اللواء الدكتور علاء عبد المجيد يكتب: إيثار الوطن

ركن القراء



إن الامم العريقة والتي تحمل في موروثها التاريخي منظومة قيم متماسكة تنهض عند الشدائد , وتهب عند الملمات , فتضرب أروع الأمثلة في إعلاء قيمة الوطن والانتماء إليه فوق أي من الحقوق والمكتسبات , فبلا شك إن الحق في حياه كريمة لهو حق أصيل لكل إنسان داخل وطنه , لكن الشعب المصري الحامل لذلك الموروث الحضاري الأصيل لم يأبه لازمات نالت من حقوقه وأحتمل الألم بلا صرخة أسي أو استغاثة , ودفع وحده ضريبة تماسك الجبهة الداخلية في مواجهه أعداء يتربصون لاقتناص غنائم من بلدان تهاوت وأوطان زالت وأمم زلت أقدامها لهاوية الغرقة والفتنة .

 

لقد أثبت الشعب المصري للعالم أجمع بأنه ليس ذلك الشعب اللاهي أو اللامبالي أو الجاهل بأوجاع وطنه , بل أثبت بالدليل القطعي بأنه يمتلك مخزوناً نادراً من الوعي الوطني والفطنة السياسية والفطرة القويمة والتي تحركها إرادة جمعية لا يحدوها إلا حب الاوطان .

 

ورغم أن هذا المواطن لم يجد حقاً من يحنو عليه إلا أنه تمكن بإرادة ذانية غير موجهة أو سابقة الشراء من الدفاع عن وحدة الإرادة الوطنية المصرية ,وفهم بذلك الوعي المتوارث عبر الأزمنة أن وحده الاراضي المصرية ترتبط عضويا بوحدة أبناء الوطن أثناء الملمات وقدرتهم علي مواجهة المؤامرات بعزم لا يلين غير عابئين بما يكابدونه من شظف العيش أو بعض الجور الناتج عن حرج المرحلة ولاقتناص بعض الانتهازيين لمنافع لا يستقونها مستغلين عدم إحكام الرقابة عليهم وسط لحظة خطرة يتعرض فيها الوطن لاحتمالات الفوضى الخلاقة وتوابعها ...!

 

إن اللمة المصرية قد عبرت بالوطن من هذا المضيق الحرج وواجهت تلك المخاطر بإيثار وإخلاص .. لذا يجب علي الدولة المصرية النظر بعين الاعتبار لمطالب واحتياجات المواطن الذي تحمل قفزات الأسعار وأتمان الإصلاح الاقتصادي والمالي ,وبخاصة أصحاب المعاشات والحقوق المهدرة .

 

و بالفعل كنا نطالب منذ زمن ألا يكون للسلعة الوحدة أثمان عده لأن ذلك باب الفساد الرحب ... ولكن في مقدمة ذلك هو إيجاد سعر عادل وواقعي للعملة المصرية بهدف إيقاف المضاربات واقتناص العمولات الحرام علي حساب جموع المواطنين وهذا قد تم بالفعل بواسطة جراحة كبري خاضها الوطن وتحملها المواطنون في جلد وصبر ودفع الجيل الحالي فاتورة الماضي الاليم .

 

ولقد حان الوقت لكي ننظر الي الأبعاد الاجتماعية الضرورية لبقاء رفاة هذا الشعب , وكذلك لابد من إصلاح سياسي جذري نسمح من خلاله بالعمل السياسي الفعلي الذي يحرر المواطن من قيود اللامبالاة لكنه يبدد .