الوليد بن طلال يكشف المستور بشأن "التعذيب والمراقبة" وعلاقته بولي العهد

السعودية



"أحتاج إلى تبييض سمعتي"، هذا ما عنونت به شبكة "بلومبرج" الأمريكية حوارها المطول مع الأمير الوليد بن طلال.

وأجرت الشبكة الأمريكية أول حوار مطول مع الأمير الوليد منذ خروجه من فندق "ريتز كارلتون" وإعلان نهاية توقيفه في حملة مكافحة الفساد في السعودية.

وسجلت الشبكة الأمريكية المقابلة، التي أجراها إريك شاتزكر، في مقر سكن الوليد في الطابق 67 من برج المملكة في الرياض.

وقال الوليد إنه لا يحب أن يستخدم كلمة "إلقاء القبض"، مضيفا: "لأنه بكل بساطة دعينا إلى القصر الملكي، ثم منها إلى فندق ريتز كارلتون، وكل ما تم إنجازه كان بشرف وكرامة، وتم الحفاظ على هيبتنا، ليس أنا فقط بكل الجميع".

وتابع: "كما أن كلمة اعتقال عادلة لاستخدامها مع أولئك، الذين ارتكبوا جريمة أو اعترفوا بذنبهم".

ومضى: "رقم واحد، أنا بحاجة إلى تبييض سمعتي، وتوضيح الكثير من الأكاذيب، على سبيل المثال، عندما قالوا إنني تعرضت للتعذيب أو أرسلت إلى السجن، كما تعلمون. أنا مكثت هناك (الريتز) طوال الوقت، ولم أتعرض للتعذيب أبدا".

التعذيب والمراقبة
وتحدث عن إقامته في الريتز، قائلا: "كنت أمارس الكثير من الألعاب الرياضية والمشي، والكثير من التأمل ومشاهدة الأخبار، والصلاة".

وأشار إلى أنه كان يمكنه الوصول إلى التليفزيون والصحف، ومن خلالها عرفت الشائعات التي تتحدث حول ما يسمى بـ"التعذيب".

ونفى الملياردير السعودي الشهير تعرضه لأي أذى أو سوء معاملة بأي شكل من الأشكال، قائلا: "لم أتعرض لذرة واحدة من التعذيب".

ورد على سؤال إذا ما كان متأكد عن تعرض أي شخص آخر في فندق الريتز كارلتون للتعذيب، بقوله "ربما حاول أحدهم الحرب، أو فعل شيء مجنون، ربما تم وضع أحدهم تحت السيطرة".

وتابع: "لكن، بالتأكيد، لم يكن هناك أي شيء يمكن أن نطلق عليه: تعذيب ممنهج".

ورد كذلك على سؤال إذا ما كان قد سمح له بالتحدث مع محتجزين آخرين: "لا، لم يتمكن أي شخصين محتجزين في فندق ريتز كارلتون من التحدث إلى بعضهما البعض".

وأردف: "حتى في حالتي، لم أر أحدا. أنا لم أتحدث مع أي شخص آخر".

وحول السماح له بإجراء مكالمات هاتفية، قال: "أجريت مكالمات مع ابني وابنتي وحفيداتي، والرئيس التنفيذي للمملكة القابضة، ومدير مكتبي الخاص، والأمين العام لمؤسساتي".

ورد على سؤال إن كانت تتم مراقبة تلك المكالمات، بقوله: "على الأرجح، نعم".

وعن حرية تنقله وسفره، قال: "بالتأكيد استطيع السفر"، وعن احتمالية مراقبة الحكومة لمكانه، قال: "لست قلقا حيال ذلك"، أشار إلى أن كل شيء عاد إلى طبيعته فيما يخص حساباته المصرفية.

ابن العم
وتحدث الوليد عن علاقته مع ابن عمه، الأمير محمد بن سلمان، قائلا: "لم يكن الأمر سهلا، لابد لي من الاعتراف، ليس من السهل ان يتم احتجاز المرء ضد إرادته".

وتابع: "لكن عندما غادرت، انتابني شعور غريب جدا، جمعت كل كبار المسؤولي في شركاتي الخاصة، وقلت لهم: أقسم لكم، وبأريحية كاملة، لا توجد أي ضغينة أو مشاعر سيئة بيني وبين الأمير محمد بن سلمان".

ومضى: "بعدها بـ24 ساعة، عدنا للتواصل مع مكتب الملك وولي العهد، هذا وضع غريب جدا، لكن هذه حقيقة".

واستطرد: "الأمر ليس بتلك البساطة، أنا رجل قومي ووطني، أنا مؤمن ببلدي، لذلك لن يكون هناك أي شيء في قلبي تجاه ابن عمي وبلدي وشعبي".

ورد على سؤال كيف تصف علاقتك مع الأمير محمد بن سلمان:

"إنها أقوى، وهذا أمر قد يكون صادم للكثير من الناس، حتى لشعبي".

وأردف: "لقد نسيت العملية برمتها باتت ورائي، لا تمر 3 أيام من دون أن اكتب أو اتحدث مع الأمير محمد بن سلمان، لدينا الكثير من المهام، لكننا نتحدث بشكل متكرر، بالكاد يمر أسبوع من دون أن نتواصل".

وتحدث عن رؤية "2030" قائلا "نعم أخذت رؤية ولي العهد الكثير من أفكاري، فقد كانت لدي فكرة صندوق الثروة السيادية، وكذلك تحدثت عن ضرورة طرح أرامكو، وحقوق المرأة وقيادة السيارات، كل هذه الأشياء دعوت إليها".

وأضاف:
"إن ولي العهد يؤسس لحقبة جديدة في المملكة، أي شخص لا يدعم ما يفعله محمد بن سلمان الآن، أقول إنه: خائن".