تنظيم الحمدين يراوغ الغرب بـ"دبلوماسية السلاح"

السعودية




بقيمة أكثر من 30 مليار دولار، أبرم النظام القطري صفقات تسليح، أثارت استغراب المراقبين، خصوصاً وأنها تزامنت مع حالة العزلة التي يعيشها منذ قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعته قبل عام.

وربط الخبراء بين صفقات التسلّح، وانتداب نظام الدوحة لمرتزقة من دول عدة لضمهم إلى قواته المسلّحة، حيث كشفت تقارير عسكرية دولية، أن الجيش القطري الحالي يتكون في 70% من مجنديه من مقاتلين ينتمون إلى نحو 20 دولة، بينما لا يتجاوز عدد العسكريين القطريين 3450 فرداً أي نحو 30% من إجمالي 11800 فرد، وذلك بجميع فروع القوات والخدمات المصاحبة.

ورد الخبراء نهم نظام الدوحة للسلاح إلى رغبته في تجيير دبلوماسية الصفقات لتحييد مواقف الدول الكبرى واسترضائها والإفلات من أي عقاب قد يتعرض له بعد ثبوت تورطه في الإرهاب ودعم الجماعات المتطرفة.

في منتصف يونيو 2017 أعلنت قطر، عن توقيعها على عرض لشراء طائرات إف-15 بقيمة 12 مليار دولار، وهي صفقة مؤجلة منذ أكثر من عامين، وفي 27 نوفمبر 2016، كشفت مجلة "إسرائيل ديفنس" المتخصصة في الشؤون الأمنية عن قرب استلام دولة قطر صفقة طائرات أمريكية من طراز «إف 15» مزودة بخوذات طيارين من صناعة شركة "إلبيت" الإسرائيلية.

وفي ديسمبر 2017، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها ستبيع 36 طائرة مقاتلة من نوع إف 15 إلى قطر، وأنها منحت عقد تصنيع تلك الطائرات لشركة بوينغ بقيمة 6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تسلم لقطر قبل نهاية عام 2022. 

وبحسب البيان الذي نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الطائرات ستسلم للقوات الجوية الأميرية القطرية، ويبلغ عددها 36 طائرة، مشيراً إلى أن الطائرات سيتم تصنيعها في منشأة بوينغ في سانت لويس بميزوري.

في أغسطس 2017 أعلن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن توقيع صفقة لشراء 7 قطع بحرية عسكرية من إيطاليا بقيمة 5 مليارات يورو (5.9 مليارات دولار)، وفي مارس الماضي وقعت شركة "برزان" القابضة التابعة لوزارة الدفاع القطرية، على هامش معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2018"، اتفاقية مع شركة "بيريتّا" الإيطالية لإنشاء مشروع صناعي مشترك، يهدف لتزويد القوات القطرية بأسلحة دفاعية خفيفة وفق أحدث التقنيات.

وتمتلك مجموعة "بيريتا"، حصة لم تكشف الشركة قيمتها في المشروع المشترك، الذي سيستفيد من تكنولوجيا المجموعة لبناء موقع إنتاج في الدوحة لإنتاج أسلحة خفيفة محمولة، مثل المسدسات والبنادق، وتطوير أسلحة جديدة في المستقبل.

ويرى المراقبون، أن سعي قطر لشراء السلاح الإيطالي يهدف بالأساس إلى التقرب من روما بهدف التنسيق معها فيما يتعلق بالملف الليبي.

وفي ديسمبر الماضي وقع وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون ونظيره القطري خالد بن محمد العطية اتفاقاً تبيع بموجبه بريطانيا لقطر 24 طائرة من طراز تايفون. 

ويأتي الاتفاق في إطار تنفيذ بنود مذكرة تفاهم وقع عليها الطرفان في سبتمبر 2017 بشأن هذه الصفقة. وتضمن الاتفاق النهائي مذكرة تفاهم أخرى تتعلق بشراء دولة قطر طائرات بريطانية من طراز هوك.

وقال وزير الدفاع البريطاني إن الصفقة مع قطر هي أكبر صفقة تصدير لطائرات تايفون خلال السنوات العشر الأخيرة. 

وتشمل الصفقة أيضاً، اتفاقاً مبدئياً لشراء قطر صواريخ بريمستون وميتيور ورافيون المزودة للطائرات، إضافة إلى حزمة من التدريب والتعاون بين القوات الجوية في البلدين، حيث سيدرب الطيارون البريطانيون نظراءهم القطريين. 

وقالت شركة "بي أي إي سيستمز" البريطانية للمعدات الدفاعية، إن قطر تعاقدت معها على شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز تايفون بنحو خمسة مليارات جنيه إسترليني (6.7 مليارات دولار).

وقالت الشركة، إن من المتوقع أن يبدأ تسليم الطائرات في أواخر 2022، وإن التعاقد يتوقف على "شروط التمويل واستلام الشركة الدفعة الأولى، وهو ما يتوقع أن يتحقق في موعد لا يتجاوز منتصف عام 2018"، والخميس الماضي وقعت قطر عقوداً بقيمة تتجاوز العشرة مليارات يورو لشراء طائرات "رافال" القتالية الفرنسية وشراء خمسين طائرة إيرباص "أي 321" أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدوحة.