محافظ بني سويف: "مدينة الدواء" ستفتح آفاقاً نوعية في الاستثمار والبحث العلمي

محافظات




قال المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، إن المحافظة تسير بخطى متلاحقة للبدء في تنفيذ أول نموذج في مشروع مدينة الدواء على مساحة 69 ألف فدان، والذي سيتم تنفيذه على أسس الإستدامة والتنمية المتكاملة، ويعتبر تجربة نوعية تتبناها المحافظة لتحقيق أفضل استثمار للميزات النسبية والتنافسية التي تذخر بها بني سويف، خاصة في مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية، والتي تستحوذ فيها على نسبة جيدة من حصة مصر التصديرية في هذا المجال، حيث يُزرع فيها حوالى 11 ألف فدان بهذا النوع من النباتات.

وأكد محافظ بني سويف، على أن المشروع سوف يفتح آفاقًا تنموية جديدة ومتنوعة على أرض المحافظة، خاصة في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة والاستثمار والنهضة الزراعية وفرص العمل، وفي مجالات الدفع بالاقتصاد القومي وتوفير العملات الصعبة، فضلًا عن فتح آفاق رائدة في مجالات البحث العلمي، حيث يعتبر المشروع نموذجًا عمليًا يستفيد ويفيد العديد من الأبحاث والباحثين في هذا المجال.

جاء ذلك خلال لقائه اليوم، بوفد من جامعة هيليوبوليس التابعة لمؤسسة "سيكم" للتنمية، لوضع الخطوات العملية والبرنامج التنموي لتنفيذها ضمن بروتوكول تعاون سيتم توقيعه بين الأطراف المعنية والمشتركة في تنفيذ أول نموذج عملي لمشروع مدينة الدواء على مساحة 2000 فدان ضمن مساحة الـ69 ألف فدان المستهدفة بالمشروع.

وأوضح محافظ بني سويف، محددات ورؤية المحافظة في تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أن العالم يتجه بشكل مطرد نحو تحقيق التنمية المستدامة التي توفر مقومات الحفاظ على البيئة مع تحقيق التنمية الاقتصادية، وهو ما ركزت عليه مصر في رؤيتها 2030 للتنمية، مضيفًا أن العالم أيضًا في سبيل ذلك يتجه بقوة نحو الاعتماد كليًا على الطبيعة في إنتاج الدواء، والذي يعنى إمكانية أن تكون بني سويف رقمًا هامًا في هذه المعادلة.

وأشار المحافظ، إلى الهدف العام من المشروع وكذا الأهداف الفرعية له، موضحًا أن المشروع يهدف بشكل عام إلى إيجاد نموذجً تنمويً رائد، وهو عبارة عن مجتمع زراعي صناعي عمراني متكامل على مساحة 69 ألف فدان، حيث تمتلك بني سويف كافة المقومات اللازمة لذلك، مثل الموقع والمقوم الزراعي "من خلال تميزها في مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية"، فضلًا عن المورد البشري الذي تحظى به المحافظة.

وتابع المحافظ حديثه، قائلًا: أن المحافظة لديها أيضًا رسالة واضحة بجانب الرؤية تعمل من خلالها في تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أهم مكوناتها، مثل توجيه رسالة بأنه يمكننا استغلال ما لدينا من مقومات في تحقيق النهضة، واعطاء مثالًا عمليًا لقدرة المجتمع بكافة إمكانياته البشرية والأكاديمية والبحثية على أن ينمو ويرتقي، لافتًا إلى أن النجاح في المشروع بلاشك يعني أن بني سويف ستكون قاطرة للتنمية ونقطة انطلاقة للتنمية المستدامة في مصر.

وعلى صعيد خطة العمل لتنفيذ أول نموذج للمشروع بالتعاون مع جامعة هيليوبوليس، أكد المحافظ، على أهمية أن تحتوي على خطوات تنفيذية عاجلة مثل الدراسات الخاصة بالتربة والمياه والظروف المناخية لموقع المشروع، مع توفير بحث دقيق عن أفضل الزراعات ذات القيمة المضافة والعائد الاقتصادي العالي، وذلك وفقًا لدراسات الموقع والتوجهات السوقية والأبحاث العلمية في هذا المجال، وكذا تقديم دراسات عاجلة لكيفية تحقيق أعلى قيمة مضافة عن طريق الاستخلاص والتصنيع من الزراعات المتوافرة حاليًا مع بحث تطبيق نظام الزراعة التعاقدية والاستفادة من مميزات هذا النوع.

وشدد المحافظ، على أهمية دراسة امكانية توفير مصادر متنوعة للطاقة مع دراسة الجدوى الاقتصادية لكل نوع، بالإضافة إلى وضع تصور تخطيطي لتحقيق التنمية العمرانية والاستثمار في العنصر البشري وفقًا لمحددات التنمية المستدامة، فضلًا عن أهمية وضع دراسة لبعض المشروعات الهامة التي تخدم أهداف التنمية المستدامة مثل إعادة تدوير المخلفات النباتية والحيوانية لإنتاج السماد العضوي، ووضع آليات تطوير نظم الاستخلاص والتقطير، وأليات تشجيع صغار المستثمرين للاستثمار في المجال.

وطالب المحافظ، بأهمية تحديد برنامج زمني ومرحلى لكل هذه الخطوات، مع تحديد دقيق لكل مهام واختصاصات ومسؤوليات كل طرف ساهم في إنجاز المشروع والاستفادة من كل الإمكانات المتاحة لدي كافة الجهات المحلية وخارج المحافظة.

حضر الاجتماع من جامعة هيليوبوليس كل من الدكتورة مها سلامة وكيل كلية الصيدلة، والدكتور رزق حمودة وكيل كلية الهندسة، والدكتور صابر هنداوي مستشار سيكم في مجالات الزراعة، وعمر الدهان مساعد رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والعلاقات الدولية، وماجد المشتولى ممثل الشؤون القانونية، فضلًا عن التنفيذيين المعنيين بالمحافظة وهم: نهى محمد مدير التعاون الدولى، والمهندس عمر يوسف وكيل وزارة الزراعة، والمهندس على عبدالحفيظ وكيل وزارة الرى، والمهندس مصطفى راشد مدير عام مديرية الزراعة، والدكتور ياسر علي مدير مركز بحوث سدس.