د. حماد عبدالله يكتب: مساندة ( لوكارونى كلاوديو ) لى !!

مقالات الرأي




فى مقابلتى الهامة مع شئون الطلاب بجامعة روما ، ( أكاديمة دى بلا أرت دى روما ) ، مع توصية "ستْيو موناكيزى" وهو أكبر الفنانين الشاملين وتخصص العمارة هو الأصل فى الفن فمهنة الهندسة لا تشملها أبداً العمارة ، إلا فى بلادنا !! 

العمارة أم الفنون قاطبة ، العمارة هى سجل تاريخ الشعوب ، ومن العمارة فى أى عصر تستطيع أن تستخلص التاريخ للأمم كلها ، فحينما تزدهر العمارة ، يكون هناك إزدهار فى الحياة الإجتماعية ، وفى الفكر وفى الثقافة ، وفى الحضارة وحينما "تتدهور العمارة" فهى مرآة لمجمتع يعيش الذل والفقر والهوان والبيروقراطية والديكتاتورية !! العمارة هى مرآة الحرية والديمقراطية والغنى والثراء للأمم ، هكذا تعلمت فى بداية علاقتى بفن العمارة فى روما !!
ترجمت أوراقى ودرجاتى العلمية فى كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة إلى الإيطالية ، وكان القرار قيامى بدراسة "كورسات أربع" لكى تكون بمثابة مقاصة لنقلى إلى ( كاريير ) دراسة العمارة فى الدراسات العليا وهى 
( التصميم ، والخامات ، والرسم التنفيذى تاريخ فن العمارة ) أربع كورسات فى الفترة من يوليو إلى أكتوبر وأجتاز إمتحان فى أخر يوليو ، وظهرت النتيجة فى منتصف نوفمير ، لكى أحتل على موقع متقدم ضمن خمسون متقدم لهذه الكورسات ولكى أحصل على ( بورصة دى استوديو ) ( سكولار شيب ) منحة دارسية ، أقبض شهرياً مائة وعشر ألف ليرة إيطالية ، حين كان المبعوث من مصر من زملائى خريجى الفنون الجميلة يقبضون سبعون ألف ليرة من الحكومة المصرية ، شىء من الخيال العلمى !! لقد أصابنى الحظ ، الكد والكفاح والإصرار على النجاح أن أحصل على كل ذلك وخلال عامى الأول إلا عدة شهور كنت قد تعرفت على سنيور ( كلاوديو لوكارونى ) صاحب أكبر ( أنوتيكا ) لادوات البحار واليخوت فى "فيوميشنوا" وهو من أحد أكبر  العلائلات فى هذه البلدة ، وطلبنى للعمل معه ، بل كان أكثر كرماً حينما أعطانى ( سوميت ) فى قصره أو منزله ، وهو بمثابة قصر كبير فى المدينة يطل على النهر والبحر ، بل كان لهذا الرجل الفضل الكبير فى تعليمى معنى العمل ، قيمة العمل ، فهو رغم غنائه الشديد إلا أنه كان يعمل أكثر من 12 ساعة يومياً ، يقود سيادته ، ويقود سيارة النقل الصغيرة لنقل بضائعه ويساعد عماله ، وكنت ملاصقاً له ، ( نفطر سوياً قهوة وكوريسون ) ونعمل فى مكان واحد تقريباً ، ونتغدى سوياً وبعد الغذاء نزاول أعمال غريبة "كدهان أسوار المنزل" أو "الحدائق المحيطة" أو فى النوتيكا ، نعمل سوياً ، ونتحدث كثيراً ، ونتبادل القفشات ونشجع كرة القدم ، بل ونلعب مع فرق محلية سوياً ، وكان الأكثر من ذلك أنه يأتى معى إلى وزارة الداخلية ويحضر معه "7 مليون ليرة" لكى يدلى بشهادته أننى أمتلك هذا المبلغ لكى يمنحونى إقامة كاملة هكذا كان لهذا الرجل دور هام فى حياتى فى بداية دراستى فى الجامعة بروما!! وإستمرت علاقتى بالجامعة والعمل فى "فيوميشينو" وكانت أول سيارة أمتلكها حيث دفع قسطها الأول صديقى "لوكارونى كلاوديو" (خمسون الف ليرة) سيارة (توبولينو) أو 500 فيات !!
وللحديث بقيه !!