إيرانيون فارون من جحيم الملالي يهاجرون بعباءة سياح إلى أوروبا

عربي ودولي




قبل 6 أشهر، لم تكن عائلة لوفمي الإيرانية تسمع عن بلد يحمل اسم صربيا، لكن منذ أن اتفقت طهران وبلجراد على تحرير التأشيرات بينهما، فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الباحثين عن فرصة نجاة.

وهذا الاتفاق لم يمنح إيرانيين تأشيرة اكتشاف صربيا فقط، وإنما منحهم تأشيرة العبور إلى الاتحاد الأوربي عبر البوابة الصربية، وفتح أمامهم أبواب الهروب من جحيم نظام الملالي. 

عائلة لوفمي القادمة من مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، لم تبتع تذاكرها للتوجه إلى بلجراد من أجل السياحة كما دوَّن أفرادها في طلب التأشيرة، وإنما تعتبر العاصمة الصربية مجرد خطوة للعبور منها نحو ألمانيا. 

وفي البلد الأخير، تعتزم العائلة المكونة من أم تعمل مدبرة منزلية، وأب يعمل ميكانيكيا، وأبنائهما، بدء حياة جديدة. 

ووفق السلطات الصربية، فإن نحو 7 آلاف إيراني وصلوا أراضيها، بتأشيرة سياحية، منذ قرار تحرير التأشيرات في أغسطس آب الماضي، غير أن معظمهم يحمل قرار العبور نحو الاتحاد الأوروبي. 

المصدر نفسه أشار إلى أن 485 من هؤلاء الوافدين تقدموا بطلبات لجوء لدى بلجراد، فيما يعتزم المتبقون مواصلة الرحلة نحو بلدان الاتحاد.

ويأتي هذا في خضم احتجاجات شعبية تتجدد كل فترة منذ الاحتجاجات الضخمة التي اندلعت نهاية ديسمبر وبداية يناير الماضيين في معظم المدن الإيرانية ضد نظام الحكم الإيراني، وخاصة الوصاية الدينية الممثلة في حكم الملالي بنظرية "الولي الفقيه"، إضافة للمصاعب الاقتصادية.

شهلا لوفيمي متحدثة لإعلام فرنسي قالت إنه "في البداية كنا نخطط للذهاب إلى تركيا، ومنها إلى ألمانيا، لكن المهرب اقترح علينا فكرة بلجراد عقب إلغاء التأشيرات". 

وأوضحت السيدة البالغة 40 عاما من عمرها أنها دفعت مبلغ 22 ألف يورو، لتأمين رحلة عائلتها من عاصمة ومركز محافظة خوزستان إلى ألمانيا. 

لكن بوصولها إلى بلجراد، وجدت العائلة نفسها مضطرة للمكوث في شقق ومنازل مختلفة في انتظار مهرب لن يأتي أبدا، لتمضي هناك 4 أشهر بأكملها قبل أن تستنجد بمنظمات محلية تنشط في مجال مساعدة المهاجرين، لتحصل في النهاية على المساعدة من جمعية تحمل اسم "إنفو بارك". 

مسؤول الجمعية، ستيفان تاتالوفيتش، أوضح أن هؤلاء المهاجرين يستخدمون التأشيرة لدخول بلجراد هاربين من "الاضطهاد الذي يطالهم من نظام الملالي، لأسباب مختلفة". 

وتابع أن هؤلاء غالبا ما تطاردهم طهران "إما لمواقفهم السياسية، أو لميولهم الجنسية أو الدينية، تماما مثلما هو الحال بالنسبة لعائلة لوفمبي التي تعتزم مواصلة رحلتها". 

وفي تصريحات أدلى بها مؤخرا، قال وزير خارجية صربيا، إيفيتشا داتشيتش: "أجريت محادثة غير سارة مع بعض الأطراف في الاتحاد الأوروبي وفي ألمانيا، سألوني خلالها عن سبب تحريرنا التأشيرات مع إيران". 

واعتبر الوزير أن المخاوف الأوروبية من أن يفتح القرار الصربي بابا جديدا للهجرة نحو الاتحاد الأوروبي "لا معنى له". 

ولكن هذه التصريحات لا تعبر عن الواقع؛ فعلى الأرض، تستعد عائلة لوفمبي لمواصلة رحلتها نحو ألمانيا سيرا على الأقدام، نظرا لعجزها عن دفع أموال لمهربين جدد، بحثا عن فرصة للتسلل إلى الاتحاد الأوروبي. 

وقبل أيام، نجحت العائلة في الدخول إلى كرواتيا، غير أن سلطات البلد الأخير أوقفتها وأعادتها إلى صربيا، لتجد نفسها عالقة من جديد في بلد تتخذة محطة عبور نحو أوروبا للتخلص من براثن الملالي.