بالتواريخ والأرقام.. ننشر أسرار الدعم الإيراني لجبهة البوليساريو

عربي ودولي



 

دوماً ما شهت العلاقات المغربية الإيرانية، حالة من الشد والجذب، بين الطرفين، بإختلاف الوقائع والأحداث السياسية المحلية والأقليمية، وبحلول عام 2009 ، شهدت العلاقات بين البلدين إنهيار تام، وذلك على أثر خلاف بينهم بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين طالبت بضم مملكة البحرين إلى أراضيها، وهو الأمر الذي إعترضت عليه المغرب بسبب التدخل الإيراني فى شؤون المملكة الداخلية، وذلك بالإضافة إلى ارتفاع أنشطة صنفتها المخابرات المغربية، بالأنشطة المذهبية للسفارة الإيرانية في المغرب.

وبعد 7 أعوام من تجميد العلاقات بين البلدين، أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس بتعيين سفيراً فى إيران، فى خطوة اعتبرها مراقبون ومحللون أنها تمثل حسما كبيرا للنية البلدين الوصول للنقاط إتفاق فيما بينهم.

خبراء حزب الله وأنفاق "المظلة الصامدة"

تبنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مشروع قرار داخل مجلس الأمن، بشأن النزاع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو بالصحراء الغربية، وفى نفس التوقيت بدأت جماعة البوليساريو، ما أسمته الصحافة المغربية بخطة "المظلة الصامدة"، وهي عبارة عن حفر أنفاق في المنطقة العازلة بإشراف خبراء من حزب الله اللبناني، مدعوماً بأموال إيرانية.

كما أطلقت قيادة البوليساريو، تدريبات عسكرية بإشراف خبراء حزب الله، وذلك داخل الأنفاق المتواجدة تحت الأحزمة الدفاعية المغربية، مجهزة بوسائل تهوية وإنارة ورصد ومراقبة، على الجانب الآخر من الجدار الأمني المغربي، تحسبا للعودة إلى حمل السلاح، مسجلة أن الخطوة تأتي تنفيدا لمخطط يحمل اسم "المظلة الصامدة" يشرف عليه عسكريون من حزب الله، خبراء في حرب العصابات، وذلك حسبما أفادت صحيفة "الصباح".

وذلك بالإضافة إلى مدربين عسكريين تابعين لحزب الله سافروا إلى تندوف في الجزائر، بهدف تأهيل قيادات من جبهة البوليساريو الانفصالية، في هذا الشهر على استخدام صواريخ أرض-جو (SAM-9) والصواريخ المضادة للطائرات (STRELLA). 

التمدد الشيعي فى المملكة المغربية 

علاقة السلطة في المغرب مع تيار الشيعة اتسمت بالكثير من الحذر، وذلك بغية منع انتشار الفكر الشيعي في المغرب، يأتي هذا بالرغم من هذا التهديد الذي برزت مؤشراته قوية جداً في السنوات القليلة الماضية، من خلال الأنشطة الداعمة للتشيّع التي تورطت في تنفيذها السفارة الإيرانية في المغرب، تحركات السفارة الإيرانية وُصفت ـآنذاك ، بذات «النشاط المريب» بغية تشييع المغاربة، وإخراجهم من المذهب السُني المالكي، وهو الأمر الذي حدا بالمغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران.

جدير بالذكر أن التمدد الشيعي استقطب آلاف المغاربة، واستوطن مدناً جديدة، حتى أن يتواجد في "حي سباتة" في الدار البيضاء 40 شيعياً على الأقل، يعملون وفق أجندات إيرانية سياسياً وعقائدياً، في الوقت الذي بلغ فيه عددهم بمراكش أزيد من ستة آلاف وفي الرباط بالمئات، أغلبهم من الأطر العليا.

الهجوم الإعلامي الإيراني علي المملكة 

في  أغسطس 2015 بثت القناة الرسمية الإيرانية "برس تي في" فيلماً وثائقياً قصيراً، بعنوان "نحن متمردون في الصحراء الغربية"، تم تصويره من داخل مخيمات تندوف، ويتضمن شهادات لصحراويين ينددون بما سموه احتلال المغرب للصحراء.

وجاء في التقرير الذي تعمد الإساءة للمغرب، في تحديده لموقع الصحراء والمغالطة بخصوص تاريخها إنالصحراء على الحدود مع المغرب، والجزائر، وموريتانيا، والمحيط الأطلسي، هي آخر مستعمرة في أفريقيا تناضل من أجل استقلالها.

وأضاف أن الشعب الصحراوي محروم اليوم من الحق في الحصول على أرض يعيش فيها بسلام وحرية، على حد تعبيرها.

وسبق لقناة الميادين التهجم على المغرب، أواخر عام 2013، عندما بثت تقريراً مسيئاً للوحدة الترابية للمغرب، الذي اتهمته باحتلال ما أسمته الصحراء الغربية، بتغطية مغرضة تفوح منها رائحة التحامل والانحياز.

وفي إساءة أخرى أكثر رسمية هذه المرة، استفز سفير إيران بالجزائر "رضا عامري" المغرب بشكل كبير، في2015، عندما أبدى تأييد بلده لموقف الجزائر من قضية الصحراء، وأشاد بـالمواقف الثابتة للجزائر تجاه القضايا العادلة ومنها قضية الصحراء، لدعم الحلول السلمية لكثير من الأزمات.

وفي يناير 2017، تم اقتطاع الصحراء من خريطة المملكة المغربية، وذلك خلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي للحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي في مدينة "قم"، وأيضاً في حفل الاختتام بمدينة مشهد، فضلاً عن رفع علم ما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، حيث عرض المؤتمر الذي أشرفت عليه وزارة الثقافة الإيرانية خريطة المغرب مبتورة بشكل واضح من منطقة الصحراء، طيلة مدة الملتقى، وحضره عدد من البلدان العربية، كما تم عرض علم البوليساريو على واجهة اللافتة الرئيسة الحاملة لأعلام جميع الدول العربية.