إيمان عاطف تكتب: هتركب المترو ؟! ﻷ ﻷ
مع بداية كل صباح وشروق شمس جديدة تبدأ رحلة الحياة وركوب مترو اﻷنفاق وحكايات ومواقف وطرائف وعجائب هذة المواصلة
فأذا كنت ممن يركب المترو من خط حلوان متقلقش هتﻻقى مكان تقعد فيه وإذا كنت هتنزل محطة السادات أو الشهداء يجب عليك إتباع بعض اﻹرشادات الوقوف أمام الباب استعدادا للنزول من المترو قبلها بمحطة على اﻻقل قال إية تلحق تلزق فى الباب ناصح يعنى وفى الواقع هتنزل هتنزل سواء استعدادا منك او بقوة الدفع الرباعى وجميعنا نعرف هذة القوة الروحية
ويظهر فى المترو فهلوة المصرى اﻷصيل وهو يهرول ليلحق باب المترو قبل ما يقفل ويمشى ويبدأ صراع العمالقة بين باب المترو والمحارب وفى الحقيقة أنا اشفق على باب المترو من هذا الصراع اليومى
جماد وانسان مشكلته الوحيدة انه ﻻ بعرف كيف يصبر وينتظر المترو التالى فنحن كشعب مصرى اكثر ما ينقصنا النظام
وبالمناسبة المترو هو وسيلة مواصﻻت وسوق متنقل فالباعة الجائلين يتخذون منه مصدر رزق بدون أى تكاليف سوى تذكرة المترو وبعدها يبدأ فى رحلته فالبائع فى عربة الرجال يختلف عن عربة السيدات ففى عربة الرجال اقصى ما يباع هو اﻻحزمة واﻻقﻻم وربما عسلية لكن فى عربة السيدات تجد مع البائعة كل ما يخص المرأة ويفوق توقعاتكم فكل ما يخص المرأة بالمعنى الحرفى يوجد مع يائعة الشنطة وﻻ داعى لذكر هذة التفاصيل الدقيقة
لكن هناك تفاصيل أدق وأهم فى عربة السيدات وسأذكرها لكم اﻵن فمثﻻ تجد فى عربة السيدات مجموعة من اﻷصدقاء يتحدثن فى الدقيقة الواحدة مية الف كلمه وﻻ مراعاة لمشاعر ودماغ اﻵخرين وأخرى تضع الموبايل داخل الحجاب وصوتها مسمع العربية بأكملها وبنت فى العشرين من عمرها جالسة والدموع منهمرة منها والبعض ينظر لها نظرة الفضول وأخرى تسأل صديقتها (هو المحروس مزعلها وﻻ إية )
وفى نفس الوقت تجد طفﻻ ﻻ يتجاوز التسع سنوات يمد يده ويتجول فى العربة طالبا المساعدة (بأى حاجة لله يا أبله ) وغيرها من المواقف التى ﻻ تعد وﻻ تحصى فى عربة السيدات
وأما عن العربة المختلطة فتجد الرجال ينظرون للبنت نظرات كلها غضب وإحتجاج متسائلين ( إية الى مركبها هنا مش ليهم عربية مخصصة ؟؟ ) ولكن فى الحقيقة هى عربة مشتركة شئتم أم ابيتم
وفى الواقع المترو هو مجرد مواصلة ولكن أجد فيها كثيراً من الحكايات والروايات التى أحب ان اتابعها بشغف وأخيراً هتركب المترو وﻻ هتقول ﻻء ﻻء ؟
