صحف الخليج تواصل فضح الدوحة.. وتكشف تفاصيل الغضب المغربي من قطر

تقارير وحوارات



تناولت الصحف الخليجية اليوم الجمعة عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما برزته صحيفة "الخليج" بأن البورصة القطرية تواصل نزيف الخسائر أثر مقاطعة الرباعي العربي بعد تورطها في دعم الإرهابيين.

 

غضب في صحافة المغرب على غموض البيان القطري

برزت صحيفة "الخليج" ما عبّر عنه كتّاب السياسة في الصحف المغربية عن غضبهم إزاء غرابة موقف نظام الحمدين، وبيانه الهزيل حول قضية العلاقات مع إيران. واعتبر الكتّاب أن تواتر البيانات التضامنية الصريحة مع المغرب من دول الخليج العربي، بخصوص قطع العلاقات مع إيران، وضعت علامة استفهام حول الموقف القطري المتهافت، الذي أشار إلى التضامن العميق والكامل مع ضرورة إعمال الحوار بين المغرب وإيران، لتجاوز المشكل القائم عبر الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دولياً.

 

وهو موقف سارعت العديد من المواقع الإخبارية إلى اعتباره انسحاباً من الجبهة العربية، وارتماء في الأحضان الفارسية، منتقدة عدم الإشارة بشكل مباشر إلى الطرف الإيراني، والاكتفاء بتضامن خجول، لا يكشف التوجه القطري بوضوح.

 

واعتبر العديد من المراقبين أن قطر أصبحت تجد صعوبة في تحديد جبهاتها، خصوصاً بعد المقاطعة التي فرضتها عليها دول الخليج، لتتخبط مواقفها الخارجية في وحل لعبة الصراعات الدبلوماسية، في محاولة لاستعادة التوازنات الإقليمية المفقودة، إثر سقوط العديد من الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأوضح عبدالرحيم المنار أسليمي، رئيس مركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن قطر التي تدعو إلى الحوار في بيانها تبدو مساندة لإيران وحزب الله، وزاد: لعل هناك تفسيرات كثيرة لهذا الموقف القطري، أولها العلاقة المتينة بين إيران وقطر، وخاصة روابط الأخيرة بالحرس الثوري الإيراني، ثم السبب الثاني، ويتمثل في وجود قطر ضمن محور ثلاثي يضم إيران، لم يتوقف عن التنسيق في كل القضايا التي تمس الشرق الأوسط وشمال وغرب إفريقيا.

 

وشدد أسليمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن العلاقة بين حزب الله وقطر ظلت قوية وتزايدت خلال الأزمة الخليجية، مضيفاً أن «قطر لا ترد بالمثل، وهذه رسالة يجب أن يقرأها المغرب جيداً، ففي وقت اتخذ موقفاً محايداً من الأزمة الخليجية، ودعم قطر بمساعدات غذائية في لحظة الأزمة، كانت هي تقوم بنقل زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، عبر خطوطها القطرية في وضع خاص يسهل انتقاله.

 

وأضاف أسليمي أن العلاقات المغربية القطرية تظل دائماً هشة؛ نتيجة السياسة القطرية غير الواضحة تجاه ملف الصحراء وعن دعوة قطر إلى الحوار، قال أسليمي، إن الخارجية القطرية مطالبة بالجواب عن سؤال: هل هناك من يتحاور مع دولة تُسَلِّحُ وتُدَرِّبُ على حفر الأنفاق؛ للتسرب إلى التراب المغربي وتنفيذ أعمال إرهابية؟، مضيفاً أن قطر كشفت موقفها من قضية مصيرية للمغاربة، بعد أن تَبَيَّنَ أنها غير داعمة للمغرب في موقفه من المشروع التخريبي الذي يخطط له حزب الله، الذي يستهدف المملكة، عبر دعم وتسليح وتدريب ميليشيات البوليساريو.

 

قطر أعادت علاقاتها مع نظام الأسد

وبرزت صحيفة "سبق" ما كشفته صحيفة الإندبندنت البريطانية عبر صحافيها المحسوب على نظام الأسد وحزب الله روبرت فيسك عن أن قطر أعادت علاقاتها مع النظام السوري، وبحسب الصحيفة فقد أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مجموعة من الصحافيين السوريين في اجتماع سري عن عودة الاتصالات بين النظام السوري وتنظيم الحمدين في قطر، وبحسب تسريبات الصحفيين الذين حضروا الاجتماع تحدث الأسد بشكل موجز عن عودة الاتصالات بين النظام السوري وتنظيم الحمدين، ولم يقدم الأسد أي تفاصيل حول الموضوع بينما لم يناقش أي من الحضور تفاصيل عودة العلاقات بين البلدين.

 

يشار إلى أن تنظيم الحمدين يقيم علاقات كاملة مع إسرائيل وإيران وحزب الله والميلشيات الحوثية والنظام السوري، كما فتحت قطر أبوابها لقواعد أمريكية وتركية وإيرانية، كما لدى الدوحة علاقات مع جميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة أبرزها جماعة الإخوان وجبهة النصرة وتنظيم داعش والميلشيات اللليبية المسيطرة على طرابلس ويتعرض تنظم الحمدين لمقاطعة مشددة من قبل عدة دول خليجية وعربية على خلفية التناقض القطري المضر بالمصلحة الخليجية والعربية، حيث أنشأت قطر منظمات دولية وهمية هدفها فقط تقديم الدعم للمعارضين الخليجيين لزعزعة صف الدول الخليجية والعربية، كما أغدق تنظيم الحمدين الأموال على المعارضة في مصر والبحرين والسودان وتشاد وموريتانيا والبوليساريو في المغرب، وغيرها من الأقطار العربية الأخرى.

 

ومنذ بدء المقاطعة تعرضت قطر لخسائر مالية ضخمة مع احتمالية انهيار الخطوط القطرية وسحب تنظيم كأس العالم، كما انهارت مؤسسات القطاع الخاص وباعت قطر نصف ثروتها السيادية وتبخرت السيولة المالية في البنوك في ظل إصرار قطري على رفض مطالب الدول العربية المقاطعة، كما توقعت مصادر مطلعة من الدول العربية المقاطعة أن تتم استمرار المقاطعة وتشديدها مستقبلاً حتى ترضخ قطر لجميع الشروط العربية المطروحة ولو تطلب الأمر سنوات طويلة من المقاطعة.

 

البورصة القطرية تواصل النزيف

كما نشرت صحيفة "الخليج" أكدت فيه أن بورصة قطر تواصل خسائرها، بضغط هبوط جماعي للقطاعات، أبرزها العقارات والبنوك وانخفض المؤشر العام بنسبة 1.65% ليصل للنقطة 8805.76، فاقداً 147.64 نقطة عن مستويات الأربعاء.

 

وتراجعت التداولات أمس الخميس، حيث بلغت 203.55 مليون ريال مقابل 209.70 مليون ريال الأربعاء، كما هبطت أحجام التداول إلى 6.11 مليون سهم مقابل 9.50 مليون سهم بالجلسة السابقة.

 

وتصدر العقارات القطاعات المتراجعة بنسبة 4.32%، متأثراً بتراجع أسهم القطاع الأربعة على رأسها إزدان متصدر القائمة الحمراء ب6.22% وانخفض البنوك 1.58%، لهبوط 10 أسهم من أصل 13 سهماً أبرزها الوطني - أكبر وزن نسبي في المؤشر العام- بنسبة 1.90%. وهبط الصناعة 1.22%، لتراجع 8 أسهم في مقدمتها الخليج الدولية ب4.40%.

 

وفي وقت سابق أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أن أزمة السيولة في مصارف قطر تضاعفت بشكل ملحوظ بعد المقاطعة العربية للدوحة لدعمها الإرهاب وذكرت الوكالة في تقرير أن المقاطعة العربية التي بدأت في يونيو الماضي، تسببت بشكل رئيسي في أزمة السيولة التي تعانيها البنوك القطرية. كما أوضح التقرير أن ودائع خليجية نزحت من بنوك قطر، فيما تحاول الدوحة عبر الحكومة والمصرف المركزي استبدالها بودائع من قنوات أخرى وأشار التقرير إلى تبعات هبوط السيولة ومن أهمها صعود نسبة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي القطري، بسبب بيئة العمل التي تشهد تحديات عدة، لافتا الانتباه إلى الضخ الكبير للودائع الحكومية في القطاع المصرفي القطري خلال شهور المقاطعة.

 

وكانت المعارضة القطرية قد اتهمت نظام تميم باختلاس عشرات ملايين الريالات المخصصة للمتقاعدين القطريين وعائلاتهم، مؤكدة أن الشعب يعلم أن تميم ونظامه هما السبب في الظلم والانتهاك اليومي الذي يتعرض له هذا الشعب.وقالت المعارضة القطرية في سلسلة تغريدات على حسابها بموقع "تويتر": "لقد اختفت في دهاليز الفساد والاختلاس والرشوة المرتبطة بالنظام القطري عشرات الملايين من الريالات المخصصة لمجموعة ضخمة من المتقاعدين القطريين وعائلاتهم وأبنائهم الطلاب".