وزير الاقتصاد الليبي يكشف موعد استئناف إنتاج الهلال النفطي

عربي ودولي



كشف منير عصر، وزير الاقتصاد والصناعة الليبي، أن منطقة الهلال النفطي ستعود إلى معدلات إنتاجها سريعا، رغم بعض الأضرار التي أصابت صهاريجها وخزاناتها، عقب الهجوم الذي قاده الإرهابي إبراهيم الجضران المدعوم من قطر، والعصابات التابعة له.

واعتبر وزير الاقتصاد الليبي، في حوار مع "العين الإخبارية"، أن الهجوم على الهلال النفطي في هذا التوقيت ليس مصادفة، وإنما يعكس رغبة من قبل تلك الجماعات، ومن يمولها، في عرقلة الانتخابات، المتوقع إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، والنيل من اقتصاد البلاد، الذي بدأ يتعافى مع زيادة إنتاج النفط الليبي إلى أكثر من مليون برميل.

وأكد عصر، خلال الحوار، أن الجماعات المسلحة التي حاولت تخريب "الهلال النفطي" مدعومة من الخارج لضرب الاقتصاد الليبي وعرقلة أي انتخابات قادمة، مضيفا أن ليبيا دائما بيئة مواتية للاستثمار، وبها قطاعات واعدة، مثل النفط والكهرباء والمياه الجوفية والزراعة.

وإلى نص الحوار:
كيف ترى تحرير الهلال النفطي من قبضة الإرهابيين؟
يعرف الجميع أن الاقتصاد الليبي كان ولا يزال اقتصادا ريعيا، يعتمد على النفط كمورد ودخل أساسي للبلاد، وتعاني ليبيا من كل صور الإرهاب، وهي تحارب الإرهاب نيابة عن العالم.

الإرهابيون وممولوهم يسعون دائما إلى خلق أزمة مفتعلة بالزج ببعض العصابات للهجوم على منطقة الهلال النفطي، وذلك بهدف تدمير الاقتصاد الليبي وخلق مناوشات وفوضى داخل البلاد.

فمع الحديث عن اقتراب موعد الانتخابات الليبية تزايدت الأعمال الإرهابية التي تنفذها الجماعات المسلحة المدعومة من دول لها مصالح بالمنطقة، وتحاول تدمير الاقتصاد الليبي من خلال هذه الأزمات.

والهلال النفطي طبعا أحد الموارد الرئيسية في ليبيا، بل يعد أحد المصادر الكبيرة لإنتاج النفط، وبالتالي فإن الضربات التي تستهدف هذه المنطقة تحديدا، وفي هذا التوقيت، تعني أنها موجهة بالأساس لضرب الاقتصاد.

مَن يقف وراء الجماعات المسلحة في ليبيا؟
لا يخفى على الجميع أن هذه الجماعات الإرهابية مدعومة من عدة دول في المنطقة وبعض الدول الأجنبية.
ونتعجب أن يتم حظر الأسلحة على الجيش الوطني الليبي مقابل وجود أسلحة متطورة في يد الجماعات الإرهابية، ونحن هنا نناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يعيد النظر في ذلك، فمن يمول هذه الجماعات؛ هذا ملف كبير يجب أن يُفتح.

كم تبلغ الخسائر النفطية منذ هجوم مليشيات الجضران؟
تشير إحصائيات مؤسسة النفط الليبية، إلى أنه لو استمر وجود الإرهابيين في المنطقة لوصلت خسائر عوائد النفط إلى 100 مليون دولار شهريا، فضلا عن خسائر تدمير بعض الخزانات والمنشآت النفطية الأخرى.

إنتاج النفط الليبي تأثر سلبا عندما كانت المليشيات مسيطرة على المنطقة، ووصل إلى 300 ألف برميل، لكن مع تحرير الجيش الوطني الهلال النفطي أخذ الإنتاج يتعافى وتجاوز المليون برميل.

وعندما كانت البلاد مهيأة للوصول إلى معدلات إنتاج تصل إلى أكثر من 2 مليون برميل، لم يرق ذلك للجماعات الإرهابية ومموليهم من خلفهم، فأخذوا يعدون العدة لإخراج ليبيا من دورها في إنتاج النفط وتسويقه.

برأيك.. لماذا تركز المليشيات الإرهابية على الهلال النفطي؟
توجد معطيات سياسية واقتصادية خلف هجوم العصابات الإرهابية على منطقة الهلال النفطي، فالاقتصاد الليبي في طريقه للتعافي مع استئناف الإنتاج النفطي، وهو ما لا يروق لبعض الدول أن تدخل ليبيا سوق النفط مرة أخرى.

وحول ما يتعلق بالناحية السياسية، أرادت بعض الجماعات في ليبيا والدول الداعمة لها خلط الأوراق مرة أخرى، عندما بدأت مؤشرات الاستقرار تلوح في الأفق مع الإعلان عن إجراء الانتخابات.

متى يستأنف العمل في منطقة الهلال النفطي؟
منطقة الهلال النفطي شهدت أكثر من محاولة للسيطرة عليها أو تخريبها من قبل بعض الجماعات الإرهابية، لكنها كانت قادرة في كل مرة على تضميد جراحها سريعا، والمضي قدما إلى استئناف عملها في وقت قياسي.

الفترة التي كان معلنا فيها، وفق المقاييس العالمية، أن تسترد ليبيا عافيتها بالنسبة لإنتاج النفط أطول من الفترة التي حققت فيها البلاد ذلك فعليا. ومن ثم، أعتقد أن ليبيا ستسترجع عافيتها قريبا.

هل باتت ليبيا بيئة مواتية للاستثمار في الوقت الراهن؟
ليبيا، وفق المقاييس الاقتصادية، كانت دائما مهيأة للاقتصاد، وأصبحت المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المؤقتة والجيش الوطني الليبي جاهزة للاستثمار في الوقت الراهن.

وتم إصدار قانون جديد لتسيير إجراءات الاستثمار وجذب المستثمرين، ونحن بصدد تطويره وتشكيل ورش عمل لتلافي بعض المشكلات التي قد تظهر عند تطبيق القانون، بالإضافة إلى دراسة تجارب بعض الدول حول الاستثمار.

ما أبرز القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها؟
يمكن للمستثمر أن يعمل على المناطق الحدودية؛ فليبيا بوابة لأفريقيا، وهي أيضاً تطل على ساحل طويل جدا في مواجهة أوروبا.

وهناك أيضاً قطاع النفط، حيث تحتل ليبيا مكانة متقدمة من احتياطي النفط الأحفوري، بالإضافة إلى إمكانية استغلال الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، فضلا عن الاستزراع السمكي.

يذكر أن احتياطات النفط في ليبيا هي الأكبر في قارة أفريقيا، وتحتل المرتبة التاسعة بين 10 دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلد في العالم، وتتركز أغلب احتياطاتها تلك في منطقة الهلال النفطي.

وفي محاولة بائسة للسيطرة على "الهلال النفطي"، شن الإرهابي إبراهيم الجضران، المدعوم من قطر، والعصابات التابعة له، في 14 يونيو الجاري، هجوما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الصهاريج والخزانات، قبل أن تتمكن قوات الجيش الليبي، الخميس، من بسط السيطرة الكاملة على المنطقة وإخماد النيران بها.