"المُلهمة" ماجى.. «بنت الجيران» التى أحبها «صلاح» فى الابتدائية



لا يعرفها أحد، اختارت منذ اللحظة الأولى لارتباطها قبل خمس سنوات بذلك الشاب، الذى يسير بخطى ثابتة، ليكون لاعب الكرة الأعظم فى تاريخ مصر، أن تشجعه، تدعمه، تسانده، تفرح له، سراً، بعيدًا عن الأضواء والشهرة.

لها 3 شقيقات إحداهن توأمها.. ماهى بكالوريوس خدمة اجتماعية.. ماجى ومَهاب «توأم» بكالوريوس تجارة.. ميرام ليسانس آداب.

الثانوية العامة أبعدتها عن «مو» بعد احترافه الكرة فى المقاولين العرب والتحاقه بالثانوى الصناعى.

قصتهما بدأت داخل مدرسة محمد عياد الطنطاوى واستمرت 10 سنوات قبل الزواج فى 2013.

والدتها: «كانت أشطر من حمادة وتفوقت عليه فى كل المواد إلا الرياضيات».

الجيران: «أعمالها الخيرية ملهاش حدود.. وتكفلت بتجهيز بنات القرية فى السر»

اسمها ماجى صادق، لقبها «أم مكة»، متزوجة من محمد صلاح، نجم منتخبنا الوطنى لكرة القدم، لا نعرف الكثير عن تفاصيل حياتها، بعكس زوجها، النجم الأسطورى، الذى أصبح الحديث عنه، شرفا، والحصول على تصريح منه، حلماً، تتنافس لتحقيقه كبرى وكالات الأنباء العالمية.

حاول مقدمو البرامج والمحاورون أكثر من مرة أن يسألوا «صلاح» عن زوجته، ودورها فى حياته، لكنه كان يفضل فى كل مرة أن ينظر إليهم بابتسامة بسيطة، معلنًا رفضه بـ«شياكة» التطرق إلى الحديث عن حياته الشخصية، حتى فوجئ العالم كله يوم الأحد الماضى، بها، وتحديدا بعد انتهاء آخر مباريات الدورى الإنجليزى، أثناء منحه جائزة الهداف وأفضل لاعب فى الدورى الإنجليزي ، ليتشارك معها تكريمه، وسط تصفيق حاد.

ظهرت «أم مكة» على أرضية ملعب «أنفيلد»، معقل فريق ليفربول الإنجليزى، ليقدمها «صلاح» إلى جمهور «الريدز»، تكريماً لها على مساندتها الدائمة له طوال مشواره الاحترافى، وانهالت عليها مقولات الإعجاب والتقدير من مختلف أنحاء العالم، بعدما كتب «مو» على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»: «مصر ومن بعدها زوجتى». كان ذلك كافيًا لنا فى «الفجر»، لنتواصل مع أهل زوجة محمد صلاح، للتعرف عليها وعلى نجم المنتخب المصرى لكرة القدم من قرب، فاتجهنا إلى مسقط رأسها، وتحديدًا إلى منزل أسرتها الملاصق إلى منزل أسرة محمد صلاح، فى قرية نجريج بمركز بسيون التابع إلى محافظة الغربية.

كانت الساعة تشير إلى الخامسة عصراً، عندما وصلنا إلى مركز بسيون، وبعدما أوقفنا سيارة أجرة، طلبنا من سائقها أن يتجه بنا إلى قرية نجريج، ليسألنا: قرية محمد صلاح؟، فعلمنا أن حتى أهالى المركز والقرى المحيطة، ربطوا القرية بشهرة اللاعب.

وبعد وصولنا إلى القرية، سألنا عن منزل أسرة زوجة صلاح، فوصفت لنا سيدتان فى الثلاثين من عمرهما مكانه، الكائن فى شارع المستشفى أمام أحد المعاهد الأزهرية المشهورة هناك، لكننا فوجئنا بمنزلها يلاصق منزل «صلاح»، إذ لابد أن تمر عليه قبل الوصول، فلا يفصلهما سوى 100 متر تقريبًا، فى نفس الشارع.

وبسؤالهما عن أهل زوجة «صلاح»، قالت السيدتان، إن والدتها تدعى «الحاجة صباح»، وعادت رفقة ابنتها الصغرى، شقيقة «أم مكة» من إنجلترا، اليوم، الاثنين، بعد رحلة استغرقت عدة أسابيع هناك، للاطمئنان على ابنتها وحفيدتها الصغيرة، وخلال هذه الفترة، حضرت حماة «صلاح» آخر 3 مباريات له فى الدورى الإنجليزى الممتاز، الذى اختتمه بمباراة ليفربول وبرايتون أمس، الأحد، والتى سجل فيها «مو» هدفه الـ32، قبل تتويجه هدافًا للبطولة رسميًا.

وصلنا إلى المنزل أخيرًا، فوجدناه مكونًا من طابقين، تسكن الحاجة صباح وعائلتها فى الطابق الثانى منه، صعدنا السلم وطرقنا بابها، فتحت لنا على الفور، فوجدناها سيدة بسيطة، يغلف الهدوء ملامح وجهها، وبعد نظرة توقعنا أن عمرها قد لا يزيد عن الأربعين عامًا، أخبرناها بهوياتنا لتفادى نظرات الدهشة والفضول التى أحاطتنا بها، فرحبت بنا واستضافتنا داخل منزلها المكون من 4 غرف.قالت الحاجة صباح لـ«الفجر»: أنا أم لأربع بنات، أكبرهن ماهى، خريجة كلية خدمة اجتماعية، ثم رزقنى الله بتوأم، هما ماجى ومَهاب، والاثنان تخرجا من كلية التجارة، أما آخر العنقود فتدعى ميرام، وتدرس حاليًا فى السنة الثالثة بكلية الآداب.

وتابعت: ماجى هى زوجة حمادة «صلاح»، وبناتى لم يفكرن فى اقتحام سوق العمل يومًا، إذ اكتفت ماهى «البكرية»، وماجى ومَهاب «التوأم» بالتفرغ لحياتهن الزوجية، أما ميرام «الأخيرة»، فما زالت فى مرحلة التعليم الجامعى، تنتظر تخرجها من كلية الآداب، لتقرر مصيرها.

وعن قصة حب «صلاح وماجى» تقول الحاجة صباح، كنت أعمل رفقة زوجى فى مدرسة محمد عياد الطنطاوى الابتدائية، التى تخدم أبناء نجريج،  وهناك بدأت قصة حب «حمادة وبنتى»، تقريبًا فى 2003 بعدما ارتبطت ماجى وتوأمتها مَهاب، بزملائهما فى نفس الفصل الدراسى، الأولى بصلاح والثانية بمحمد عطا الله، الذى يعمل الآن محاسبًا.

وأضافت: ظل الأربعة شباب سويًا «صحبة واحدة»، حتى انفصل عنهم محمد صلاح فى المرحلة الثانوية،  إذ التحق الثلاثة بالثانوية العامة، فى مدرسة ميت شريف، بينما التحق «حمادة» بالمدرسة الثانوى الصناعى، بسبب التحاقه بنادى المقاولون العرب وانشغاله بالاحتراف الكروى.

وابتسمت حماة «مو» قائلة: «ماجى بنتى كانت أشطر من محمد صلاح، وكانت متفوقة عليه فى كل المواد، إلا الرياضيات، التى اعتاد هو أن يحصد فيها الدرجات النهائية».

«الحاجة صباح» أخبرتنا أيضًا أنها حريصة على زيارة «أم مكة» وصلاح فى إنجلترا، مؤكدة: «أسافر لهما بنفسى كل فترة، للاطمئنان عليهما ورؤيتهما، بسبب ظروف حمادة وانشغاله بمباريات الدورى الإنجليزى، التى تحتم عليه الالتزام بالتدريبات، وأنا أقدر ذلك، فأسافر لهما بنفسى من حين لآخر». وبعد انتهاء جلستنا مع والدة زوجة صلاح، انتقلنا بين الجيران، لسؤالهم عن «مو وزوجته»، فأخبرونا بأنهما فى حالهما دائمًا، وفيما يخص ماجى وشقيقاتها، قالوا: «هى وتوأمها مَهاب بيلبسوا دايما زى بعض، لدرجة أننا مكناش بنعرف نفرقهم عن بعض والاتنين هاديين جدًا وبيتكسفوا، بصراحة عائلتهم محترمة جدًا والعيال متربية، وعمرنا ما شوفنا منهم أو حواليهم أى مشاكل، طول حياتهم».

وبعدما تركنا جيران الحاجة صباح، التقينا بثلاثة من الشباب، أبناء المنطقة، أعمارهم مختلفة، تحدثنا معهم فأخبرونا أن زوجة صلاح أخلاقها عالية جداً، وأعمالها الخيرية فى البلد ملهاش حدود، ورغم ذلك، لم ترغب أبدا هى فى الحديث عنها أو ادعاء البطولة بسبب ما تقدمه، لكن عرفنا أنها ساهمت فى تجهيز بعض بنات القرية وتكفلت بهن فى سرية تامة.

بجوار المنزل، يوجد محل بقالة صغير، يملكه أحد أبناء قرية نجريج، ويبلغ من العمر أربعين عاما، قال لـ«الفجر»: والد زوجة محمد صلاح كان يدعى صادق، وتوفى العام الماضى، وحينها حضر النجم العالمى بنفسه، وتلقى واجب العزاء فى حماه، وكانت هذه المرة الأخيرة التى رأينا فيها صلاح برفقة زوجته، وكانت تحديدا فى رمضان الماضى، واستمرت هذه الزيارة شهرا كاملا، انتهت فى عيد الفطر المبارك.