين تُدَاولت مقاطع الفيديو المصورة لهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبسببها انتابتهم حالة من الغضب والاستياء.

ويتم الاحتفال بمولد الطريقة المسلمية، في مسجد القرية التي يبلغ تعداد سكانها نحو 60 ألف شخص، التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية، خلال الأسبوع الأول من شهر شوال من كل عام.

وأقيم الاحتفال هذا العام، بمشاركة أتباع ومريدي الطريقة على مدار يومين، مدشنين عدة سرادقات وساحات بجوار المسجد التابع لهم وكان ما حدث طقوسا للطريقة.

ويحتفل أهالي القرية بالمولد، منذ قرابة 40 عامًا، ويأتي له أتباع الطريقة من جميع أرجاء الجمهورية.

وائل المسلمي، نائبًا للطريقة عن 3 محافظات، هي: الدقهلية، ودمياط، والغربية، وهو خادم لمسجد وضريح محمد المسلمي بالقرية.

وتُعد الطريقة إحدى الطرق المعترف بها من قِبل المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، أسسها الشيخ سليم أبو مسلم، منذ 700 عام، وسميت بـ«الخلوتية»؛ لأن مؤسسها كانت له خلوة دينية خاصة، وبعيد عن أعين الناس. 

وبحسب أهالي القرية، فقد لد سليم أبو مسلم، في همذان، الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية، والمشهورة باتباع معظم سكانها للمذهب الشيعي فهي مركز مهم من مراكز الشيعة، في إيران، في أثناء الحكم العباسي.

وسافر إلى مصر، ومعه عدد كبير من أتباعه، ليستقر به الأمر في الدقهلية، بقرية كفر أبو مسلم، وهناك تزوج بأخت الشيخ عبد القادر الجيلاني، لنجب منها 4 أبناء ذكور: «عبد الله وصالح وعلوان ومسلم»، لكن توفيت زوجته عقب إنجاب نجلها الأخير، فتزوج بعدها شقيقة القطب الصوفي الشهير أحمد البدوي، وأنجب منها بنتين.





الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أوقف نائب الطريقة المسلمية بقرية طناح، وائل المسلمي، عن ممارسة أي نشاط صوفي، داخل مصر، وإحالته للتحقيق، عما صدر منه من ارتكاب أفعال مخالفة للشرع والقانون.

وفي بيان للمجلس الأعلى الطرق الصوفية، أحال «القصبي»، المشاركين، في الواقعة، للتحقيق، معتبرًا إياه، خروج عن المنهج الصوفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله الكريم، ويعد إساءة إلى جموع أبناء الطرق الصوفية والمسلمين أجمعين.

«تلك الأفعال تتنافى مع القواعد الشرعية والأصول الصوفية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم»، يضيف «القصبي»، رافضًا البدع والخرافات التي لا تمت بصله إلى المنهج الصوفي.

وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، الشيخ طه زيادة، كشف عن إحالة عامل المسجد، المسؤول عن هذه الطقوس، إلى التحقيق فورًا، واتخاذ الإجراءات القانونية معه، وذلك لأن التزامه في العمل لا بد أن ينعكس على الشارع، رغم أن الواقعة لا تتبع الوزارة، وحدوثها خارج المسجد.

وأوضح أنه تم تنظيم قافلة من مشايخ الأوقاف لتوعية أهالي القرية من تلك الطقوس الغريبة والتي هي خارجه عن الدين ورغم أنها تمتم بعيد عن المسجد، إلا أنه ينبغي توعية المواطنين منها.

وألقى رجال مباحث الدقهلية، القبض على الأشخاص المشاركين، في الفيديو من بينهم وائل المسلمي، عامل المسجد ونائب الطريقة.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أبدوا استيائهم وسخريتهم من مقاطع الفيديو المتداولة.

بداية تقول ولاء يوسف مستغربة: «معلش سؤال هم بيوزعولهم الحشيش ببلاش».

وتساءل مصطفى علي، «مولد مين شوهتوا الإسلام والمسلمين يا أهل البدع والضلال الله ياخدكم جميعا؟».

بينما سخر خالد عبد الراضي: «يا جماعة ما تظلموش الناس الطاهرة دي، دول كانوا واكلين بط ومش عارفين يهضموه».

آدم حمادة، يضيف «ده استهزاء ودينا  بريء من التخلف وصلاتنا فقط في الجوامع وده يتعمل على سطوح بيته؛ لأن ده يفرح بيته واللي معاه».

«لا إله إلا الله، والله العظيم الدين بريء من كل اللي بيحصل في العالم، ‏نفس الطريقة الشيعية» يعلق يوسف خالد.