حكاية "الجامع الأزرق" السابع من نوعه في العالم (صور)

أخبار مصر



الجامع الأزرق، هكذا يشتهر بين الجميع، تأتي له الزيارات من أنحاء العالم تحت هذا المسمى، وهو مسجل بالتراث العالمي تحت اسم "Blue Mosque"، فاللون الأزرق يحيط به من كل جوانبه، وقبل أن نخوض في قصة هذه الزرقة علينا أن نعرف أين يقع المسجد ومن أنشأه وتاريخيته.

يقول محمود شاهين مدير منطقة آثار باب الوزير، إن الجامع الأزرق يقع في شارع باب الوزير، وإن أردت الوصول إليه فعليك أن تصل أولًا إلى ميدان القلعة ثم تتجه عبر شارع المحجر وفي نهايته ستجد الشارع إلى يمينك، أم إن كنت من هواة الغورية وتحب أن تسير بين آثارها تجاوز باب زويلة ثم عبر الدرب الأحمر ستصل إلى الجامع الأزرق.

وأضاف "شاهين": منشئ الجامع الأزرق هو الأمير آق سنقر السلاري الناصري، أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، لذا لُقب بالناصري، وتاريخ الإنشاء المسجد 748هـ، والمسجد عبارة عن فناء ضخم سماوي مفتوح، يحيط به أربعة أروقة أكبرهم رواق القبلة، وكان ملحق به مدرسة لتعليم الأطفال، إضافة لأن المسجد كان يتم فيه تدريس المذاهب الفقهية الأربعة. 

وتابع محمود شاهين، أن الجامع الأزرق موضوع على خريطة السياحة العالمية فهو أحد سبعة مساجد على مستوى العالم الذي يحمل هذا اللقب، حيث كان الجامع من ضمن البرامج السياحية الثابته في القاهرة الإسلامية، والتي يحرص السائح على المجيئ إليه ومشاهدته. 

سبب التسمية 

أما عن سبب تسميته بالجامع الأزرق فيقول محمود شاهين مدير آثار منطقة باب الوزير، إن التكسيات الخزفية الزرقاء من القاشاني التي تكسو حائط القبلة كاملًا وتعطي لون الإضاءة في هذا المكان سواء ليلًا أو نهارًا لون أزرق مميز هي السبب في هذه التسمية، وللمسجد تسمية أخرى بين المتعاملين بالآثار وهي "الهرم الرابع" نسبة إلى ضخامته وشهرته العالمية.

تجديدات المسجد

يقول محمود شاهين مدير آثار منطقة باب الوزير، إن أول التجديدات التي شهدها المسجد كانت على يد الأمير إبراهيم أغا مستحفظان، وقام بعمل الترميم بناء على رؤية شاهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره بعمارة وترميم المسجد، وكان إبراهيم أغا مستحفظان بمثابة وزير داخلية عصره، فقام بتجديده وترميمه على نفقته الخاصة، وقام بتكسية حوائط المسجد الداخلية كلها بالقاشاني الأزرق المستورد من مدينة إزنك التركية. 

والمتبقي من هذه التكسيات الخزفية حاليًا هو الموجود بحائط قبلة المسجد، وقد فقد الكثير منها عبر الأزمنة وخصيصًا بعد حادث زلزال 1884 الذي دمر جزء كبير من التكسيات الخزفية والسقف.

ويتابع شاهين كان في الرواق الخلفي للمسجد مدرسة للأطفال كما سبق وأوضحنا وبجانبها سبيل، ولكن في ترميم إبراهيم أغا مستحفظان تم إزالة المدرسة والسبيل كي يتم إنشاء ضريح ضخم له على يمين الداخل للمسجد. 

وأضاف أن الأمير آق سنقر قُتل بعد الانتهاء من إنشاء المسجد، ذلك لأنه حاول أن يستقل بحلب عن المملكة المصرية والتي كانت تحكم ثلث العالم الإسلامي، فقتله السلطان الناصر أبو بكر، ودفن خارج المسجد الخاص به، وتقول الوثائق إن إبراهيم أغا مستحفظان في تجديداته بحث عن رفات آق سنقر، وأنشأ له ضريح متواضع بجوار ضريحه الضخم في الجانب الأيمن من صحن المسجد الأزرق.

وأردف أن الترميم الثاني فكان في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، والتي استكملت الجزء الذي سقط من السقف بالخشب، وأغلقت بعض النوافذ بالآجر، وتم افتتاح المسجد في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

أما الترميم الثالث فكان الانتهاء منه في مايو 2015 م وافتتحه رئيس الوزراء وقتها المهندس إبراهيم محلب، ووزير الآثار حينها ولفيف من قيادات الوزارة.