نفحة من الماضي.. الشيخ مصطفى إسماعيل قارئ القصر الملكي

تقارير وحوارات



في 17 يونيو 1905 م كان الوطن العربي على موعد لميلاد شيخًا جديدًا يتلو القرآن الكريم بأعذب الأصوات وأجملها، الذي لازال يجوب عبر آثير الإذاعات وخاصة الإذاعة المصرية على الرغم من وفاته 1978م، وبخاصة بشهر رمضان الكريم،  ففي قرية ميت غزال، مركز السنطة، محافظة الغربية ولد الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي أتم حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز الـ 12 من عمره، وراجع حفظه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر.

 

ظرف طارئ يجعله قارئًا للقصر الملكي

ذاع صيته في محافظة الغربية والمحافظات المجاورة، وقدم إليه النصح بالذهاب إلى القاهرة، وبالفعل ذهب إليها واستمع إليه أحد مشايخ عصره، والذي بدوره قدمه في حفل كان من المقرر أن يتلو فيه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي آيات من الذكر الحكيم إلا أن ظرف طارئَا أحال دون ذلك.

 

وكان استمع إليه الملك فاروق خلال الاحتفالية، الذي أعجب إلى صوته، وقرر تعينه قارئًا للقصر الملكي؛ نظرًا لقراءته وعذوبة صوته، وعلى الرغم من أنه لم يكن معتمدًا بالإذاعة المصرية.

 

قراءة القرآن بليالي رمضان بـ 25 دولة

بعذب صوته وسلاسته كان قد تلا الشيخ مصطفى إسماعيل القرآن الكريم بـ 25 دولة عربية وإسلامية خلال زيارته لهم، وكان يقضي الشهر رمضان بتلك الدول، كما أنه زار عددًا من الدول الأجنبية مثل جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

"النفس الطويل" بالقراءة التجويدية

عٌرف عن الشيخ مصطفى إسماعيل بأنه ذو النفس الطويل بالقراءة التجودية، كما أنه قرأ القرآن الكريم بأكثر من 19 مقامًا بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي، كما أنه سجل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملًا مرتلًا، وكذلك ترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم.

 

3 سور بمسجد الأقصى

وتلا الشيخ مصطفى إسماعيل 3 سور قرآنية خلال زيارته للمسجد  الأقصى بفلسطين، وذلك بخمسينيات القرن الماضي، وجاءت الآيات من سور "القمر"، و"النجم"، و"الرحمن"، وكان الرئيس محمد أنور السادات من أشد المعجبين بصوته، فقرر ضمه بالوفد الرسمي له لدى زيارته للقدس عام 1977م، وهناك قرأ الشيخ مصطفى إسماعيل القرآن الكريم مرة ثانية بالمسجد الأقصى.

 

 تكريمات

كرم الشيخ مصطفى إسماعيل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحصوله على وسام الاستحقاق، كما حصل على وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا.