احمد ابوالنيل يكتب : " فئران السفينة " والأيدي المرتعشه

ركن القراء



لا أجد مبررا منطقيا ومقنعا لهذا التعامل الحاني وذاك التدليل غير المبرر من قبل المجتمع المصري تجاه أعدائه وعلى رأسهم جماعة الإخوان الشيطانية التي تسللت وعششت في الجهاز الإداري للدولة وعاثت فيه فسادا وتخريبا وتدميرا ومازال المجتمع المصري فيما يبدو لي متردد في طريقة وكيفية التخلص من تلك العناصر الإرهابية .

يبدوالمجتمع في تلك  القضية مرتعش .. حائر .. متردد.. خجول .. متوتر..  فمنذ العام الماضي ونحن نسمع ونقرأ ونطالع عن قانون سيتقدم به النائب / محمد ابوحامد يعطي الدولة الحق في فصل العناصر الإخوانية بالجهاز الإداري للدولة عن طريق تمكين الدولة من الفصل والمطاردة القضائية والقانونية لتلك العناصرالإجرامية  بعد أن كان القانون رقم 10 لعام 1972 يغل يد الدولة ويقصرها على العقوبة التأديبية فقط  دون التطرق للفصل والملاحقة  .

وخلال العام الماضي تم الإعلان أكثر من مره  عن أن  مشروع القانون بات جاهزا بل وضرب أكثر من موعد للتقدم به الى مجلس النواب لمناقشته وإقراره ومضى العام وحل عام جديد والقانون لم يناقش قد يقول قائل إن إزدحام جدول أعمال مجلس النواب كان وراء تأجيل مناقشة القانون او يقول أخر إن أهمية مشروع القانون تتواضع أمام مشاريع قوانين أخرى يعطيها البرلمان الأولوية في المناقشة وفي تقديري لا هذا ولا ذاك بمعنى لا إزدحام جدول الأعمال ولا أهمية مشروع القانون ولكن يبدو لي  تردد المجتمع وعدم قدرته على حسم أمره بدليل أن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة أعلن منذ فترة عن قوائم بالعناصر الإخوانية داخل الجهاز الإداري للدولة بمعنى أن تنفيذ القانون بدقة متناهية بات ممكنا .

وفي ظني أن أهمية هذا المشروع يتقدم على كل ما عداه من مشاريع فليس من العقل ولا من المنطق أن نعطي ونمنح  لموظفا عضوا في تنظيم إرهابي راتبا شهريا يقتطع هو بدوره منه 5 % لتمويل أنشطة التنظيم الإرهابي من قتل ونهب وتخريب وتدمير وقتل وترويع  وإرهاب وبالتالي نبدو وللأسف الشديد وكمن يمول الإرهاب ونحن لا ندري  وتلك مصيبة أو لا ندري وتلك أم المصائب إن الأمر جد خطير ويحتاج لأيدي واثقة .. وعقول واعية .. وقدرة على الحسم .

والثابت تاريخيا أنه لا يوجد ثورة في العالم لم تسعى للتخلص من أعدائها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها وإنجاز مهامها فالثورة الفرنسية مثلا "أيقونة ثورات العالم"  فعلت ذلك ولم يخرج أحد ليقول أن أم الثورات في العالم غير ديموقراطية .. أو أنها ثورة إستبدادية..  أو أنها ثورة غير إنسانية .. وفعلها أيضا " محمد على باشا الكبير" مؤسس مصر الحديثة حين تخلص من المماليك وفعلها " جمال عبدالناصر" مؤسس مصر المعاصرة  وفعلها كل الحكام العظام في العالم وفعلتها كل الثورات على مدار التاريخ الإنساني كله .

إن " فئران السفينة " .. أو الطابور الخامس .. أو خفافيش الظلام .. أيا كانت تسمياتهم  لم يتركوا وزارة واحدة من وزارات الدولة ولا جهازا من أجهزتها إلا عاثوا فيه تخريبا وإرهابا لم تنجو وزارة الكهرباء التي يعششون فيها من تدميرهم ولا وزارة الأوقاف بل حتى المدارس والجامعات .

في نوفمبر 2013 أعلنت وصنفت الدولة المصرية جماعة الإخوان منظمة وكيانا إرهابيا وبالتالي  وبموجب هذا التصنيف يحق للدولة المصرية فصل وملاحقة كل من يثبت إنتماؤه فكريا أو حركيا أو تنظيميا لتلك الجماعة الإرهابية إن المجتمع المصري مطالب الأن وبأكثر من أي وقت مضى بأن يتمرد على تردده .. وأن يغادر حنوه مع من لا يستحق .. وأن يودع تخوفه.. وأن يثور على بيروقراطيته العتيقة فالأمر جد خطير .. فالأمر جد يستحق .