زوجة سيد مكاوى تكشف أسرارًا في حياته لـ"الفجر": لا يعترف بالاكتئاب وصاحب "نكتة.. ويعشق "السادات"

تقارير وحوارات



أحمد زكي حاول تجسيد "مكاوي".. وخالد الصاوي الأنسب حاليًا لتلك المهمة

 

اللفظ الخارج يزعجه كثيرًا.. ويرى أن الاكتئاب مرض "المرهفين"

 

أحلامه كانت بسيطة.. وكان ملم بالأمور في الشأن السياسي

 

يعشق بيتهوفن.. وكان سيفزع إذا حضر ثروات الربيع العربي

           

بمجرد أن تدخل منزله الذي يقع في حي العجوزة بشارع يغلبه الهدوء، تجده قطعة فنية وكأنك دخلت متحف فنى تراثى، فحوائطه تمتلىء باللوحات الفنية المرسومة، والتحف التراثية، وصوره هو العائلة التي تلفت انتباه أي شخص.

 

وكشفت زوجة سيد مكاوي "زينب خليل"، صاحبة الطلة المُبهرة الأنيقة، العديد من الأسرار حول حياة الفنان الراحل سيد مكاوي، مؤكدةً أنه كان صديق للعديد من الفنانين الكبار أبرزهم أم كلثوم، وصلاح جاهين، كما أنه مُلم بالشأن السياسي بشكل كبير.

 

سيد مكاوى.. شيخ الملحنين، المبدع الذى أنار ساحة الغناء والتلحين، أصيب بالرمد منذ السابعة، وأصبح كفيفاً، ولكنه أنار أسطورة الغناء، بألحانه وصوته الملىء بالشقاوة، جعل أسمه خالد عبر الزمن، هكذا تحدثت زوجتة عنه بصوت يملئه الشغف والحب والحنين، بأنه أهم ما فى حياتها، وأنه عانى منذ بدايته، وبدأ كمقرىء للقرآن، ثم أحب الموسيقى، وساعد نفسه فى تعلمها، حيث بدأ فى تلحين التواشيح، حتى ألتحق بالأذاعة وصار الملحن سيد مكاوى، قائلة: "كنت فى بلدنا وكان الراديو والسينما الأساسى فى حياتنا، وقبل رؤيته سمعت له أنشودة بصوت محمد الفيومى بأسم تعالى الله من كلمات الشريف الراضى وألحان سيد مكاوى، كان خيالى عنه رجل كبير ومعمم، إلى أن جئت إلى القاهرة وقابلته، وكنت ذاهبه لرسمه، فوجده بلبل لطيف، وكان وقتها ملحن لمعظم الفنانين من ليلى مراد، ونجاة، وشادية".

 

وتحكى عنه فى رمضان بأنه كان يحب كل صوت جميل يقرأ القرآن ، وأبرزهم "محمد رفعت، والمنشاوى، مصطفى اسماعيل"، كان يقضى شهر رمضان مثل أى إنسان، ويحرص على فطار العائلة مع أولاده وأحفاده، وكان الراديو غذائه فى رمضان وفى كل حياته، كما كانت سهراته ومقابلاته وعمله يقل فى رمضان، ويحرص على طقوسه الدينيه، مؤكدة بأن نظامه فى الحياه مختلف، حيث كان ينام بالنهار، والليل كان حياته، كما أن ثقافته السمعيه معظمها جاءت من الردايو ثم الأصدقاء ، فكان يحرص على سماع كافه البرامج من الأدب للعلوم، والطب، والفنون، وعلمنا كيف نحترم السمع، ويردد بأن الله قدم السمع حين قال: "إنما السمع والبصر والفؤاد"، فهو مثقف مصرى ملم بالعالم الخارجى، ينهل للموسيقى الكلاسيك، متابع لثقافة الغربية يعشق "بيتهوفن، وموزار، والموسيقى التركى"، وكان يقوم بترتيب الاسطوانات ويعرف أماكنهم بنفسه، بجانب كونه مخزن للتراث من أبو العلا محمد، والشيخ على محمود.

 




وعن برنامج المسحراتى.. قالت: بأن الإذاعة المصرية أعدت مسابقة للمحلنين الشرقيين، وفاز بها سيد مكاوى ، وكان البرنامج يمثل أهمية كبيرة فى حياته، ويحرص على حفظ الكلمات، وامتصاصه لها ومعايشتها، فرغم أن النغمة واحدة ولكن حفظ الكلام والتعبير عنه ليس سهل، وكان يقدم البرنامج ببساطة شديدة، مما ترك بصمة فنية هامة في التراث الموسيقي الشرقي، حيث كان يلحن عن طريق سمع الكلمات بعد تسجيلها على الكاسيت، وبعد سمعها أكثر من مرة يعيش فيها ويمتصها إلى أن يخرج اللجن ، ويختلف المعايشة مع كل لحن عن الأخر، لكافة الشعراء من أحمد رامى، لعبد الوهاب، صلاح جاهين،  فى صورة أفكار وليس مجرد كلام مرصوص، وذلك من خلال حجرته الخاصة بيه فى المنزل ، وكان يجمع الجميع حوله دون أنعزال، وفى وسط الدوشة كان يفصل نفسه ويلحن.

 

وتروى عن حياتها التى عاشتها معه والتى وصلت لـ 43 عام ، قائلة: "تزوجته وكان الفرق بيننا 13 سنة، حيث كان أهم ما فى حياتى من ألحانه، وتهيئته، سفرياته، نجاحه، وكان خفيف الظل، وزوج مثالى، كريم ، لسانه سكر، يفضلها عليه فى كل شىء، "لو فيه لقمه حلوة فى أيده هيدهالى كنا نموذج لحياة خاصه، الفن لم يؤثر على حياتنا، حيث كانت تعمل وخرجت على درجة وكيلة وزارة من مجلس الشعب"، مؤكدة بأن سيد مكاوى لن يكتشف فى هذا العصر، والأجيال القادمة هى من تعرف قيمة سيد مكاوى، عندما تعود الناس لأصولها، أما الآن فنعيش فى فترة لخبطة، وأزعل الآن لما بسمع الآذاعة ، رغم أننا اتغذينا عليها.

 

وعن معاناته فأشارت إلى أنه عانى منذ طفولته فى يتمه ومسئوليته عن عائلة وأخوات، ومن هنا كان جاد فى عمله، جاد فى هزاره "دمه خفيف بجد، يتعكنن بجد"، حيث كان يعيش الحالة كاملة، ولم يكن شاكياً أو متبرماً، ويحرص على أن يأكل بالمنزل، نادراً ما يأكل بالخارج،  وحريص على شكر الله بعد كل وجبه، وكان فهمه للحياة يتمحور حول آيه" كلاً هالك إلا وجه الله"،  وعند وفاته اطمئن قلبي، لأنه قام بالعديد من الأمور التي ستحفظ مكانته في جنة الرحمن مطمئنة عليه لكم الخير الذى قام به، مش كلام صحافة، فالجميع يشهد بمرؤته، وشهامته.

 

 




وتواصل: "لم يصاب بإكتئاب، وكان يزعل عندما يعلم بأن صلاح جاهين مكتئب، ويرى بأن الاكتئاب مرض المرهفين ومش ولاد البلد،  ومن أهم سماته الإيثار، وما يضايقة النكته البايخة، واللفظ الجارح، حيث كان ساخر ضاحك معظم الوقت، يلعب مع أبنائه، فهو أب لبنتين أميرة كاتبة وإيناس سفيرة، وله 4 أحفاد، وكان يحب بناته وأصدقائهم، ويعلمهم كل الصفات الجميلة، وكان بمثابة قدورة لهم، حيث كانت الثقافة في المنزل مثل الهواء منزل ملىء بالكتب و الموسيقى و الشعر.  

 

وعن أصدقائه وعلاقته بصلاح جاهين، فأوضحت زوجته بأنه كان على علاقة جيدة بأصدقائه ويتواصل بشكل دائم معهم، ومنهم مأمون الشناوى، وكانت علاقته بصلاح جاهين تفوق الأخوه، حيث كان توأمه، ومؤمن به كنوع جديد من الكتابه، ولحن له معظم أعماله بداية من" الليله الكبيرة، والروباعيات، للخرافيش والإنسان الطيب، وذلك من خلال مسارح" الطليعة، والعالمى، والقومى والحديث"، كما طالبت صفاء حجازى، بالإفراج عن برنامج" من نور الخيال وصنع الأجيال"، وهو برنامج  فنى ثقافى غنائى ممتع، 30 حلقة ، من أشعار فؤاد حداد، وسيد مكاوى كان يغنى فيه ويلحن ، كل حلقة شخصية مصرية فى كافة المجالات، من سيد درويش، سعد زغلول، مؤكدة بأن لدينا ثروة هائلة فى خزانة ماسبيروذات قيمة، علينا عرضها على الناس ، حيث كانت من أشهر أغاني سيد مكاوي والتي قدمت من خلال هذا البرنامج أغنية (الأرض بتتكلم عربي)، ويعتبرمرجعا موسيقيا بمكتبة المعاهد الموسيقية.

 

وعن علاقته بأم كلثوم فأشارت إلى صداقتهم القوية، وحبها الشديد له، جعله مسموح له دخول بيتها فى كل وقت، وصلت إلى أنها كانت تريد أن نعيش عندها، حيث كانت شقية، والنكته على طرف لسانها ، وقام بتلحين لها يامسهرانى ، وعمل بروفات أوقاتى بتحلوا، التى جاءت وفاتها حاجز لها فغنتها وردة،  وتأثر بموت أم كلثوم بشدة، وكان منزلهم مفتوح لتلقى العزاء، حتى قوموا بسفره لبيروت حتى يخرج من حالة الحزن التى عانى منها بعد وفاتها.

 

 

 وتشدد زوجته على حرصه الشديد على متابعة الشأن السياسى والاهتمام بقضايا مصر، والقومية العربية، وله العديد من الأغنيات  التى قام بتلحينها  ومنها (ح نحارب، وبحر البقر لسعاد حسنى، ولا فى عنيا إلا فلسطين)، فكان منشغل بالقضايا الوطنية وكان مناضل سياسى،  وقد أعطى له عبد الناصر وسام العلوم والفنون، مرددة: "بحمد ربنا أنه معش وشاف الربيع العربى، حيث  كان هيفزع ويقلق، لأن مشاعر الفنان مكثفة"، حيث أنه عمل  1400 أغنيه فى الأذاعة ما بين وطنى، ودينى"، كان يحب أن يكون هناك سلام، وكان يرى بأن السادات جرىء فى طرحها ، وكان حريص على متابعه الأخبار ، وكنت بقرأ له الجرائد، ويحرص صلاح جاهين أن يقرأ له المجلات مثل روزاليوسف، وكان يسال أصدقائة مثل مصطفى محمود، وحسن فؤاد  عن أى معلومة يريد معرفتها، فكان شغوف للمعرفة، ويتابع كل ما هو جديد فى الموسيقى،حيث كانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو "مبروك عليك يا معجباني يا غالي"، وكان يحتفل بعد كل لحن وأغنية يقوم بها، ولكن التسقيف الذى حدث بعد مقدمة أغنية يامسهرانى ، وقامت الفرقة بإعادتها مرتين، وقامت أم كلثوم بأخذه من يديه وطلعته على المسرح، أسعدته جداً، كما قدم أغاني شعبية خفيفة مثل آخر حلاوة مافيش كدة.

 

 




وعن تجسيد شخصة سيد مكاوى فى الدراما فقالت بأن الفنان أحمد زكى، رحمه الله، كان يريد تجسيد شخصية سيد مكاوى فى الدراما، وكان بمثابة ابن لسيد مكاوى، ومن أحب الممثلين إليه، وكان يقوم بتأليفه محفوظ عبد الرحمن، ولكن توقف العمل بعد وفاة أحمد ذكى، وعن الممثلين الحالين فضحكت قائلة: "خالد الصاوى بس يخس شوية"، مؤكدة بأن أحلامه التى لم تتحق وتوفى قبل تحقيقها هو قيامه بعمل أوبريت للاوركسترا، وتكون صمفونية مصرية خالصة، حيث أنه أخذ جائزة "موسيقى الشعوب" من أمريكا، التى أخذتها فاتن حمامة فى التمثيل،  كان نفسه يعمل صمفونية مصرية خالصه، كما كان يريد أن يوثق لندائات الباعة الجائلين في مصر.

 

وعن وضع الأغنية والتلحين فرددت قائلة: "بأن وضع الأغنية الآن والتلحين "سمك لبن، تمر هندى"، وأن هناك فرق بينهم مثل الفرق بين "التيك واى والأكل البيتى"، صعبان عليا الأغنية المصرية، ملفته بأنه لم يتكرر جيل زمان الذى صنع تراث الأغنيه المصرية ولحنها الذى ما زال خالد، وأن الملحنين العباقرة مثل سيد مكاوى، سيد درويش، السنباطى، بليغ، الموجى، هى منع لمت العالم العربى المزيكا، وكان يأتى الجمهور لأم كلثوم من المغرب وتونس لحضور الحفلات، فحضارة مصر تتجدد كل فترة ولست قائمة على الفرعونية فقد، والآن تعتبر شرين عبد الوهاب وأنغام من أحلى الأصوات المصرية .