ثلاث أزمات و3 مواقف فى حياة "النمر الأسود" أحمد زكي

الفجر الفني



رغم حياته التي ربما يعتبرها البعض وردية لأنه فنان كبير ونال شهرة كبيرة لم ينلها غيره، إلا أن الراحل الكبير أحمد زكي، مرّ بالعديد من الأزمات التي كادت تقضي عليه تمامًا، ولكنه وقف صامدًا وحارب من أجل الفن الذي عاش له، وهناك ثلاث أزمات وقع فيهم الراحل الكبير في حياته ترصدهم "الفجر الفني" في ذكرى رحيله الـ 13.


الأزمة الأولى..العناء من بشرته السمراء
حكاية العناء في رحلة زكي، بدأت بقرار ولِّد عندي شرارة التحفز والإصرار، كما ينطقها بمرارة يدق بها قلبه، تأثرًا من الموقف، لكنه يحكي التفاصيل بابتسامة عن سبب استبعاده من دور البطولة في فيلم "الكرنك" أمام سعاد حسني، فلونه الأسود أو "شكله الوحش" منعاه من الفوز بفيلم يجسد بعضًا من "خطايا" مراكز القوى في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما يراها "أديب نوبل" نجيب محفوظ، والسبب أن منتج الفيلم وموزعه، رمسيس نجيب، خاف على أمواله بل ورأى أنه "ما ينفعش الولد الأسود ده يحب سعاد حسني"، وقرار نجيب لم يحرم زكي من "الكرنك" فقط بل من فيلمين آخرين في بداية حياته، كان قد ترشح لهما بناء على الفيلم الأول لكن عدم اختياره تسبب في ضياع 3 أفلام دفعة واحدة.


الأزمة الثانية.. أنه عاش حياة اليتامى
الفنان، الذي عاش حياة اليتامى، حيث فقد والده بعد مجيئه للدنيا بعام واحد وأم لم يعش في كنفها، بعدما اختارت الزواج بعد رحيل أبيه، فكانت تربيته على يد جده، لم يدع أزمة "الكرنك" تحطمه، وساهم تفوقه بعد سنوات في منحه دور البطولة أمام سندريللا مصر في مسلسل أوراقه عليها بصمات صلاح جاهين بعنوان "هو وهي"، محققًا النجاح بالوصول للجمهور إلى داخل بيوتهم دون الاكتفاء بحلم السينما، ذكرى مؤلمة، لكن لو كنت إستسلمت ماكونتش وصلت للنجاح ده يحكي زكي، موجهًا الشكر لـ نجيب لأنه لولاه ما صب تركيزه على تحقيق أمنيته، التي عاش لها وهي الممثل، والوصول لتلك الأمنية لم يكن مفروشًا بالورود فيتعرض لملاكمة أخرى سبقت القصة، السالف ذكرها، لصغر سنه دون التعرض لموهبته، التي منحته درجة الإمتياز في المعهد العالي للفنون المسرحية، فكان الأول على زملائه.


الأزمة الثالثة.. إهتمام مخرج ألماني بـكومبارس لا زال طالبًا
فصول القصة تعود إلى يوليو 1969، حيث تم الإستعداد لإقامة إحتفالية على شكل أوبريت كتبه جاهين، وكان زكي ضمن الكومبارس نظرًا لحداثة سنه ودراسته المسرحية، التي لم تنته بعد، لكن نجوم الصف الأول اعتذروا مع مرور وقت الاستعداد للحفل، وكانت أعذارهم لانشغالهم بأعمال أخرى أو بسبب السفر أو المرض، وكثرة الاعتذارات، آنذاك، جعلت المخرج الألماني للأوبريت، إيرفن لابستر، يرشح زكي لأداء البطولة، لكن الرفض كان مصيره بسبب مدير المسرح، سعد أبوبكر، وكان مبرره وقتها: "كيف يؤدي طالب بالفنون المسرحية بطولة أوبريت كبير".

وكأن الموهبة ترتبط بالأعمار، رغم أن الموهبة لا تقاس بالسنوات وإنما بقدرتك على التأثير في وجدان متابعيك ولو حتى بمشهد واحد، لكن الموهبة تعاني الاحتراق ولا تصل إلى الجمهور إذا تعاملت مع عقول لا ترى منحها صك النجاح بسبب صغر السن، وكتم زكي، مرارة الرفض وكان عزاؤه اهتمام المخرج الألماني به، الذي طالبه بالسفر إلى أوروبا لإكمال دراسته بدلًا من الدفن وسط أناس لا تقدر الموهبة، لكن القدر جعل جاهين، الأب الروحي للفتى الأسمر يتدخل، ليمنحه اهتمامه في رحلته الفنية، وقد كان أسمى نجاحاتها في هو وهي، وجاهين أيضًا تدخل وقت أزمة "الكرنك" وأصر على ضرورة منح "زكي" أجره، الذي كان مقررًا له وهو 500 جنيه، بعدما رفض منتج العمل اختياره.

أما المواقف فكانوا ثلاث أدوار فارقة فى حياة "الإمبراطور"، حيث تعرض "الفتى الأسمر" لحملة شرسة لتشويهه، وذلك بسبب لمعان بريقه وإلتفاف الجمهور حوله في فترة قصيرة، نرصد أهم ثلاثة أدوار سينمائية وتليفزيونية فى بداية مشوارة الفنى جعلته يحصل على لقب "الإمبراطور".

الموقف الأول
عندما قام بدور البطولة في مسلسل الأيام، فقد قام بدور طه حسين، وعندما أجرى النقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قام بنفس الدور في السينما، وحين تجري المقارنة بين من مثل مائة فيلم، وبين من مثل خمسة أفلام ومسلسل، فمعنى هذا أن أحمد زكي قفز إلى مكانة لم يسبقه إليها أحد!.

الموقف الثاني
برز حين قام بدور البطولة في فيلم شفيقة ومتولي، أمام سعاد حسني، ولا يهم ما قيل في الفيلم أو في الأخيرة، إنما المهم هو البادرة بحد ذاتها، والتي هي إصرار سعاد حسني أن يكون أحمد زكي هو بطل الفيلم.

الموقف الثالث
كان في دور ثانوي، هو دوره في فيلم الباطنية، بين عملاقين سينمائيين هما فريد شوقي، ومحمود ياسين، حيث أن الجوائز انهالت على أحمد زكي وحده، وهي شهادة من لجان محايدة على أنه، ورغم وجود العملاقين، قد ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان التحكيم، بعدها جاء فيلم طائر على الطريق، وجاءت معه الجائزة الأولى.. وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكانًا في الصف الأول، أو بمعنى أصح حفر لنفسه بأظافره طريقًا إلى الصف الأول.