"النجباء" الإرهابية.. بوابة الحرس الإيراني للسيطرة على الانتخابات العراقية

عربي ودولي




تعتزم حركة "النجباء" التابعة لمليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، التدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر انعقادها في مايو المقبل.

التدخل الإيراني في العراق ليس جديدا، ولكنه يأتي هذه المرة عبر بوابة مشاركة ائتلاف يضم عدة مليشيات موالية لإيران يدعى "الفتح المبين" في الانتخابات البرلمانية العراقية.

ويرأس الائتلاف المزعوم هادي العامري أحد قيادات الحشد إلى جانب عناصر بارزة أخرى في المليشيات، وذلك بعد رفضها المشاركة بشكل مستقل في الانتخابات.

وذكر موقع "إيران واير" المعارض في تقرير له، أن العامري يعد أحد أكثر الشخصيات المقربة من الإرهابي قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس التابع لميلشيا الحرس الثوري الإيراني.

وأشار إلى أن فوز العامري بمقعد في تلك الانتخابات سيضمن له فرصة نحو السيطرة على منصب رئيس الوزراء العراقي، بهدف مزيد من التغلغل الإيراني عبر المليشيات التابعة له في بغداد، وإحكام السيطرة على مقدرات العراق لخدمة مشاريع نظام الملالي التخريبية.

ولفت التقرير الذي حمل عنوان "حركة النجباء متعددة المهام لقاسم سليماني في كل من العراق وسوريا"، إلى أنها مجموعة تؤمن بالعمل الجهادي المسلح، وتعتقد بمبدأ ولاية الفقيه.

وأشار إلى صلة هذه الحركة الوطيدة بمليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية التي تتخذها نموذجا لها، في حين تصنف نفسها ضمن أتباع المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي تبث فضائية الكوثر التابعة لها مقاطع دعائية له، وتصفه دائما بـ"الزعيم"، و"القائد". 

 وشهد عام 2014، ظهور ائتلاف جديد يضم عدة مليشيات عسكرية وهي فيلق بدر، وحزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق والنجباء على إثر ظهور مليشيا الحشد الشعبي، الأكثر ولاءً لفيلق القدس وقائده الإرهابي قاسم سليماني الذي يدير معارك نظام الملالي في عدة دول بالمنطقة.

وقدرت أعداد مقاتلي حركة النجباء في عام 2017 بنحو 10 آلاف شخص، بحسب إيران واير، لافتا إلى أنهم ينخرطون في عدة كتائب عسكرية تدعى "عمار بن ياسر"، و"حسن المجتبى"، و"حمد".

ونوه التقرير بأن لواء "عمار بن ياسر" بدأ منذ أوائل عام 2013 الوجود داخل العاصمة السورية دمشق بهدف تأمين الطرق المؤدية إلى المطار، وسرعان ما انخرط في القتال بمعركة حلب الدامية، قبل أن يعلن تأسيس أكاديمية عسكرية لتدريب وإعداد مقاتلين جدد.

وكشف التقرير عن زيارة قام بها الإرهابي قاسم سليماني إلى تلك الأكاديمية العسكرية في العام 2016، قبل أن يوكل النظام السوري إلى مقاتلي "النجباء" مهام تأمين مطار حلب، لافتا إلى انخراطهم بالقتال إلى جانب قوات النظام على مدار 5 سنوات في أغلب المناطق السورية، وبخاصة لواء "حمد" المسلح بعتاد وأسلحة ثقيلة.

وفضح تقرير لوكالة أنباء التقريب الإيرانية في يناير، أهداف تدشين تلك الأكاديمية التي أسهم في تدشينها اللواء 12 التابع لمليشيا الحشد الشعبي العراقي، يتكون من مقاتلي "حركة النجباء"، مؤكدة خضوع المقاتلين بها إلى دروس في العقيدة الشيعية جنبا إلى جنب مع تدريبات عسكرية متطورة.

ويخضع المتدربون الملحقون بها، بحسب الوكالة، لدورات تعليمية مكثفة، إضافة إلى إعطاء دروس تعليمية للمتطوعين المتسربين من الدراسة، مشددة على أن الخريجين منهم ينخرطون في دورات تمهيدية للدراسات العليا.

وفي السياق ذاته، أوضح "راديو زمانه"، أن أكرم الكعبي زار قبل عدة أشهر العاصمة اللبنانية بيروت، للقاء حسن نصر الله الأمين العام لمليشيا حزب الله اللبنانية، بهدف تنسيق الجهود تحت مزاعم تحرير منطقة مرتفعات الجولان السورية المحتلة من إسرائيل منذ عام 1967، لكن الهدف الأساسي يتمحور حول إرسال مساعدات عسكرية في الممر الرابط بين طهران وبيروت، بحسب الموقع.

وظهر أكرم الكعبي خلال زيارته إلى لبنان، عبر شاشة فضائية "المنار" الناطقة بلسان حزب الله، مهددا باستهداف قوات التحالف الدولي ضد داعش في العراق، ردا على ما وصفه بـ"الدور التخريبي والشيطاني" في العراق، على حد زعمه.

وصنَّف الكونجرس الأمريكي، نوفمبر الماضي، حركة "النجباء" كجماعة إرهابية في مشروع قانون، مطالبا بحظرها وحظر الشخصيات الأجنبية المسؤولة عنها أو المرتبطة بها في فترة لا تزيد على 90 يوما، وذلك في إطار مساعٍ أمريكية لحصار أنشطة أذرع إيران العسكرية في الشرق الأوسط، وتم تسليم مسودة القانون إلى مجلس الشيوخ للبت فيها.

وذكر تقرير نشره موقع الكونجرس بناء على دراسات وتحقيقات، أن "النجباء" تحصل على التدريب والميزانية من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في حين يضطلع حزب الله اللبناني بمهمة الاستشارة والتدريب للحركة.