النوم عند الحصان.. معلومات شيقة

منوعات



تستطيع فَصيلة الخيليّات من الخيول، والحمير، والحُمُر الوحشية النوم وهي واقِفة؛ فهل هذا لا يعني انها لا تنام على جانبيها؟!، بالطبع لا فالخيل يمكنه النوم على جانبه ولكن لمدة لا تتجاوز الـ20 دقيقة، لما يسبب لها الاستلقاء مشاكل في تدفق الدم.

تطوّرت قُدرة الخيل على النوم واقفةً كوسيلةٍ للبقاء على حالة تأهّبٍ للهرب من الحيوانات المفترسة، ونَظراً لاستقامة ظهر الحصان فإنَّه لن يتمكّن من الوقوف والهرب بسرعة إذا كان نائماً بوضع الاستلقاء عند تَعرُّضه لهجومٍ من الحيوانات المفترسة.

تَعتمد مدّة وطريقة نوم الحصان على عدة عوامل، منها العمر؛ فصِغار الخيل، أو الأمهار تَحتاجُ إلى فتراتٍ مُتقطّعِة من النوم بوضعيّة الاستلقاء، وتقضي نصف يومها بالنّوم حتى تبلُغ الشهر الثالث من العمر، وكُلّما تقدمت في العمر تقلّ فترات نومها حتى تصل لمُدّة ثلاث ساعات كل 24 ساعة، وتُصبح أكثر ميلاً للنوم بوضعية الوقوف، وتقلّ فترات الاستلقاء على الأرض.

ومن العوامل الأخرى التي تؤثِّر على نمط نوم الخيل: درجة الحرارة، والنظام الغذائيّ، والمجهود الذي تَبذُله أثناء العمل، والجنس، ووجود أو عدم وجود حمل، وللتأكد من حصول الحصان على حاجته من النوم والراحة يجب أن يتوفّر له مكانٌ آمنٌ، وجافٌ؛ بحيث يتمكّن من الاستلقاء والنوم، فبعض الخيول قد تبدأ بالشخير، والارتعاش الخفيف إذا لم يتم إزعاجها أثناء نومها.

يكمن السِرّ في نوم الخيول وهي واقفة في التّركيب الخاص لعَضلات الأطراف، والأربطة، والأوتار التي تُحافِظ على استِقامة المَفاصل في أطرافها، وتُمكّنِها من الوقوف دون أن تبذل عضلاتها الكثير من الطاقة؛ حيث يكون الحصان مُستنداً أثناء نومه على ساقيه الأماميتين، وواحدة من الساقين الخلفيتين، بينما تكون السَّاق الخلفية الثانية في وضع استرخاء، ويتمّ التبادل بين السَّاقين الخلفيتين كل بضع دقائق للحدّ من التعب، كما أنَّ وجود أربطة تَدعم عنق الحصان تساعد أن يَتدلّى العُنق والرأس براحة أثناء نومِ الحِصان واقِفاً تَستَرخي الأذنان، وتَكون الأعين مُغلَقة، ويُمكن أن تَتدلّى الشِّفاه.

إذا لم يَحصُل الحِصان على حاجَته من النّوم مُستلقياً؛ فقد تَظهر عَليه أعراضُ نقصِ النّوم، فيَشعُر بالنّعاس خلال النهار، ويَهوي على رُكبَتيه فجأةً مما يُسبّب له الرُّضوض. 

في بعض الأحيان تَمتنعُ الخيل عن النوم مُستلقيةً نظراً لوُجود مَشاكلَ في العظام، والعَضلات تُسبّب لها الألَم عند الهبوط، أو القيام، أو بسبب الشعور بعَدم الأمان، أو لعدم توفّر فراشٍ مُريح، أمّا الأسبابُ التي تَدفع الحِصان للبقاء مُستلقياً لفترات أكثر من الطبيعي فهي: الإصابة بالمغص، أو التهاب الصّفائح الحساسة، أو الضعف العام، أو الإصابة ببعضِ الاضطرابات العصبيّة.