"الفجر" تكشف أسرار الإفراج عن قيادات الجماعة الإسلامية.. ومؤيدي ائتلاف دعم "المعزول"

تقارير وحوارات



ظل لغز خروج 15 من قيادات الجماعة الإسلامية والمحسوبين على تيار الإخوان من السجون غير مفهوم، ويطرح العديد من التساؤلات "هل هي صفقة تمت بين الأجهزة الأمنية وبين تلك القيادات، أم أنه إجراء قانوني لا لبس فيه؟"، وبين الاحتمالين وردت إلينا معلومات تؤكد بأن "إقرارات التوبة" كانت كلمة السر في خروج الخمس عشرة قيادة وسيخرج أضعاف هذا العدد خلال الأيام القليلة القادمة، بعد ان يتبرأوا من تنظيم الإخوان وأفكاره الإرهابية، وهو الأمر الذي أشيع قبل ذلك إلا أن الجماعة وتنظيمها الدولي بادرت بنفي أن يكون أعضاؤها على علاقة بإقرارات التوبة أو توقيع أحدهم لهذه الإقرارات.

 

إقرارات التوبة

البداية كانت مع الورقة التي انتشرت بين شباب جماعة الإخوان وحركة "حازمون" داخل سجون طرة، والمدون بها إقرار من المسجون بأنه ينفي عن نفسه أي صلة بجماعة الإخوان ومنهجها ويتبرأ من أفكارها المتطرفة، رغم نفي التنظيم الدولي وجود مثل هذه الإقرارات، إلا ان "الفجر" تواصلت مع شقيق لأحد المتهمين – رفض ذكر اسمه، للتعرف علي تفاصيل هذه الإقرارات وعلاقتها بخروج قيادات الجماعة الإسلامية من السجون، والذي أكد بأن الفكرة لم تكن نابعة من جماعة الإخوان بل بتخطيط من قيادات الجماعة الإسلامية التي أفرج عنهم مؤخرًا.

 

وتابع المصدر، شباب الإخوان انقسموا داخل السجون إلى ثلاث فرق، الأول بايع تنظيم داعش من خلال حركة حازمون، والفريق الثاني يسير خلف المرشد وخيرت الشاطر ويرفضون التوقيع علي إقرارات التوبة، أما الفريق الثالث والأخير وهم الشباب الذي يبحث عن مخرج بأي شكل وعليه قام بالتوقيع على إقرارات التوبة، بعد جلسات طويلة مع قيادات الجماعة الإسلامية، حيث عقد أغلبهم صفقة مع الأجهزة الأمنية تقتضي بتفريغ جماعة الإخوان من أعضائها ودفعهم إلى نبذ أفكار التنظيم لتهدئة الشارع، مقابل الإفراج عنهم وهي ليست تكهنات بل معلومات، وصلت إلينا من شقيقي الموجود داخل السجن.

 

صفقة الجماعة الإسلامية

بالعودة إلى تفاصيل الصفقة التي طرحتها الجماعة الإسلامية على الأجهزة الأمنية مقابل الإفراج عن أبناء الجماعة والموقعين على إقرارات التوبة، أكد مصدر منشق عن الجماعة الإسلامية لـ "الفجر"، أن قيادات الجماعة الإسلامية ترددت على مقار الأجهزة الأمنية قبل أيام من الإفراج عن الـ 15 قيادة، وذلك للبحث عن مخرج أمن لأفراد الجماعة الإسلامية، من خلال التخلي عن تحالف دعم الشرعية، والتوقف عن دعم الإخوان بالداخل والخارج، وكانت الجولات تتم بمعرفة عبدالعليم فهيم، المتحدث الرسمي لحزب البناء والتنمية، الذي راهن على الدور الذي قامت به قيادات الجماعة الإسلامية داخل السجون، من خلال جلسات النصح والإرشاد والوعظ لتوعية شباب الإخوان وأعضاء حركة "حازمون"، بخطورة الفكر المتطرف، وقد رافق عبدالعليم في جولاته على مقار الأجهزة الأمنية محمد الفواخري، أمين حزب البناء والتنمية، أحمد الإسكندراني ومحمد حافظ من قيادات الجماعة الإسلامية.

 

واستطرد المصدر، تم جمع 600 إقرار توبة بمعرفة شيوخ الجماعة الإسلامية داخل السجون من شباب التيارات الإسلامية المختلفة "إخوان وحازمون وسلفية جهادية" ومن المحتمل أن تظهر قريبًا أو قد يكون تم تسليمها بالفعل إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان.

 

وفي سياق متصل، أكد خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن الجماعة لـ "الفجر"، أن النظام ممثلاً في الأجهزة الأمنية لم ولن يطلب من أبناء الجماعة أو حتى المقربين منها عقد مصالحة، لأن هذا الأمر مرهون بيد الشعب المصري الذي وافق على عزل الإخوان من الحياه السياسية والعامة، لكن هناك تصالحًا من نوع آخر قد يكون هو المقصود، وهو تصحيح المفاهيم عند شباب الجماعة داخل السجون، فيما يعرف بالمراجعات الفكرية كالتي قامت بها الجماعة الإسلامية داخل السجون، وربما تقوم بها الآن وعليه تم الإفراج عن الـ 15 قيادة.

 

وأضاف الزعفراني، أن هناك أسبابًا تجعل وجود صفقة أشبه بالمستحيل، أولها: هو غياب الرؤية لدى التنظيم، بعد أن سيطر عليه مجموعة القطبيين ذات الفكر المتطرف التي تلجأ إلى العنف كوسيلة للضغط ، ثانيًا: استقواء الجماعة بالخارج ومحاولة تدويل القضية ضد مصر في المحافل الدولية ورغم فشلهم إلا أن المحاولات لازالت متكررة، لافتًا إلى أن هناك أسماء كانت فيما مضي منشقة عن التنظيم ولها تأثير عليه لارتباطهم بمصالح عمل وشراكة وعلاقات نسب ومصاهرة، وهذه الأسماء معروفة لدى الجهات المسئولة ويمكن الاعتماد عليهم في حال فتحت قنوات اتصال مع الجماعة.

 

الجماعة تستعين بالحرس القديم

علي الجانب الآخر، رصدت "الفجر"، مخطط التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لفتح قنوات اتصال لإحياء ملف المصالحة من جديد، حيث أكد الدكتور إبراهيم عبد الباري، القيادي المنشق عن الجماعة، أن التنظيم يلجأ في الوقت الحالي وبعد الإفراج عن قيادات الجماعة الإسلامية إلى الحرس القديم بمكتب الإرشاد، وذلك للإفراج عن شباب الجماعة.

 

وتابع عبد الباري، من بين الشخصيات التي قد يستعين بها التنظيم لفتح ملف التصالح، الدكتور إبراهيم الزعفراني عضو مجلس شورى الإخوان سابقًا، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، ورجل الأعمال الإخواني حسن مالك، والدكتور حلمي الجزار، عضو مكتب الإرشاد، ومن خارج مصر راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، الذي حاول منذ فترة التواصل مع سياسيين مصريين مقربين من النظام المنتخب، لكن دون تحقيق أية نتائج".

 

وتابع عبد الباري "تم عمل مسودة تصالح ويتم البحث عن آلية لمعرفة رأي القيادات المسجونة على هذه المسودة، وأهم ما جاء بها هو الإفراج عن شباب جماعة الإخوان المعتقلين وإسقاط التهم عنهم، الإفراج الصحي عن قيادات التنظيم ممن يعانون أمراضًا قد تؤدي إلى وفاتهم داخل السجون، إسقاط قانون التظاهر مقابل التخلي عن أمر المعزول محمد مرسي وترك الأمر للقضاء".