"إقامة الصلوات باللحن الحزين".. طقوس جمعة الآلام عند الأقباط

تقارير وحوارات




في الوقت الذي ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، قداس جمعة الآلام، بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، الذى وصل له أمس قادمًا من دير مارمينا بالساحل الشمالى، ترصد الفجر" كل ما تريد معرفته عن "جمعة الآلام عند الأقباط".

وصلى البابا تواضروس الثاني بحضور رهبان الدير، وعدد من الآباء الأساقفة على أن يعود مساء اليوم ليستقبل المهنئين بالعيد على رأسهم وفد الأزهر، الذي يتقدمه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب.

مسميات جمعة الآلام
تعرف جمعة الآلام بعدة أسماء أخرى أشهرها الجمعة العظيمة، وكذا الجمعة السوداء والجيدة والجمعة المقدسة والجمعة الحزينة وعيد الفصح.

وهو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في معظم دول العالم، يتم من خلاله استذكار صلب يسوع وموته في الجلجثة ودفنه،وتعتبر جزءًا من الاحتفالات بعيد القيامة وتكون في يوم الجمعة السابقة له.  


الصيام
وتعتبر جمعة الآلام يوم صيام إلزامي في مختلف الطوائف والكنائس المسيحية، يتم الانقطاع فيها عن الطعام والشراب في الكنيسة الكاثوليكية من منتصف ليل الخميس وحتى ظهر يوم الجمعة أو حتى السادسة من مساء الجمعة كما في الكنيسة القبطية والبيزنطية، وتكون الوجبات اللاحقة نباتيّة وغير مطبوخة وغير محلاة.

وفي بعض البلدان ترتبط الجمعة العظيمة بمأكولات معينة، في سوريا ولبنان يعد طبق يدعى "الحر والمر" لمناسبة الجمعة العظيمة، وهو عبارة عن سلطة خضار يضاف إليها زيتون إضفاءً لنكهة من المرارة تيمنًا بالمسيح الذي ذاق المر على صليبه وفق رواية العهد الجديد، في مصر يتم الإفطار بتناول الفول فقط وبدون زيت مع رشفه من حامض الخل.


إقامة الصلوات
وفي كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد، صلى القمص عبد المسيح بسيط صلاة "الجمعة العظيمة" وقرأ مع الشمامسة أثناء الصلاة كل ما يتعلق بالصلب، سواء نبوات التوراة عن الصلب، أو أحداث الصلب نفسها من الإنجيل، وأقيمت الصلوات باللحن الحزين.

 

كما حمل الكاهن والشمامسة أيقونة الصلبوت "صورة المسيح وهو مصلوب" مرددين عبارة "كيرياليسون"، ثم وضعت الأيقونة مع الحنوط (مواد عطرية تستخدم فى الكنيسة) وورق الورود وتم طيها فى ستر أبيض، ولا تفتح إلا أثناء قداس عيد القيامة.

 

صلوات الساعات
صلاة الساعات هي سبع صلوات في اليوم مشتقة من المزمور 119: 164 والذي يذكر أن إسرائيل قد سبّح سبع مرّات في اليوم إلهه؛ تدعى صلوات الساعات أيضًا بصلوات الفرض لأنها مفروضة على الرهبان دون سواهم، ومع ذلك، يمكن للمسيحيين الاشتراك فيها في الحالة الجمهورية.

وتكون صلوات الساعات متوزعة حول أحداث صلب المسيح وفق الترتيب التالي في الطقس القبطي، باكر، الثالثة، السادسة، التاسعة، الحادية عشر، الثانية عشر.

وتقابل مثلًا صلاة باكر إدانة المسيح في السنهدريم بالموت، أما صلاة الثالثة تختص بالمحاكمة أمام بيلاطس البنطي، وصلاة السادسة بطريق الآلام أما التاسعة فهي ساعة موت المسيح والثانية عشر هي دفنه.

 
درب الصليب
في الكنيسة الكاثوليكية وعند انتصاف النهار عادة، يتم الاحتفال برتبة درب الصليب وهي استذكار لأربعة عشر مرحلة قضاها يسوع تبدأ من محاكمته وصولاً إلى دفنه، وتلحق في كل مرحلة تأملات وترانيم خاصة.

 رتبة درب الصليب تقام أيضًا في يوم الجمعة خلال فترة الصوم إلزاميًا واختياريًا في أيام الجمعة خارج زمني الميلاد والقيامة.

يذكر الإنجيل أنّ محاكمة المسيح كانت غير شرعيّة حيث اتّهم زورًا وبهتانًا غير أنّه تعرّض للتعذيب والضرب وقد طالب الناس أيضًا بصلبه وعَلَت أصواتهم بكلمةٍ واحدةٍ (اصلبوه) ويذكر أنّهم هم نفسهم الذى هلّلوا لدخوله يوم الأحد الذى يدعى أحد الشعانين، إلى مدينة أوراشليم ليحمل صليباً خشبيّاً ويمشى فيه فى المدينة القديمة حتّى الجلجلثة، وتمّ صلبه على عهد بيلاطس البنطي ويوضع على رأسه إكليلاً من الشّوك.