"واشنطن بوست": محمد بن سلمان يدشّن العهد النووي السعودي

السعودية



أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عن مخزون المملكة من اليورانيوم، وخططها الحالية والمستقبلية بشأنه ضمن مضامين الحوار المطول الذي أجرته معه وتناقلته عنها وسائل الإعلام العالمية، إذ قال ولي العهد: "إن المملكة تختزن في أراضيها أكثر من 5 % من احتياطيات اليورانيوم في العالم، وإنها تعمل على الوصول إلى القدرة على تخصيب اليورانيوم؛ لاستخدامه في مفاعلات الطاقة بدلاً من شرائه من الخارج"، وأكّد أن السعودية منفتحة على وضع قواعد وقوانين للتأكّد من عدم إساءة استخدام اليورانيوم المخصب، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن عدم استخدام السعودية مخزونها من اليورانيوم يشبه عدم استخدامها للنفط.

المناطق التسع
يرتبط حديث ولي العهد عن اليورانيوم، الذي يعد بمنزلة تدشين لعهد نووي سعودي، بمشروع وطني طموح تنفّذه المملكة بالفعل في الفترة الأخيرة للاستفادة من الطاقة النووية في الأغراض السلمية، وتعمل المملكة على المشروع من خلال محورين أساسيين: الأول، التعاقد على بناء مفاعل نووي عام 2018 وهو أول مفاعل نووي في المملكة. والثاني، استكشاف اليورانيوم في أراضيها. حسب ما جاء بصحيفة "سبق"

ويتوزّع مخزون المملكة من اليورانيوم على مساحة 27 ألف كيلو متر مربع، ويتركز في 9 مناطق رئيسة؛ منها منطقة صخور دهر الحياة المجاورة لمنطقة الدرع العربي، حيث يوجد بكميات اقتصادية هائلة، كما يوجد في عديد من القرى التابعة لمنطقة تبوك، وتعمل مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية وهيئة المساحة الجيولوجية منذ فترة على دراسة هذه المناطق وتحديد أماكن وجود اليورانيوم وكمياته وطبيعته وجودته الفيزيائية والجيولوجية والكيمائية، تمهيداً لاستخراجه واستخدامه في عديد من الصناعات، ومن مساعي المملكة في هذا الإطار توقيعها مذكرة تفاهم مشتركة في مجال استكشاف وتقييم مصادر اليورانيوم في أراضيها، ويتوقع أن تبلغ نسبة اليورانيوم التي سيجري التنقيب عنها نحو 60 طناً.

مكونات المشروع
يتكون المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة من أربعة مكونات: الأول، المفاعلات النووية الكبيرة، وهي مفاعلات ذات قدرة كهربائية تقدر ما بين 1200 - 1600 ميجاوات من السعة الكهربائية للمفاعل الواحد، وتسهم في دعم الحمل الأساسي في الشبكة الكهربائية على مدار السنة. الثاني، توطين تقنيات وبناء المفاعلات الذرية الصغيرة المدمجة، إذ تمكّن هذه المفاعلات المملكة من تملك وتطوير تقنيات الطاقة الذرية وبنائها في أماكن منعزلة عن الشبكة الكهربائية تناسب متطلباتها من تحلية المياه والتطبيقات الحرارية المختلفة من الصناعات البتروكيميائية. الثالث، دورة الوقود النووي، وتمثل الخطوة الأولى للمملكة في طريق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود النووي، الذي سيسهم في تأهيل علماء سعوديين مختصّين في عملية استكشاف وإنتاج اليورانيوم وتوظيف الخبرات المكتسبة في هذا المشروع لتطوير موارد المملكة الطبيعية من اليورانيوم؛ ما سيوفر فرصاً وظيفية واستثمارية واكتساب تقنية جديدة في استخلاص وإنتاج خامات اليورانيوم. الرابع، التنظيم والرقابة، ويعمل هذا المكون على جانب الأمن والسلامة، إذ جرى تطوير هيئة السلامة النووية والاشعاعية، وهي في طور التأسيس، لتكون هيئة مستقلة في المملكة، تهدف للحفاظ على السلامة الذرية والاشعاعية والأفراد والبيئة والمنشآت النووية.