كل ما تريد معرفته عن الموقف الروسي إزاء العدوان الثلاثي علي سوريا

تقارير وحوارات



أثار موقف القوات الروسية المتمركزة بالأراضي السورية، عقب الاكتفاء بلعب دور المتفرج تجاه عمليات القصف التي قام بها العدوان الثلاثي على سوريا، العديد من التساؤلات مفادها لماذا اتخذت موسكو هذا الجانب، بالرغم من مساندتها الكاملة لدمشق منذ الوهلة الأولى للأحداث، فكانت درعًا وسيفًا للنظام السوري، وتقدم له الدعم العسكري اللازم.

 

وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر أمس السبت، القوات الأمريكية بتوجيه عدة ضربات دقيقة لمواقع عسكرية داخل سوريا قال إنها تحوي أسلحة كيماوية، وقالت تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا إنه لا بديل عن استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، فيما أمر إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي قواته بشن ضربات على سوريا.

 

واستهدفت الضربات مستودعات للجيش في مدينة حمص، ومطار المزة ومركز البحوث في برزة بدمشق، كما أعلن "البنتاجون" أنه أطلق من 100 إلى 120 صاروخا، وأشار التليفزيون السوري إلى أنهم أسقطوا 13 صاروخا في منطقة الكسوة.

 

سبب عدم رد روسيا على العدوان

وكانت روسيا قد حذرت واشنطن في وقتٍ سابقٍ، من أنها سترد على الفور على أي صاروخٍ يستهدف المواقع العسكرية الروسية المتموضعة في سوريا، إلا أنها التزمت الصمت، لذا  أوضحت وزارة الدفاع الروسية التي  لم تدع مجالًا كثيرًا للتأويل حول سبب نأي قواتها بنفسها عن الدخول في مواجهاتٍ مباشرةٍ مع القوات الغربية المتحالفة، فقدمت تفسيرًا لتساؤلات حول الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا لسوريا، ولماذا لم ترد بضربات مماثلة على العدوان.

 

وفي غضون ذلك، أكد بيانٌ صدر عن وزارة الدفاع أمس السبت، أن أيًا من صواريخ العدوان الثلاثي على سوريا  لم تستهدف أيا من المناطق الموجود فيها الدفاعات الجوية الروسية بقاعدتي "طرطوس" و "حميميم" الروسيتين، مشيرًا إلى أن المقاتلات الروسية مستمرة في تنظيم دورياتها في الأجواء السورية.

 

إدانة بوتين للضربة

من جانبه أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "بأقصى درجات الحزم" الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وحليفتاها فرنسا وبريطانيا، قائلاً "إن روسيا تدين بأقصى درجات الحزم الهجوم على سوريا حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الارهاب".

 

وأعلن بوتين، في بيان نشره الكرملين، أن بلاده دعت الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي للبحث في "الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها" في سوريا، موضحًا أن الضربات الغربية نُفذت "من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وهي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة ومعايير ومبادئ القانون الدولي، وتشكل "عملا عدوانيا ضد دولة سيادية تقف في طليعة الدول المكافحة للإرهاب".

 

العدوان الثلاثي على سوريا غير قانوني

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اعتمدت على اتخاذ القرار بقصف سوريا على معلومات من وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وليس على حقائق.

 

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "أساس الهجوم، وفقا لتصريحات مسئولين أمريكيين، اعتمد على تقارير سرية مزعومة من الوكالات الحكومية ذات الصلة، والخدمات السرية لفرنسا، كانت جميعًا من وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية".

 

وأشارت "زاخاروفا"، إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تتحمل بعض المسئولية عما تنشره، ولكن فيما يتعلق بمصداقية المواد المنشورة في شبكات التواصل الاجتماعي "لا يمكن الحديث بهذا الصدد على الإطلاق".

 

أسوأ المخاوف أصبحت حقيقة على أرض الواقع

من جانبه أصدر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف بيانا، قال فيه إن أسوأ المخاوف أصبحت حقيقة على أرض الواقع، في إشارة إلى القصف الأمريكي على أهداف في سوريا.

 

وأضاف في بيان نشره حساب السفارة الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "يجري تنفيذ سيناريو مصمم مسبقًا. مرة أخرى، نحن مهددون. حذرنا من أن مثل هذه الإجراءات لن تترك دون عواقب"، متابعًا "تقع المسئولية كلها على عاتق واشنطن ولندن وباريس. إهانة رئيس روسيا غير مقبولة ومرفوضة".

 

واختتم البيان قائلا: "لا تملك الولايات المتحدة - التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة الكيميائية - أي حق أخلاقي في إلقاء اللوم على البلدان الأخرى".